تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



حلقة نعناع | الأمير كمال فرج



أنا صوفي قديم، نشأت على حلقة الذكر في "الحضرة المحمدية"، لشيخها وصاحب الفضل عليها الشيخ محمد بن ابراهيم بن محمد علام، وهو رجل صالح من طنطا أنشأ حضرته أو "طريقته" منذ أكثر من 100 عام نسبة إلى "الطريق إلى الله" في رحاب العارف بالله السيد البدوي.

والسيد البدوي (فاس 1200 هـ ـ طنطا 1276 هـ) شيخ صوفي عاش ودفن في طنطا، ومنحها طابعها الديني الذي لازال موجودا حتى الآن. حتى اقترن اسمها به، وعندما تذكر المدينة ينطلق فورا تعبير عفوي هو "شي الله ياسيد".

الحضرة أو "الطريقة" كان هدفها الوحيد هو ذكر الله ، يجتمع مرتادوها كل أسبوع في شقة من حجرتين بحارة صغيرة متفرعة من شارع سعيد، أو في منزل أحد الأخوة، في المدن والمحافظات المجاورة، يتحلقون كعقد من النور، يذكرون الله ..

وتعاقب على مشيخة الطريقة المحمدية بعد وفاة مؤسسها الشيخ محمد علام عدد من الشيوخ ، هم العم السيد شيحة، والعم زهير، والعم عبدالمنعم غانم، رحمهم الله، وكان والدي كمال الجرباني شيخا لهذه الطريقة في إحدى الفترات.

يبدأ الذكر هادئا خافتا ..  "الله .. الله .. الله "، وسرعان ما يكتسب حماسة فيقوى ويعلو، ويتحكم قائد المجموعة في الذكر بتصفيق اليد، .. ثم يتوالى الذكر "لا إله لا الله"، وهكذا .. وبعد ذلك يقدم الحاضرون فاصلا من الأناشيد الدينية، وآيات قرآنية مثل سورة "تبارك"، وبعد الانتهاء يوزعون مشروب القرفة، أو حلقات النعناع، ثم ينصرف كل أخ إلى حال سبيله.

وللطريقة أنشطة أخرى كالاحتفال بالمناسبات الدينية، وموالد أولياء الله الصالحين، حيث تقدم الابتهالات، والتواشيح، والأدعية الدينية، إضافة إلى معايدة الأخوة، وزيارة المريض، ورعاية الفقير، وغيرها ..
 
بعد سنوات طويلة من الاغتراب قررت حضور الحضرة، ففوجئت بأن الأخوة لازالوا يدعون لوالدي رغم مرور 35 عاما على وفاته، فاغرورقت عيناي بالدموع ، فوضع شيخ الطريقة ـ حينئذ ـ العم زهير في كفي بعضا من العطر، وطلب أن أمسح به وجهي. 

جدي لوالدتي الشيخ زكي بدرالدين رحمه الله كان أيضا من رواد طريقة أخرى هي "الحامدية الشاذلية"، التي كانت تجتمع في مسجد الست زكية في كفر الزيات.

اليوم في زيارة للمشهد الحسيني وجدت مجموعة من المصلين يتحلقون قبل صلاة المغرب، ويذكرون في صوت واحد "لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .." فجلست معهم، وانخرطت في الذكر الجميل.

و"الصوفية" رغم نقاء مقصدها لم تسلم ـ كغيرها ـ من الاتهامات على مر العصور، فهناك من رأى أنها بدعة، وآخرون وصفوها بالدروشة، خاصة بعدما رأوا ما يبدر من بعض جماعاتها من ممارسات غريبة كالتطوح، والشطح، والجذب، والتجاوز في الأدعية والحركات.

ولكن دار الإفتاء انتصرت مؤخرا للصوفية، عندما قررت مواجهة أناشيد داعش مثل "صليل الصوارم" التي تلبي حاجات نفسية لدى مستمعيها، وتوقع في حبائلها كل يوم ضحايا، وتحول المستمع إليها إلى "متطرف".

"الإفتاء" أعلنت في تقرير أن أناشيد الصوفية يمكن أن تكون وسيلة ناجحة لمواجهة الأناشيد الشيطانية التي يقدمها المتطرفون، فتحول المستمع بطريقة "مسح المخ" إلى "إرهابي"، لأن الصوفية تلبي نفس الاحتياج النفسي، ولكنها تقود إلى العشق الإلهي.

نحن بحاجة إلى إعادة اكتشاف الصوفية، من ناحية شرعية، ونفسية، واجتماعية، خاصة الكشف الذي يمنحه الله لمن يشاء من عباده، لأنني أعتقد أنها يمكن أن تكون سلاحا فعالا لمواجهة التطرف، وجماعات الاسلام السياسي، والمخدرات الرقمية التي يقدمها الإرهابيون، وإعادة الأجيال الجديدة مرة أخرى إلى الدين، وقيمه الروحية.
 

تاريخ الإضافة: 2015-08-09 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1617
5      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات