تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



تبعية نفسية | الأمير كمال فرج


قاطعت أمريكا كوبا منذ الستينات، عندما قامت الدولة الكوبية بثورتها وانحازت إلى النظام الاشتراكي ،  وبعد نصف قرن من العداء والكراهية والردح العلني، قرر الرئيس الأمريكي أوباما فجأة عام 2014 إعادة العلاقات معها، ليقدم بذلك نموذجا للسياسة الأمريكية المراهقة التي دمرت العالم .

قرار أوباما بالتطبيع مع هافانا ، تبعه قرار مماثل من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يؤكد تبعية 26 دولة أوروبية لأميركا، فقد سارت أوروبا وراء أميركا في عدائها للدولة الكوبية 50 عاما بلا سبب ، وعندما قرر السيد الأمريكي إعادة علاقاته معها ، قررت أوروبا ذلك في تبعية مضحكة.

رفعت السياسة الأمريكية على مدى عقود شعار الإمبريالية، والتي تعني الهيمنة على دول أخرى من خلال القوة العسكرية، والاقتصادية، والسياسية، وهو ما نجحت فيه بامتياز ، حيث تمكنت من إخضاع نصف العالم لسياساتها ، حتى بعد حركات التحرر الوطني التي حررت معظم الدول من الاستعمار ، ظلت الإمبريالية الأمريكية مهيمنة ومسيطرة ، راكبة القرفصاء على أكتاف الشعوب .

قلة من الدول تمردت على هذا الاستعمار السياسي ، ولكن من تمرد لاقى جزاءه ، فتم تصنيفه ضمن "الدول المارقة"، و"الدول الراعية للإرهاب"، وبذلك تمت مقاطعته، وحصاره،
والتشهير به، وهو ما حدث مع العديد من الدول مثل كوبا، وكوريا الشمالية، وفيتنام .. وغيرها ..

وساهمت الآلة الإعلامية الأمريكية الجبارة في شيطنة النظم الرافضة لهيمنة العم سام، كما حدث مع كوريا الشمالية التي لازال الإعلام الغربي يفبرك الأساطير عنها، ومنها إعدام المعارضين بالمدافع .

أما في العالم العربي فقد دخلت معظم الدول الحظيرة الأمريكية دون مقاومة ، قلة قاومت ومنهم مصر / عبدالناصر التي واجهت رفض أمريكا والغرب تمويل السد العالي بالتحول مباشرة إلى معسكر الاتحاد السوفييتي، واستمر ذلك فترة في عهد السادات ، وبعد حرب أكتوبر 1973، انكسرت المقاومة المصرية للهيمنة الأمريكية، لتتلاشى في عصر مبارك ، لتعود مصر إلى الحظيرة الأمريكية.

بعض الدول التي على رأسها بطحة، وتعاني من ثقوب في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وجدت في الحضن الأمريكي وسيلة للحصول على الشرعية ، والبقاء ، فلم تقاوم ، على العكس تبارت في إرضاء الأسد الأمريكي ، وإطعامه ، حتى لا يجوع ويلتفت إليها هي، ووصل الأمر إلى تنافس بعض الدول العربية على استضافة قواعد عسكرية أمريكية على أرضها.

وبذلك عاشت الدول العربية نصف عقد تحت الهيمنة الأمريكية، وكان لذلك تبعات ثقافية وحضارية ، ولم يقتصر تأثير ذلك على انتشار الكولونيل كنتاكي في المدن العربية، وموسيقى الغرب لدى أجيال من المراهقين، ولكن كان لذلك تأثيرات نفسية عميقة على الشخصية العربية.

التبعية لأميركا لم تكن فقط عاطفية ، ولكنها كانت اقتصادية، واجتماعية، وسياسية ، وكان لذلك تبعات .. فعلى الصعيد العالمي، سارت العديد من الدول وراء أمريكا ، مثال ذلك تأييد بريطانيا لها في غزو العراق، وفي العالم العربي كان القرار يرتدي القبعة الأمريكية، أميركا تتأفف، فيتأفف العرب ، أمريكا تضحك بهستيريا ، فيضحك العرب بنفس الهستيريا، أميركا تدخل الحمام ، فيشعر العرب بالإمساك، أمريكا تقرر غزو العراق، العرب : كنت هأقولها، أميركا تقرر الإطاحة بالرئيس الليبي القذافي، العرب : لماذا لا ؟، .. وكان ذلك إحدى صور الهوان العربي.

وبعد ثورات الربيع العربي، رفع البعض شعار الاستقلال ، ولكنه في الحقيقة لم يكن سوى شعار تجاري ، إذ أن الواقع كان يؤكد أن سياسة هذه الدول المزيد من التبعية للسيد الأمريكي.

الغريب أن الدول العربية من طول وقوعها تحت الهيمنة الأمريكية، أصبحت تبعيتها كالزمبلك، حتى بعد أن بدأت السياسة الأمريكية تتغير بفوز الرئيس دونالد ترامب الذي أعلن رفضه التدخل في شؤون الدول باسم الديمقراطية ، استمر العرب في التبعية ، وكأن تبعيتهم لأميركا أصبحت تبعية نفسية .

قاطع العرب نصف العالم لأن أميركا قررت ذلك ، وكان الثمن فادحا ، فقد حرمت الأمة العربية من ترليونات الدولارات التي كان يمكن أن تعود عليها من التعاون مع تلك الدول التي حقق بعضها معجزات اقتصادية مثل البرازيل ، فماذا يفعلون بعد أن تعيد أميركا وأوروبا علاقتها مع هذه الدول ؟. 
ماذا يفعل العرب بعد أن أعلنت أمريكا اعتزال الإمبريالية والهيمنة والتسلط ، وأنها هتشوف شغلانة ثانية ، الشواهد تشير إلى أن التبعية ستستمر، وكما يقول المثل "القط يحب خنَّاُقه"، كالسجين الذي سجن في زنزانة نصف قرن ، وعندما أفرجوا عنه ، لم يقدر على مواجهة الضوء ، وقرر العودة إلى زنزانته الوثيرة.
تاريخ الإضافة: 2016-12-18 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1455
9      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات