تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



تطوير آلية الإبداع | الأمير كمال فرج


لقد تطورت آلية النشر أخيرا، وذلك بظهور الإنترنت، لقد استلزم الأمر آلاف السنوات، نعم آلاف السنوات حتى يطور البشر الآلية التي ينشرون بها التعليمات والأفكار وأيضا الكتب، لم تتطور طريقة النشر من أيام الفراعنة.

كان الفراعنة يوثقون أو ينشرون كتاباتهم الرسمية أو الأدبية على أوراق البردي، أو اللخاف الفخاري (كسر الفخار)، ثم يوزعونها لكي يقرأها الناس، وحتى الآن وبعد 7000 سنة لا زال الأحفاد يتبعون نفس الآلية بطباعة المعلومات على ورق حديث، والاستعانة بشركات لتوزيع المطبوعات عبر المدن والدول المختلفة، لنشر كميات من الورق "الكتب" عبر عدد من الناس لكي يقرأوها . أي نعم وسيلة الطباعة تطورت، ولكن آلية النشر منذ الفراعنة لا زالت واحدة.

لقد اخترع الانسان الإنترنت بمزاياه المدهشة، مثل سرعة النشر، والانتشار الواسع، وقلة التكلفة، واتساع مساحة التأثير، وأيضا التحديث، وهو إمكانية تعديل وتحديث وتطوير النص في أي وقت، وميزة التحديث هذه لوحدها خطوة كبيرة.

ومع تسليمنا بالتطور الهائل الذي حدث في طريقة النشر الإبداعي، إلا أن آلية الكتابة لازالت واحدة، حيث تنتهي علاقة الكاتب بالنص بمجرد تسليمه للمطبعة، أو حتى الموقع الإلكتروني.

وهذا يفجر سؤلا مهما، وهو :  لماذا لم تتغير آلية الإبداع؟، ولماذا تنتهي علاقة الكاتب بنصه بمجرد النشر؟، وهل يمكن تغيير هذا الوضع ، بمعنى أدق تطويره؟.

الإجابة: نعم، ولكن الأمر في العالم العربي يحتاج إلى شجاعة كبيرة، لأننا تعودنا على التمسك بالموروث، ليس على الصعيد الثقافي فقط، ولكن في كل مجالاتنا المعيشية.

تطوير آلية الإبداع ممكنة،  وقد رأينا في الغرب بدايات لتحريك الصخور، وتجريب اليات جديدة، وأول صخرة بدأ تحريكها هي انتهاء علاقة الأديب بالنص في وقت معين وهو وقت النشر.

الضربة الأولى كانت من شركة كيندل للنشر المباشر Kindle Direct Publishing والتي أتاحت من خلال منصتها الرقمية للمؤلفين كتابة أعمالهم على مراحل، والحصول على مكافآت، كما أتاحت للقراء إمكانية التواصل مع المؤلف وتدوين الملاحظات أثناء الكتابة.

بعد فترة من النشر المطبوع والالتزام بتقاليده المعروفة، بدأت منذ عشر سنوات النشر الإلكتروني، فكنت أنشر كتبي بصورة رقمية، وأيضا أكتب مقالاتي ودراسات بنفس الطريقة، ومنذ سنوات قليلة عدت إلى تجربة النشر التقليدية، فكان التحدى كبيرا .

فبعد سنوات من النشر الالكتروني، والاستمتاع بمزاياه وأهمها التحديث، زجدت نفسي مجبرا على تسليم الكتابة للمطبعة، لتنتهي بذك علاقتي بالكتاب.

فيما مضى كنت مثلا أكتب المقال وأنشره فورا، وفي اليوم التالي أقوم بتحديثه وتطويره، ليصل خلال أيام قليلة إلى أفضل وضع، بل أنني حتى الآن أقوم بتحديث موضوعاتي التي تنشر رقميا، وهي إما مقالات أو تقارير مترجمة، وبعض هذه المواد مر على نشره سنوات. لذلك كانت العودة إلى النشر التقليدي الذي ينهي علاقتي بالكتاب بمجرد الطباعة تحديًا جديدًا.

وذلك كله يؤكد الحاجة إلى تطوير آلية الإبداع، ومن ضمن الأفكار التي بدأتها كيندل للنشر المباشر والتي أنهت نهاية علاقة الكاتب بكتابه بمجرد النشر، وأتاحت للكتاب إمكانية التعديل والتطوير، بل الكتابة على مراحل، ليس ذلك فقط، ولكن أيضا إشراك القاريء في صياغة الأحداث، بتوجيه الملاحظات للكاتب أثناء الكتابة بششكل تفاعلي توفره النشر الإلكتروني.

تجربة تعديل العمل الإبداعي ظهرت مرة أخرى بشكل مختلف في عالم الرموز الغير قابلة للاستبدال، و الرمز غير القابل للاستبدال  NFTs هو وحدة بيانات فريدة وغير قابلة للاستبدال مخزنة في سجل رقمي. يمكن استخدام NFTs لتمثيل العناصر القابلة للاستنساخ بسهولة مثل الصور ومقاطع الفيديو والصوت وأنواع أخرى من الملفات الرقمية كعناصر فريدة، وذلك باستخدام تقنية البلوكتشين لإنشاء إثبات ملكية مؤكدة وعامة.

تم بيع عمل فني باسم "الإنسان HUMAN ONE"، وهو متابعة لرمز غير قابل للاستبدال NFT للفنان الرقمي الأمريكي مايكل وينكلمان Beeple الذي حطم الرقم القياسي لأي فنان NFT والذي بلغ 69.3 مليون دولار في دار كريستيز.

الجديد أن ينكلمان سيعدل بشكل دوري الفيديو الذي يتم تشغيله على الشاشات باستخدام blockchain، ويخطط لمواصلة تحديث اللقطات طوال حياته".

قالت دار كريستيز أن القدرة على تغيير العمل باستمرار حتى بعد الشراء تخلق ديناميكية جديدة بين الفنان والمالك، ديناميكية قارنها وينكلمان بإجراء "محادثة مستمرة".

علاقة الكاتب بالعمل الإبداعي لا يجب أن تنتهي بالطباعة أو النشر، ولذلك لاشك فوائد كثيرة، حيث ستتاح للكاتب إمكانية تعديل وتطوير العمل طوال حياته، لتنتهي علاقة العمل فعليا بوفاة الكاتب. ستتجلى فوائد التحديث بشكل أكبر في البحوث العلمية، حيث يمكن للباحث تحديث دراسته وبحوثه دائما بإضافة الجديد في هذا المجال بشكل دوري، وهو ما يمنح العمل خاصية الجدة والحداثة.

وإذا كان تطبيق ذلك في الإعلام الجديد ممكن وسهل، حيث يوفر النشر الإلكتروني إمكانية التعديل بصفة مستمرة ، بعدد غير محدد من المرات، ورغم صعوبة تنفيذ ذلك في النشر التقليدي، إلا أن ذلك غير مستحيل، وذلك يتطلب تطوير طريقة النشر التقليدي بإصدار عدد أكبر من الطبعات للمؤلف الواحد، بذلك يمكن للقاريء أن يبحث عن النسخة المعدلة التي ستكون لاشك أقرب إلى الحداثة والكمال.

الثقافة مثلها مثل أي مجال يجب أن تتطور، وتأخذ بأسباب العلم، وتستفيد من مزايا التقنية، أعلم أن التطور في الإعلام الجديد هائل، والفرق أصبح شاسعا بينه وبين الإعلام القديم، وإذا كانت طريقة النشر نفسها تطورت، فإن الآوان قد حان لتطوير آلية الإبداع نفسها، عن طريق ذلك لا يمكن فقط أن نقلل الفجوة بين القديم والحديث، ولكن نمنح الكتابة آفاق جديدة للحياة.

تاريخ الإضافة: 2024-01-21 تعليق: 0 عدد المشاهدات :17
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات