تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



ندوة حول السلم السباعي في الغناء السوداني


الشارقة : الأمير كمال فرج.

نظم استوديو "سمارت ميديا" في الشارقة أول من أمس ندوة بعنوان "السلم السباعي في الغناء السوداني"  شارك فيها الدكتور عمر عبدالعزيز، والدكتور نزار غانم، والبروفيسور محمد عبد الله الريح، والفنان أشرف عوض .

والدكتور عمر عبدالعزيز روائي وفنان تشكيلي له اسهاماته المتعددة في الأدب والصحافة، وهو مدير الدراسات في دائرة الثقافة في الشارقة، والدكتور نزار غانم شاعر وموسيقي يمني، وهو متخصص في الثقافة السودانية، ومن جسور التلاقي بين اليمن والسودان، والدكتور محمد عبدالله الريح بروفيسور سوداني متعدد العطاءات، فهو كاتب وصحفي وعالم ، أما أشرف عوض فهو فنان ومتخصص في الموسيقى له اسهامات في توثيق الثقافة الموسيقية، وهو أيضا عازف عود.

الندوة التي نظمت ضمن "منتدى وطني الثقافي" الذي تنظمه "سمارت ميديا" أدارها الدكتور عمر  عبد العزيز، وحفلت بالعديد من المعلومات عن الفن السوداني والموسيقى السودانية،  وخاصة ما يتعلق بالسلم الموسيقي السباعي.

تحدث الدكتور عمر عبدالعزيز في تقديم الندوة، مشيرا إلى ثراء الموسيقى السودانية، وما تتميز به من سمات نغمية وروحية، والدكتور عمر له اهتمامات خاصة بالتراث السوداني، وله في ذلك إصدارات مختلفة، من بينها رواية "الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك" التي تستلهم الحكايات الشعبية المروية حول الشيخ فرح ود تكتوك، الذي ترجح بعض المصادر إنه عاش في القرن السابع عشر بمنطقة سنار، في السودان، وله أيضا كتاب "نفحات سودانية" الذي قدم فيه عوالم موسيقية سودانية ومن بينها السلم الخماسي.

تحدث الدكتور نزار غانم في الندوة عن تاريخ الموسيقى السودانية، والظواهر المختلفة التي شكلت هوية السودان  النغمية، وتناول في هذا الإطار العديد من ذكرياته والتي عاصر فيها العديد من الشخصيات المؤثرة في الثقافة الموسيقية السودانية، وبالتالي دورها في إثراء الموسيقى العربية. وكذلك التأثير الشرقي العربي على الغناء السوداني. كما تناول عددا من المقامات والإيقاعات التي برزت مثل السلم الخماسي والسباعي، والمردوم ، وظواهر مثل تشهيد الأذان، ومناهج موسيقية مثل النوت الموسيقية والآلات الوترية.

وتطرق إلى الغناء الشعبي العاطفي ووظيفته في المناطق المختلفة والذي يعبر عن الانتماء القبلي، والموسيقى العسكرية التي ورث بعضها من الأتراك، مشيرا إلى بعض الفنون مثل العرضة، وفنون سودانية صرفة مثل الهداي والحكامة، وكشف الباحث عن التواشج الموسيقي بين الموسيقى السودانية وفنون دول الخليج العربية والسمات الموسيقية التي برزت في السودان الحديث.

وتناول الدكتور غانم عددا من الشخصيات التي شكلت هوية البلاد الموسيقية، ونقل مواقف وآراء وذكريات عن عدد من الرموز الموسيقية مثل الشيخ محمد الأمين، وضيف الله وابوبكر سالم بلفقيه، وعبدالرحيم البرعي، وجمعة الجابر.

وخلص الدكتور غانم إلى أن السودان غني بجيوب ثقافية حقيقية، ولو تصالح مع نفسه سياسيا كل هذه الإمكانات ستحضر بوزنها الحقيقي في الإذاعة المركزية"

وكشف الدكتور نزار غانم عن ثقافته الموسوعية في التاريخ السوداني وتاريخ الغناء في هذا البلد متعدد الثقافات، وأبان عن الجذور الثقافية المتعانقة بين اليمن والسودان، وكذلك بين الدول العربية المختلفة، والتلاقح الثقافي المطلوب بين أبناء الدول العربية.

وتناول البروفيسور محمد عبدالله الريح بداية تاريخ دخول السلم السباعي السودان، وتأثيرات الهجرة في ذلك، وقال إن "الحديث عن السلم السباعي ومدى وجوده في السودان، له علاقة بالهجرات العربية للسودان، ومتى دخل هؤلاء السودان والطرق التي استخدموها، لقد انحصرت إشارات السلم السباعي في قبائل جهينة التي هاجرت من تونس، الخليفة عبدالله نفسه جده كان في الأصل تونسيا، هذه الهجرات التي جاءت من تونس ومن شرق أفريقيا احتفظت بالتراث النغمي الذي وصل الى هذه المناطق .

وأضاف أن "لرعاة البقر "البقالة" والإبل "الأبالة" دور في شيوع السلم السباعي، ففي هذه المناطق التي سكنها هؤلاء كانت هناك ملامسة، وكانت هناك احتكاكات وحوارات".

وأوضح البروفيسو الريح أن أغاني البقالة كانت احتفالية، ولكن في نمط آخر وهو الهداي والحكامة، ويوجد نمط آخر اسمه الحكواتي الذي لعب دورا كبيرا، حيث كان يجتمع حوله الناس، ويأتي العازف ومعه آلة بوتر واحد يعزف فيها على القوس ويحكي قصة".

وأشاد الدكتور عمر عبدالعزيز بهذا التطواف الجميل المقرون بملامسات حقيقية، تفاعل معها الحاضرون، وأشار إلى أن الإشارة الكبرى في هذه الندوة هي التنوع الكبير في السودان، وقال أن "التنوع الذي أعنيه ليس التنوع الخاص بالجغرافيا التي نعرفها الآن، ولكن في الجغرافية الثقافية بشمولها وامتداداتها ووشائجها، بالأنهار والتراث، كل هذه الأشياء تقدم إشارة مهمة على أن في الشؤون السودانية العربية، فيه مفردات تعبيرية مميزة بالمعنى المشرق للموسيقى، بالمعنى التعبيري الانساني، هذه هي الذخيرة الحقيقية التي استقرت في الوعي واللاشعور ، بمعنى المحركات التي لانلمسها أولا نستطيع أن ندلل عليها بشكل بسيط، وهي تحتاج إلى حفر في الأعماق".

صاحبت الندوة معزوفات موسيقية على آلة العود قدمها الفنان أشرف عوض، قدم من خلالها عددا من الأغاني السودانية ظهر فيها السلم السباعي، وأضفى ذلك على الندوة عنصر التطبيق. كما قدم الدكتور نزار الغانم نماذج لبعض الأغاني السودانية الملحنة على نفس المقام، منها "الحلو الأسمر ناداني" وقام بالعزف والغناء.

واختتم مدير عام استوديو سمارت ميديا" الصادق تمام الندوة بكلمة شكر فيها المشاركين والحضور، وقام بتكريم الدكتور نزار غانم بدرع تذكاري لدوره في إبراز جماليات الفن السوداني، ووصفه بأنه يعرف عن الفن السوداني أكثر من السودانيين أنفسهم، والتقطت بعد ذلك صور جماعية للمشاركين والحضور.

شهدت الندوة عددا من المداخلات حول الفن النوبي وتأثيره، وتنوع السلم السباعي، والحروف الساكنة وصعوبة تلحينها، وسرقة الألحان التي طالت العديد من الملحنين، وأسباب عدم انتشار السلم السباعي في المنطقة العربية.

وقال الأمير كمال فرج رئيس تحرير صحيفة "الصحافة" "أشكر القائمين على تنظيم هذه الندوة القيمة التي قدمت العديد من المعلومات عن السمات الموسيقية الغنائية السودانية، السودان بلد عريق يتميز بالتراث الغني والحضارة الضاربة في التاريخ، أتذكر ونحن صغارا تربينا على الموسيقى السودانية، والأغاني السودانية التي كانت مشهورة في هذا الزمن، ومن بينها أغاني الفنان السوداني سيد خليفة خاصة أغنيته "إزيكم" وأغنية أخرى كنا نرددها تقول "السمب الرمب السوداني ما أجمل ألحاني" ، داعيا الباحثين إلى المزيد من البحث والكشف لإبراز السمات المميزة في التراث السوداني، ليس على صعيد الموسيقى فحسب، ولكن على مستوى الشعر والأدب وكل الفنون الإبداعية.

الندوة هي الفعالية الثانية حول الموسيقى السودانية في هذا الشهر، وذلك بعد المحاضرة التي نظمها النادي الثقافي العربي في الشارقة، الأسبوع الماضي بعنوان «السلم الخماسي بين الكلمة والنغم» والتي قدمها الناقد الموسيقي الدكتور نزار غانم، وأدارها خبير المسرح محمد سيد أحمد.

 

 

تاريخ الإضافة: 2022-06-30 تعليق: 0 عدد المشاهدات :700
2      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات