تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



أميركا المارقة | الأمير كمال فرج


كما تنتشر "الألقاب" في الحياة العامة، تنتشر في عالم السياسة، وصناعة اللقب هنا مثل هناك، لا تفرزه مقومات موضوعية، كاللقب العلمي الذي لا يمنح إلا بإجازة أكاديمية، ولكن تحركها النوازع الشخصية.

اقترنت أميركا في السنوات العديد بعدد من المسميات، بعضها تسويقي مثل "أرض الأحلام"، و"بلاد العم سام"، ومنها ما هو واقعي كوصف الأميركيين بـ "رعاة البقر"، ومنها ما يتحرى الأيدولوجيا مثل "الإمبريالية"، وهي سياسة توسيع السيطرة على الوجود الخارجي، وقد يصل الأمر إلى حد الشتيمة كما في لقب "الشيطان الأكبر" الذي أطلقته إيران على أميركا لتعطي لحربها معها لمسة عقائدية.

أميركا هي الأخرى صدرت للعالم العديد من المصطلحات، لعل أشهرها axis of evil "محور الشر"، وهو مصطلح أطلقه الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش عام 2002، ليصف به "العراق، وإيران، وكوريا الشمالية"، ومصطلح Rogue state  "الدول المارقة" الذي أطلقه الرئيس الأميركي السابق رونالد ريجان عام 1985 على الدول التي لا تنصاع لأوامره، وهي "كوريا الشمالية، وكوبا، والعراق، وإيران وليبيا"، وكان هذا المسمى عنوانا لكتاب شهير للفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي، وهناك أيضا "الدولة الفاشلة" وهو لقب أطلق على "اليمن السعيد".

والملاحظ أن هذه المسميات تتراوح بين الانطباع الشخصي، والتعبير الصحفي، والوصف السياسي،  لتصل في النهاية  إلى حد "السب واللعن".

قد يكون مقبولا وجود هذه المسميات التي تعتمد على الشخصنة والتهويل في عالم الفن أو الرياضة .. حيث التسويق مقبول حتى لو تضمن مبالغات مثل "نجمة الجماهير"، وسوبر ستار العرب"، لكن من الغريب وجودها في عالم السياسة .

بعض المسميات أشبه بـ "الردح" السياسي .. مثال "الدول المارقة" ، و"المارق" في اللغة العربية هو "الخارج من الدين"، أما في الإنجليزية فيستخدم للتعبير عن مجموعة من الدول الاستبدادية التي تعتدي على حقوق الإنسان، طبعا من وجهة النظر الأميركية، والدليل على ذلك أن أميركا أدرجت خمس دول فقط تحت هذا التعريف، رغم أن النظم الاستبدادية في العالم كثيرة جدا.

 وإذا دققنا في المصطلح، وتحرينا الأمانة في التطبيق، سنكتشف أن أميركا نفسها أحد هذه الدول المارقة، والأدلة على ذلك كثيرة، منها معسكر "جوانتانامو"، وغزو العراق، وأفغانستان، وما صاحبهما من جرائم مروعة تتنافى مع حقوق الإنسان.

لقد استخدمت أميركا هذه "المصطلحات" في التنويم المغناطيسي للشعوب، واستعداء العالم تجاه دول معينة، تمردت على سياسات القطب الأميركي الذي يريد أن يسير في فلكه الجميع، ونجحت في ذلك لبعض الوقت، ولكن النتيجة النهائية كانت "صفر"، فقد اكتشف العالم أن أميركا يمكن أن تفعل أي شيء لتحقيق أهدافها . حتى لو تعارض ذلك مع الأخلاق والأعراف والمباديء، وأنها لن تتورع عن الكذب والتزوير والأساليب القذرة لتصل إلى ماتريد، وهو ما رأيناه جليا عندما زورت مستندات تدل على امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل لتبرير الحرب عليه، وهو ما ثبت كذبه لاحقا.

هناك ماكينة إعلامية أميركية رهيبة تصنع المصطلحات وتروجها، وتستعين في ذلك بالاستعارة، والتشبيه، والأسماء الحركية، حتى بالثقافات المحلية لتحقيق أهدافها من بينها "نيران صديقة"، و"عاصفة الصحراء"، و"جيرونيمو"، وهو الاسم الحركي الذي أطلقته القوات الأميركية على عملية اغتيال بن لادن.

لقد سقطت "السياسة" بما تتضمنه من تقاليد عريقة تحكم العلاقات بين الدول في فخ "الانطباع"، و"التصور"، وأحيانا "الشتيمة"، وتحولت من علم له قواعده وأصوله إلى "غابة" البقاء فيها للأقوى، مما أفقد "الدبلوماسية" أصالتها التاريخية .

تميزت السياسة الدولية في العصور الماضية بأدبيات لا يمكن تجاوزها حتى مع العدو، ..كان القدامى يهتمون بالشرف العسكري الذي يمنع الاعتداء على حقوق حتى "العدو" ، في "خصومة شريفة" تزم بحقوق الإنسان.

أما اليوم أصبحت "السياسة" لعبة بلا قواعد، تبرر الكذب، والاغتيال، والضرب تحت الحزام، ولعل هذا مادعا نزار قباني إلى أن يقارن بينها وبين البغاء، يقول في قصيدته التاريخية  "بلقيس" " (وأقول : إن عفافنا عهرٌ .. وتقوانا قذارة/  .. وأقول : إن نضالنا كذبٌ، وأن لا فرق .. ما بين السياسة والدعارة) .

في الماضي  قدم الإيطاليون التحية العسكرية لجثة المناضل الليبي عمر المختار بعد إعدامه احتراما لشجاعته وبطولته، والقضية التي آمن بها، أما اليوم فالأميركان يمثلون بجثث مقاتلي طالبان بعد إعدامهم، والبريطانيون يتبولون عليها كما أوضحت صور نشرتها صحف بريطانية منذ سنوات .

وبين الماضي والحاضر. ضاع الشرف الإنساني، وتحولت "السياسة " كما قال نزار ـ بلا مؤاخذة ـ إلى " أقدم مهنة في التاريخ". 
تاريخ الإضافة: 2014-04-04 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1090
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات