لفت اللاعب المصري العالمي المحترف في نادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح الإنتباه بعدد من السمات، مثل مهاراته الكروية، وسماته الشخصية والتزامه والأعمال الخيرية التي يقوم بها في مجتمعه، ولكن هناك سمة مهمة من سمات الفرعون المصري لم يتطرق إليها أحد، وكانت أحد أسرار نجاحه ، وهي روح الفريق.

كرة القدم لعبة تعتمد على الفريق ، فلا يمكن أن يلعب اللاعب لوحده ، حيث تعتمد اللعبة على تمريرات اللاعبين لبعضهم البعض، للتقدم خطوة فخطوة، ثم إستهداف شباك الخصم، ومن ثم إحراز الهدف، لا يوجد في التاريخ لاعب أخذ الكره لوحده من بداية الملعب وحتى شباك الفريق المنافس وحقق الهدف ، ولاعبو الفريق يجب عليهم التعاون والتآذرر للفوز بالأهداف.

والمتابع لتجربة محمد صلاح سيكتشف أن "روح الفريق " سمة واضحة توفرت له ، وكان ذلك سمة مهمة ساعدت على نجاحه الفردي ، وبالتالي نجاح الفريق.

تتجلى روح الفريق في الملعب، فكل لاعب حريص على نجاح الآخر ، كل لاعب يمرر الكرة للأصلح والأقدر على التهديف بغض النظر عن أي شيء . لا مجال للأنانية، وتقديم المصلحة الشخصية على مصلحة الفريق ، وهذا كان أحد أهم أسرار نجاح صلاح، ولعل الدليل على ذلك اقتراب عدد أهداف صلاح مع التمريرات التي ثام بها وأدت إلى أهداف.

روح الفريق لم تظهر فقط أثناء اللعب ، فقد ظهرت كذلك في المحيط الرياضي الأكبر بين زملاء صلاح ومنافسيه في الأندية الأخرى ، وكلنا تابع موقع منافسي صلاح على لقب أفضل هداف في الدوري الإنجليزي ، وكيف تبارى منافسوه أنفسهم في الإشادة به ، والإقرار بقدراته، وهذه روح رياضية جميلة قل أن نجدها في مجالات المنافسة الأخرى .

أشاد اللاعب الإنجليزي لتوتنهام هوتسبرز، هاري كين، بمنافسه على لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز، النجم المصري محمد صلاح، وأكد أنه لا يستطيع التحكم بما يفعله الفرعون.

ركز معي في هذه الصورة جيدا ، ثم استدعي ما يحدث في بيئات العمل العربية يوميا من معارك ومؤامرات ، كل موظف يتحين الفرصة للانقضاض على زميله، كل واحد يعتقد أن نجاحه يستلزم القضاء المبرم على كل الزملاء باستخدام مبيد "بف باف"، ليبقى هو الأفضل والأوحد والأكثر مفهومية، صانع المعجزات، لذلك يسعى لتشويه سمعة المنافسين والأكفاء بالوشايات الكاذبة،  لذلك لا يفوز الفريق العربي أبدا .

نحن بحاجة إلى استحضار روح الفريق الرياضية في الشركات والمكاتب والمصانع ، ليس فقط بالندوات والنشرات التوعوية العقيمة ، ولكن من خلال قواعد إدارية جديدة ، تعلي من قيمة العمل الجماعي ، وتلزم الموظفين بالتعاون من أجل تحقيق الهدف .