تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



ألعاب نارية | الأمير كمال فرج


 نجح التونسيون في الحصول على حريتهم في 23 يوما،  بينما حقق المصريون نفس الهدف في 18 يوما .. ، الشعوب قادرة على الحصول على حريتها لو أرادت .. هناك قوة خفية أسطورية يمنحها الله للمظلوم، فيصبح الفرد ألف فرد، وتتحول الحناجر إلى مدافع هاون تزلزل قصور الحكام.

ولكن ما السبب في فشل الفلسطينيين في الحصول على هذه الحرية، رغم مرور أكثر من 50  عاما على الاحتلال؟ لماذا فشلوا في قلع المحتل الإسرائيلي بالمنجل، وتحرير فلسطين رغم أن دوافعهم أقوى وأشد؟ دوافع وطنية ودينية وعربية، ..لماذا فشلت "المقاومة" في أن تقلق نوم المحتل الذي ينام ملء جفونه، ويشخر، و"يتمطع" على جراح شعب وحطام وطن. لتصبح القضية الفلسطينية صاحبة أطول مدة تداول في التاريخ، يموت الضحايا والقضاة جيلا وراء جيل، ويبقى ملف القضية العتيق في أرشيف المحكمة بلا نظر أو حكم.

 لماذا ينجح الفلسطينيون في غزة في حفر الأنفاق لتهريب المواد الغذائية، وما يمثله ذلك من إرادة خلاقة وقدرة على كسر الصعاب، ولم ينجحوا في الوقت ذاته في حفر نفق نحو الضوء والحرية.

 إسرائيل بكل مدنها ومستوطناتها تعيش حياة طبيعية، وتبني المستوطنات بهمة وحماس، وتستقبل السياح وتطور الاقتصاد بدون أدنى قلق من شعب كامل من الثائرين، وكأن الأمر لا يعنيهم، الأرض الفلسطينية تغلي، والأرض الإسرائيلية تنعم بالهدوء والسلام.

 لقد رأينا على مر التاريخ كيف تنجح حركات التحرر، وكيف يتمكن الفدائيون من إزعاج العدو وقض مضاجعه، وحرق أصابعه، وتدمير ممتلكاته واستهداف جنوده، حتى يرحل بالذوق أو بالعافية، ولكن الحالة الفلسطينية فريدة، فالمحتل مازال محتلا، والمقاومة الفلسطينية لم ترق إلى حجم التحدي، تظهر وتختفي، حتى تحولت في النهاية إلى شعار انتخابي.

 لو كان هناك سجين في سجن مشدد ، ولو بدأ في حفر نفق بأظافره ، وأزال كل يوم ذرة من الأسمنت ، لتمكن من الخروج من سجنه في أقل من 50 عاما، لا أريد أن أطعن في وطنية البعض، ولا التشكيك في شعار المقاومة، ومن ينادون به، ولكن من حقي أن أتساءل عن سبب فشل المقاومة الفلسطينية في تحرير فلسطين .. رغم كل هذا الدعم الذي تلاقيه القضية عربيا وعالميا.

 فهل إسرائيل تملك كل هذا النفوذ لكي تبطل الحس المقاوم، كما يبطل الخبراء مفعول لغم أرضي، فتتحول "المقاومة" هذا الفعل الإنساني التاريخي العظيم إلى مجرد صواريخ طائشة تنطلق كل فترة كالألعاب النارية نحو إسرائيل؟.

 المتتبع لتاريخ النضال الفلسطيني بدءا من أسلوب خطف الطائرات إلى عملية اختطاف "جلعاد شاليط" سيكتشف أن المقاومة لم تحقق شيئا للقضية، وأن المحتل مازال جاثما كالفيل على صدر الضحية.

هل الأمر مرده إلى اختراق استخباراتي إسرائيلي ناجح للقوى الفلسطينية سواء المهادنة أو المقاومة، نجحت فيه إسرائيل في كشف أوراق المقاومة، وشل قدراتها وإحباط فاعليتها؟ هل هناك خيانة تاريخية لا نعلم أبعادها بيعت من خلالها فلسطين، وكل ما يتم على السطح هذا ما هو إلا تمثيلية. هل بيعت فلسطين كما بيعت الجولان، وأن كل ما يتم الآن "مهاوشة" هدفها صرف النظر عن الجريمة الحقيقية؟ أو بالمعنى الشعبي "كده وكده".

هل تقاطع البعد الديني في قضية فلسطين هو السبب في إبقائها مشكلة عالمية بلا حل، وأن المسيحيين لن يتركوا أبداً الأماكن المسيحية المقدسة تحت حكم  المسلمين؟ مهما كانت الحقيقة نحن بحاجة إلى المعرفة، لأن من الهراء أن ننفخ في قربة مقطوعة، ونركض خلف السراب، ويحاول شخص أن ينقذ السفينة، بينما شقيقه  يعمل على إغراقها.
     أخبرونا هل هناك اتفاق عالمي غربي بعدم تحرير فلسطين، وإبقائها تحت "الرعاية" الإسرائيلية إلى الأبد، وأن الحديث عن حل الدولتين مجرد ذر للرماد في العيون؟.

نحن جميعا متعاطفون مع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، ومستعدون للمقاومة مع هذا الشعب  50 عاما أخرى ليحصل على حريته، وقد قدمنا على مر العقود الأموال والشهداء وضحينا بالكثير من أجل القضية، ولكن الحكمة تقتضي بأن لا مقاومة إلى الأبد ولا حرب إلى الأبد، وأن المقاومة التي لم تحقق النصر عبث،  والحرب التي لا تحقق أهدافها تضييع للوقت.

 القائد الذكي لا يتبع خطة واحدة، فإذا فشلت خطة استبدلها بخطة بديلة، وإذا استعصى اختراق جبهة بحث عن جبهة أخرى.

 تحولت المقاومة من واجب ديني وإنساني يحرر الشعوب إلى شعار سياسي وتجارة و"سبّوبة" يمارسها الكثيرون .. إيران وسورية وحزب الله وتجار الشعوب والشهداء، وخونة الوطن، كلهم يستخدمون "المقاومة" لتحقيق الأغراض، وتعظيم الثروات.

هناك طابور خامس من العرب يتشدقون بدعم القضية، ولكنهم في الوقت ذاته يخونونها، لا يهمهم أن تتحرر فلسطين، المهم أن يبقوا على كراسيهم الوثيرة المنصوبة على جراح الشعوب، وقد كشفت وثائق ويكيليكس بعض الأنظمة العربية الداعمة لإسرائيل، بل إن هناك من يعتاش على الأزمة، وحل القضية يعني بالنسبة لهم التقاعد، ولعل أحد الأدلة على ذلك ما صرح به رامي مخلوف ابن خالة الريس السوري، الذي صرح تعقيبا على  "الثورة السورية"، عندما قال إن "إسرائيل بحاجة إلى استقرار سورية".

 الحديث عن المقاومة و"نهج سورية المقاوم" كذبة كبرى، فسورية الأسد التي لم تطلق رصاصة واحدة لتحرير الجولان لا يمكن أن تحرر دجاجة،  لا أن تحرر وطن.

 التدخل العربي والدولي في القضية الفلسطينية أحد أسباب ضياع القضية، ولو امتلك الشعب قراره بنفسه لانحلت القضية منذ زمن.

  لن يحرر فلسطين سوى أبنائها، لا تنخدعوا بالمواقف الداعمة والناعمة والتبرعات وشعارات الشجب والتأييد، ودموع التماسيح التي تظهر هنا وهناك، يجب أن يستلهم الفلسطيني ثورات الربيع العربي التي أسقطت أعتى النظم، ويبدأ فورا في تحرير الوطن.
تاريخ الإضافة: 2014-04-04 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1078
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات