تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



موسوعات الشعراء كتب طهي الحركة الثقافية


القاهرة : الأمير كمال فرج .

باستثناء "موسوعة الشعراء" التي أفنى الصديق الشاعر الراحل عبدالله السيد شرف عمره لإنجازها، و"موسوعة البابطين" التي أنفق عليها رجل الأعمال الكويتي عبدالعزيز البابطين الملايين لتوثيق أسماء الشعراء في العالم العربي بدلا من الضياع، فإن الموسوعات التي تصدر من حين لآخر بدعة لا طائل منها .

موسوعات الشعراء لا جدوى منها ، لا من الناحية التوثيقية والإحصائية، ولا من الناحية التنفيذية ، ففي الأولى لا يمكن لفرد أو جهة حصر أسماء الشعراء مهما امتلكت من إمكانيات ، ولنا كعرب تاريخ في الفشل الإحصائي، في مجالات عدة كالسكان، والمغتربين، والمرضى وغيرهم .

وفي الثانية، فإن الموسوعات المطبوعة عبث في ظل وجود التقنية التي يمكن أن توفر للقاريء فيضان من المعلومات في أي مجال ومن بينها الشعر والشعراء بـ "ضغطة زر" .

أقول ذلك بمناسبة إصدار الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة طبعة جديدة من "الموسوعة الكبرى للشعراء العرب" ، والتي تتضمن أسماء 2000 شاعرا على امتداد الوطن العربي، الذين عاشوا خلال الخمسين عاما بين عامي 1956 و2006.

الموسوعة ـ التي احتفت بها صحيفة "الأهرام " من خلال تقرير شامل ـ ضمت ـ كما قيل ـ 174 شاعرا وشاعرة من مصر ، ولن أتساءل عن المعايير التي حددتها الشاعرة في وضع هذه الموسوعة ، هل هي المعرفة الشخصية ، أم تداول الاسم في وسائل الاعلام ؟، أم قيمة الشاعر . فهذه هي الأسئلة الصعبة التي لن يتمكن واضع أي موسوعة من الرد عليها، وسيتلجلج عند الإجابة.

ولكن ما دمنا استعملنا لفظة "موسوعة" فإن الشمول عامل أساسي لا يمكن التغاضي عنه، أما إذا جمعنا مجموعة من الأسماء واعتبرناهم الشعراء في فترة معينة، فذلك يدخلنا في دائرة التزييف، وهو ما أربأ بالشاعرة المعدة الوقوع فيه، أو القصدية فيه .

ما أثق فيه أن العالم العربي قدم خلال 50 عاما أكثر من 2000 شاعر ، وفي مصر أكثر من 174 شاعرا بالتأكيد، ما أثق به أن الجودة لم تكن ضمن معايير اختيارات الشاعرة ، لأن الموسوعة جمعت على سبيل المثال بين أمل دنقل، وشاعر كشفت في تحقيق صحفي منذ 25 عاما سرقته لديوان شعري كامل. 

نقطة أخرى .. ماذا يفيد الشاعر وضع أسمه في جدول في موسوعة للشعراء ، هل ذلك اعتراف بأنه "شاعر" ؟، أم أن الأمر مجرد توثيق ؟، أم أن هناك فائدة مرجعية للباحثين ؟ . حاولت أن أكون جنتلمان لأن المعدة أنثى، وإقناع نفسي بوجود فائدة،  فلم أستطع.

تقول الشاعرة فاطمة بوهراكة: انطلقت بالعمل على الموسوعة الكبرى للشعراء العرب منذ عام 2007 إلى عام 2015، وتطلب مني هذا الأمر عدة تضحيات شخصية، فقد تمت طباعة الجزء الأول عام 2009، والثاني عام 2011 من قبل الشيخة أسماء صقر القاسمي مشكورة، لأتولى طباعة الجزء الثالث عام 2015 (المجلد الأخير بشكله النهائي)، ليشمل 2000 شاعر، على نفقتي الخاصة، حتى يكون العمل مغربيًّا مائة بالمائة. ".

أشفقت على الشاعرة التي يبدو ـ كما تقول ـ أنها بذلت الكثير من الجهد في سبيل هذا العمل وهو ما لا أشك فيه، حيث تقول " : استنزفت الكثير من حياتي في البحث اليومي الشاق، وأعتقد أنني تمكنت من تحقيق منجز أدبي ينافس المنجزات الدولية على مستوى المؤسسات الكبرى، وقد تمكنت من تحقيق حلمي وطموحي في أن أكون أول امراة بالعالم العربي تشتغل على منجز بهذا الحجم".

أشفقت على المعدة ، لأن هذا العمل لو تم الموافقة على جدواه من مهام المؤسسات الثقافية الرسمية التي تملك الإمكانيات التي تكفل حدا أدنى من الأخطاء ، ولكن السبب الأساسي للإشفاق أن المعدة بذلت الكثير من الجهد والوقت في عمل عبثي لا طائل منه .

الموسوعات ـ التي توسم ككتب الملخصات المدرسية بتعبيرات تسويقية مبالغ فيها مثل الكبرى والشاملة والأولى، سواء كانت في مجال الثقافة أو غيرها ـ أشبه بكتب الطهي التي تتصدى لإعدادها بحماس سيدات لديهن سعة من الفراغ، وتحقق رواجا في المبيعات، ولكنها في النهاية لا تغني أو تسمن من جوع .
تاريخ الإضافة: 2016-01-16 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1252
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات