تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الأمير كمال فرج لـ الحرية التونسية : الشعر الآن في أصعب مراحله


تونس : عبدالسلام لصيلع.

الأمير كمال فرج شاعر عربي من مصر الشقيقة، في شعره كما في نثره، للغة نكهة خاصة، وللعبارة طعم خاص، والمطلع على أشعاره يدرك أن له شخصيته الشعرية المتميزة، وله قاموسه الشعري المتفرد، من أعماله المطبوعة مجموعة شعرية عنوانها "حورية البحر"، ومجموعة أخرى بعنوان "فينوس والسندباد" وله تحت الطبع هذه العناوين : "أغنيات إلى سيدة الحسن" "مجموعة شعرية، و"الخروج من دائرة الصمت" "مجموعة شعرية"، زهرة الدم" "مسرحية شعرية"، و"فصول في النقد والشغب" "دراسات نقدية"، قوس وسهم" مقالات".

في هذا الحديث الخاص يتحدث الشاعر المبدع الأمير كمال فرج لـ "الملحق الثقافي":

ـ تكتبون القصيدة التقليدية والقصيدة الحرة، فإلى أي منهما تميلون أكثر، ولماذا؟.
القصيدة هي الرمح الأليف الذي يخترق وجدانك، ويحفزك لتكون فعلا إيجابيا في الحياة، والنسمة الرقيقة  التي تصافح وجهك في حدة القيظ، والفرشاة التي تجعل الحياة أكثر جمالا وبهاءا، هذا هو الشعر أيا كان شكله، لذلك فلا أهمية للشكل أمام جوهر الشعر ووقعه وتأثيره.

أضرب مثلا بالمرأة الجميلة الساحرة، مهما تعددت فساتينها ستظل هي نفس المرأة الجميلة الساحرة، فالشكل يؤطر الجوهر بمقوماتها المختلفة،  ، ويبقى الجوهر واحدا، المهم هو الإبداع والتجربة الشعرية الخلاقة.

تغير مفهوم الشعر الآن، ففي الماضي عرف قدامة بن جعفر الشعر بأنه "القول الموزون المقفى الدال على معنى"، وهو تعريف يتفق مع العصر القديم، ولا يتفق مع العصر الحالي الموار بكل التناقضات ، الشعر الآن هو ما أشعر، أي ما أوقع أثرا في شعورك ووجدانك.

لذلك لا فرق عندي بين الشكلين التقليدي والتفعيلي، والتجربة الشعرية نفسها هي التي تحدد مخاضها وملامحها ونتاجها سواء كان تقليديا أم غير ذلك،  وكل شكل له أسلوبه وإبداعه  وقدرته على التأثير.

أما الصراع  بينهما والذي عرف بالصراع  بين الحداثة والمعاصرة،  فهو صراع مفتعل مكانه الصحف والمجلات، وليس ساحة الإبداع الشعري الحقيقي.

الكلمة عشق وقدر

ـ في أي مرتبة تضعون تجربتكم ضمن حركة الشعر في مصر؟
لا أعترف بالمراتب، والأوسمة والنياشين ليست هدفا لي، والشعر لدي أكبر وأعظم من تحديده من تصنيفات بشرية تعدها الأهواء والأمزجة، ومن يهب حياته للكلمة لا يجب أن ينتظر مقابلا لها، والكلمة لدي عشق وقدر بها أحيا وبها أموت، أيضا لا أعترف بالمحلية  لأنها ضد طبيعة الكلمة ورسالتها الإنسانية الشاملة، فالإبداع لا وطن له ولا عمر، هكذا أعتقد وأؤمن، وطموحي الحقيقي هو أن تؤثر كلمتي في افنسان في كل زمان ومكان.

حركة أدبية ذاخرة

ـ هل تتابعون ما ينشر في تونس من شعر؟
الحركة الأدبية التونسية ذاخرة وهي عريقة وحافلة منذ القدم، ولا تنحصر فقط في أبي القاسم الشابي وقصيدته الثورية الرائعة التي جابت بشهرتها الآفاق، "إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر" والتي درسناها صغارا، وأنا أزعم أن تونس ذاخرة بمن أعظم من الشابي ولكن لا يعرفهم أحد.

وهذا ليس غريبا على تونس الخضراء التي احتوت فيما مضى ابن رشيق القيرواني أعظم مؤرخ أدبي على الإطلاق.
وقد أتيح لي أن أطلع على نتاج الحركة الأدبية التونسية من خلال ما تنشره الدوريات العربية ومن خلال ملحقكم الثقافي المميز، فتعرفت على العديد من الأقلام التونسية المبدعة. أيضا حضرت محاضرة للباحث التونسي الدكتور حسين الواد أقيمت بنادي جدة الثقافي والأدبي.

أيضا توقفت كثيرا عند كتاب "العمدة" لابن رشيق القيرواني، وأعددت دراسة عن أسلوبه النقدي، ومن خلال ذلك كله لاحظت أن هناك تشابها كثيرا بين الحركة الأدبية التونسية والحركة الأدبية في مصر، فالقضايا الثقافية الدائرة واحدة، والنظم والهيئات الثقافية متشابهة، حتى المشكلات التي يعاني منها الأديب واحدة.

ولكننا بصدق بحاجة إلى المزيد من المعرفة والمزيد من الرؤية الفاعلة للابداع التونسي، وهنا يبرز الدور المطلوب للأجهزة الثقافية العربية للتعريف بالثقافة العربية.

فيوض الخير والإبداع

ـ لماذا كان الشعر المصري في الماضي أقوى مما هو عليه في الحاضر؟
رغم أنني لا أحبذ تصنيف الشعر جغرافيا بأن أقول شعرا مصريا أو مغربيا او تونسيا، لأن الشعر العربي كل لا يتجزأ أقول، أن الشعر المصري جزء من الكيان الشعري العربي الكبير، وقد أنجب على مر تاريه الشعري العديد من الأسماء التي ساهمت وشكلت وصاغت التاريخ الشعري المعاصر.

ورغم الأزمة الثقافية التي يعاني منها الشعر العربي عموما، مازالت في مصر أقلام تبحث وتقنن وتكتب وتبدع للساحة شعرا له خصوصيته وتميزه، وإذا كان المناخ الشعري العام غير معتدل فإن مصر هي جزء من هذا المناخ العام، ستتأثر حتما، ولكن أملنا جميعا في التربة الشعرية  المصرية الخصبة والولادة، والتربة الشعرية العربية الواعدة دائما بفيوض الخير والإبداع.

مسارات مختلفة

ـ إلى أين يتجه الشعر العربي الآن؟
الشعر العربي الآن في أصعب مراحله، ويمر بمنعطف خطر، وأمامه الآن مسارات مختلفة ، فالأزمة الثقافية التي يعاني منها الواقع العربي حاليا ألقت بظلالها على الشعر ، فتراجع لكنه لم ينحسر، والأمية الفكرية التي يعاني منها العديد من الشرائح ساهمت في صياغة الأزمة، أضف إلى ذلك التطور التقني الهائل الذي شهده الإعلام المسموع والمرئي، وانتشار الساحة بضروب شتى من وسائل المعرفة والترفيه، كل ذلك سبب انحسارا للثقافة المقروءة، وساعد على تهميشها، ونظرا لأن الشعر ابداعا وتلقيا أحد وجوه الثقافة، فقد تأثر بدوره، وبعد ان كان الشعر في الماضيفن العربية الأول، أصبح وياللأسف فن العربية الأخير.

أضف إلى ذلك المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها معظم الشعوب العربية التي ساهمت هي الأخرى في تراجع الثقافة، فالشعر لا يزدهر بمنأى عن الوضع الاقتصادي، وقديما ازدهرت الفنون الأدبية والغنائية في العصور التي شهدت ازدهارا اقتصاديا كالعصر الأندلسي والعباسي، وغيرهما، وتخلفت في عصور الانهيار الاقتصادي.

والمتتبع لمسيرة الشعر العربي على مر العصور المختلفة سوف يكتشف أن العصر الحالي لم يقدم نتاجا شعريا يتجاوز ماقدم في العصور السابقة، وأن رسم الشعر البياني يهبط ببطء،  وهذا ليس حال الشعر فقط، وإنما حال الكثير من الفنون الأدبية.

وهذا لا يعني عدم وجود أقلام مبدعة تكتب وتبدع وتؤثر، لكني لا أقيم الإبداع بمعزل عن المناخ الثقافي العام.
ولكن الأمل .. كل الأمل في أن تعي الشعوب العربية هذا الخطر، وتعكف الأجهزة الثقافية العربية إلى وضع خطط عملية شاملة لتأسيس نهضة ثقافية شاملة نشارك في تأسيسها جميعا.

لا عزاء للأدب الحقيقي

ـ من أشعر الشعراء العرب الآن في رأيكم؟
أشعر الشعراء العرب لا نستطيع تحديده الآن، لأننا ببساطة في القرن العشرين، حيث لا يوجد النقاد الذين يستطيعون تحديده ولا القراء الذين يحتفون به، ولا الحركة الأدبية المزدهرة التي تحتويه.

انتهى عصر ابن سلام الجمحي وطبقاته التي كانت المعيار الحقيقي للشعر والتقييم الصحيح الدقيق لكلمة "شاعر" وبقيت أطلال "عكاظ" شاهدة على عصر النهضة الأدبية والنقدية التي ولت من زمن.

أصبحت الكتابة في عصرنا هذا متاحة للجميع، وكل من يستطيع القراءة والكتابة يكتب وينشر ويتألق، بكل الوسائل، وتساوى من يحترف الكتابة وجعا واحتراقا ومن يحترفها لهوا وترفيها. وغاب الناقد الذي يستطيع أن يفرق بين الجيد والرديء، والصالح والطالح، فالجميع يكتبون والجميع ينشرون ولا عزاء للأدب الحقيقي.

مرثية الزنبقة العاشقة

ـ ماهو ديوانكم القادم؟
أستعد حاليا لإصدار ديوان جديد بعنوان "مرثية الزنبقة العاشقة" والذي كتب في مرحلة مبكرة من مراحلي، حيث يحتوي على مجموعة من القصائد التي كتبتها في السبعينيات، وهي قصائد تفعيلية حديثة تحاول أن تكون لها رؤيتها المغايرة، ووجعها الخاص.

*نشرت بصحيفة "الحرية" التونسية ـ 8 يونيو 1995
تاريخ الإضافة: 2014-04-30 تعليق: 0 عدد المشاهدات :2133
10      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات