القاهرة : ترجمة أكف.

تعمل شركة أمريكية على بحث رائد لاستبدال المبيدات الحشرية الضارة بالبكتيريا، وقد أبلت حتى الآن بلاء حسنا، وفي حال نجحت فيما ترمي إليه سيكون ذلك فتحا جديدا في تطوير مواد جديدة مقاومة للحشرات، ولكن في الوقت نفسه تحافظ على البيئة .

ذكر تقرير نشرته وكالة bloomberg أمس إن "الثلج الجديد يغطي الأرصفة خارج مكاتب شركة Indigo Ag Inc في بوسطن، وهي شركة ناشئة تستخدم ميكروبات نباتية لتقوية المحاصيل ضد الأمراض والجفاف لزيادة إنتاجية المحاصيل للمزارعين، ولكن في الداخل يتم ضبط درجة الحرارة لمحاكاة الربيع في الغرب الأوسط،.. مئات من شتلات الصويا المتشابهة متراصة تحت مصابيح عالية الشدة ، تنعم بالطقس المشمس المصطنع تحت درجة حرارة 60F "

ميكروبيوم صحي

يقول جيفري فون مالتزان ، الشريك المؤسس للشركة البالغ من العمر 37 عاماً: "النباتات لا تبقى حية لفترة طويلة، بسبب الجفاف"

ويلقي عالم الميكروبيولوجي الذي تدربه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الضوء على بعض  الصور التي تظهر ما يحدث عندما تقوم بتطبيق منتج إنديجو المميز - وهو عبارة عن طبقة من الجراثيم المختارة بعناية - على بعض البذور قبل الزراعة ، ثم إعادة وصلها بإمدادات المياه، وبعد فترة يظهر أحدها ساقًا طويلًا ومزدهرًا، والآخر يبدو وكأنه تشابك من أوراق ذبلت.

في البشر ، هناك اعتراف متزايد بوجود ميكروبيوم صحي ، وهو عالم البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش فينا جميعا ، وهذا جانب حيوي للصحة العامة. وينطبق الشيء نفسه على عالم النبات.

التسلسل الجيني للنبات

Indigo من بين عشرات الشركات التكنولوجية الزراعية التي تحاول الاستفادة من هذا الإجماع العلمي المتزايد، ويتركز عملهم على دارسة التسلسل الجيني للنبات، حيث تستخدم هذه الطريقة من قبل الشركات لتحديد الميكروبات الموجودة فيها

وتدرس شركة AgBiome LLC ، التي تمولها مؤسسة بيل وميليندا غيتس ،كيف يمكن للميكروبات المساعدة في السيطرة على حشرات البطاطا الحلوة في أفريقيا ، بينما أعلنت شركة Ginkgo Bioworks Inc. عن مشروع مشترك بقيمة 100 مليون دولار مع Bayer AG لاستكشاف كيف يمكن للميكروبات أن تشجع النباتات لإنتاج النيتروجين الخاص بهم.

مجموعة Indigo جمعت أكثر من 400 مليون دولار لتطوير الكوكتيلات الميكروبية ، ولهذا الغرض يمشي المهندسون الزراعيون النيليون عبر الحقول الطبيعية في الظروف الجافة لمعرفة النباتات التي تبدو أكثر صحة من المتوسط، ويأخذون عينات من النباتات المزدهرة و "بصمة" ميكروباتهم باستخدام التسلسل الجيني.

وبمجرد القيام بذلك مع الآلاف من العينات ، يستخدم المهندسون الأساليب الإحصائية لاختيار الميكروبات التي تصيب النباتات الأكثر صحة في معظم الأحيان، ثم يمضون قدما في الاختبار ، ثم التجارب الميدانية واسعة النطاق.

تحمل الجفاف

تركز المشاريع التجارية الأولى للشركة على تحسين قدرة النبات على تحمل الجفاف ، وهي واحدة من أصعب الصفات التي يجب معالجتها من خلال التعديل الجيني.

عن رد فعل النبات على ندرة المياه "الجفاف"، يقول مؤسس فون مالتزان : "إنها أشبه سيمفونية"، مشيرا إلى احتمال أن تصبح ظروف الجفاف أكبر تهديد للزراعة بسبب الاحترار العالمي.

وتستثمر Indigo أيضًا بشكل كبير في جهود البحث والتطوير لمعرفة تأثير الميكروبات على عوامل مثل استخدام النيتروجين ومقاومة الآفات ، بهدف تقليل أو حتى القضاء على استخدام المبيدات والأسمدة الاصطناعية بالإضافة إلى البذور المعدلة وراثيًا.

طلاء ميكروبي

ومع رفض الجمهور العام للعلاجات الكيميائية والكائنات المعدلة وراثيًا لصالح الأطعمة "الطبيعية" ، تعتمد شركة Indigo على سوق قد تصل قيمتها إلى عدة مليارات من الدولارات. وحتى الآن ، عززت طلاءاتها الميكروبية غلات القطن بمتوسط ​​14% في التجارب التجارية واسعة النطاق في تكساس، وعوائد القمح بنسبة تصل إلى 15% في كنساس.

لكن المدير التنفيذي لشركة Indigo  ديفيد بيري لا يريد تسويق مجموعة من معالجات البذور فقط. إنه يريد إعادة تشكيل هيكل الصناعة الزراعية بشكل كامل ، حيث لا ينافس الشركات الكيميائية مثل مونسانتو وداو كيميكال فحسب ، بل أيضا مع الموزعين الزراعيين مثل كارجيل وأرتشر دانيلز ميدلاند.

وأسس بيري ، وهو عالم كيمياء حيوية نشأ في مزرعة صغيرة في ريف أركنساس ، شركتين مرتبطتين بشركة فارما ، وهي شركة أدوية باعها في نهاية الأمر بعدة مليارات عديدة من الدولارات، وسوقًا على الإنترنت لإمدادات الأبحاث التي تم نشرها عام 1999 بعد الانضمام إلى Indigo عام 2015 .

وسرعان ما تخطى "بيري" تحدي الأعمال الأساسي، فمعظم المزارعين ليس لديهم خيار سوى بيع محاصيلهم بأسعار السلع، وبدون إتاحة الفرصة لكسب المزيد لاستخدام أساليب مستدامة بيئياً ، سيكون لديهم حافز ضئيل لتغيير طرقهم.

منتجات خالية من المبيدات

لكي يتبنى المزارعون تكنولوجيا Indigo ، يحتاجون إلى مشترٍ مستعد لدفع علاوة مقابل المنتجات غير المعدلة وراثياً ، والمنتجات الخالية من المبيدات. لذا ، فإن "بيري" يرى بأن Indigo ستسهل عملية البيع. واليوم تتعاقد الشركة مع مئات المزارعين لشراء حصادهم الكامل من قمح Indigo بأقساط كبيرة.

 ثم تبيع شركة Indigo القمح للمستخدمين النهائيين مثل مصانع الجعة ومطاحن الدقيق وشركات الأغذية ، التي أصبحت أكثر اهتمامًا بالشفافية والسيطرة عندما يتعلق الأمر بأصل الحبوب.

يقول بيري  "أنت الآن تطور منتجًا ذا قيمة مضافة، وهو ما ينعكس مباشرةً على الربحية الزراعية، لذلك أراهن على تحول بعيد المدى عن الزراعة السلعية إلى الأسواق المتخصصة ، كما تشهد صناعات البن والكاكاو.

طريق طويل

في حين يركض العلم وراء العلاج الواعد عن طريق الميكروبيوم، لدى شركة Indigo  طريق طويل، ويعتمد نجاحها على إثبات أن الميكروبات يمكن أن تؤثر تأثيراً فعالاً أكثر من مجرد تحمل الجفاف، وأن تتوسع في العملية المعقدة المترامية الأطراف، وأن تشتري الملايين من أطنان الحبوب من عشرات الآلاف من المزارع.

يرى مايكل دين ، كبير مسؤولي الاستثمار في منصة الاستثمار في رأس المال المغامر AgFunder Inc، أن "تقنيات شركة Indigo من المحتمل أن تكون مزعجة، ولكن أحد أكبر التحديات التي ستواجهها الشركة هو إقناع المزارعين بإدارة ظهورهم لعلاقات مريحة مع شركة Big Ag، وهو المورد الشامل للمنتجين والمشغلين والمزارعين"

يقول دين: إن "المزارع يميلون إلى شراء البذور من الرجل الذي يشتريه والده، ويبيعه بنفس الطريقة، وهذا بالطبع سيتغير، ولن يكون الجميع سعداء بذلك."