تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



أقنعة تنكرية | الأمير كمال فرج


بعد قرن من العداء بين واشنطن وهافانا بدأ التقارب بين البلدين، وبعد 43 عاما من الحرب الباردة بين أمريكا وإيران فجأة انتهى كل شيء، وأصبح الاثنان سمنا على عسل، وبدأت أمريكا وأخواتها في الغرب اللائي شاركن في لعبة شد الحبل لسنوات طويلة في إرسال الوفود إلى العاصمة طهران، للفوز بكعكة الـ 100 مليار دولار التي رفع الحجز عنها بعد "الاتفاق النووي".

في لحظة تغير الوضع للنقيض، فلم تعد أمريكا "الشيطان الأكبر" كما كان يقول الإيرانيون، وهو المصطلح السياسي الذي استخدمه مؤيدو الخميني أثناء الثورة الإسلامية عام 1979، ولم تعد إيران "محورا للشر" وهي عبارة أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في خطاب ألقاه عام 2002 ، ليصف به إيران والعراق وكوريا الشمالية، وهذه لعبة السياسة المليئة بالتناقضات، والتي لا تظل على وجه واحد أبدا.

السياسة لعبة المصالح، والذكاء، والمراوغة، والكر والفر، وأحيانا الاستعباط .. المهم أن تربح في النهاية ، الأمر ليس فيه قيم أو مباديء أو علاقات ثابتة أو تاريخية كما تقول البيانات الرسمية، فصديق الأمس قد يكون عدو اليوم، وعدو اليوم قد يكون صديق الغد، وفي التاريخ نماذج عديدة لثنائيات كان العداء يجمعهما أو العكس، فتغير الوضع للنقيض .. فهناك أمريكا واليابان، أمريكا وروسيا، تركيا وسوريا، مصر وإسرائيل ..

معاهد التدريب الدبلوماسية تدرب الدارسين على أن يتخلوا عن المشاعر، ويتعاملون مع الخصم وفقا للظروف والمواقف، وأن يكون الهدف الأساسي هو مصلحة البلاد، لا يمكن لدبلوماسي ناجح أن يحكِّم مشاعره، لأن العامل في هذا المجال تكون قراراته مخالفة لمشاعره، لذلك يمكن اعتبار السياسة أسوأ المهن . لأنها مهنة النفاق والكذب.

السياسة مهنة الأقنعة، أحيانا ترتدي قناع أسد، وأخرى قناع ثعلب، وثالثة قناع أرنب .. وهكذا تتوالى الأقنعة، في مسرح الغابة.

السياسة لا تعرف القواعد،  ففيما تكون المخرجات دائما انعكاسا للمدخلات، ولكن في السياسة لا، حيث يمكن جدا أن تقدم الخير فتحصد الشر أو العكس .. تماما مثل لعبة الروليت الشهيرة . تلقي فيشتك وتنتظر النتيجة التي تعتمد غالبا على الحظ.

السياسة فن القدرة على الإقناع، والخداع، والاستقطاب، والتهديد، والترغيب، كالساحر الذي يستخدم كل حيله ومهاراته لإقناعك أن الأرنب دجاجة، وأن الفيل في المنديل.

في لحظة أصبحت واشنطن وهافانا صديقين، وأمريكا وإيران حبايب .. نفس الأمر سيحدث قريبا مع كوريا الشمالية التي وصفها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنها "دولة مارقة"، ويصور الإعلام الغربي رئيسها كرجل مجنون يرتدي كسرولة، ويعدم معارضيه بقذائف صاروخية.

ستظل السياسة ـ لحين إشعار آخر ـ كما قال نزار قباني "دعارة" ويظل الدبلوماسيون يرتدون الأقنعة التنكرية، حتى يأتي زعيم جديد يعيد للسياسة أهم عنصر .. وهو "الأخلاق".

تاريخ الإضافة: 2015-07-18 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1273
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات