القاهرة : الأمير كمال فرج .
فاجأنا موقع "سي إن إن العربي" بعنوان يقول " ثلاث نصائح أساسية لضمان استرجاع رعبون الإيجار" ، وسبب المفاجأة كلمة "رعبون" ، فنحن نقول في مثل هذا الموقف "عربون الإيجار" وليس "رعبون الإيجار".
ظننت لأول وهلة أن الموقع وقع في خطأ تقني، فالمواقع الألكترونية لم تسلم هي الأخرى من الخطأ ، كما لم تسلم الصحافة الورقية من الخطأ المطبعي، لكن الكلمة تكررت داخل النص أكثر من مرة .
حاولت البحث في "جوجل"، فقال لي "هل تقصد عربون" وهذا يدل على أن الشائع "عربون" وليس "رعبون".
سألت الزملاء في قسم التصحيح في الصحيفة التي أعمل بها فاستنكروا اللفظ ، وأكدوا أن صحة الكلمة "عربون" ، أعدت البحث في عمنا "جوجل" فوجدت أن "رعبون" اسم قرية في حماة السورية ، فتفقدت المعاجم فوجدت كلمة "رعبون تعني : مساعدة مالية قرض ، فائدة ، علاوة ، زيادة ، سلفة".
بحثت أكثر فوجد أحد مستخدمي فيسبوك" يقول "عربون وليس رعبون ( خطأ شائع) . فلم أفهم أي منهما الصح وأي منهما الخطأ.
وبالبحث أكثر وجدت معلومة في "لسان العرب" تقول : « العربون، والعربون، والعربان : الذي تسميه العامة الأربون، تقول منه عربنته إذا أعطيته لك ، ويقال رمى فلان بالعربون إذا سلح»
وفي القاموس المحيط: «و العربان والعربون بضمهما، والعربون محركة و تبدل عينهن همزة، ما عقد به المبايعة من الثمن»
وجاء في الصحاح : «أنه عند العامة بلفظ أربون، وهو عند العامة في بلاد الشام رعبون بتقديم الراء على العين دون حذفها ، يقال أعرب عن بيعه، و عرب ،و عربن إذا أعطى العربون»
أما في تاج العروس فقد جاء :«إن للعربون ثمان لغات هي الإعراب، والعربان كعثمان ، والعربون بضمها ، والعربون محركة العين ، والأربون بإبدال العين ، والربون بحذف العين ، والعربون بفتح فسكون فضم ، وذكر لغة تاسعة حكاها إبن عديس قال أهل الحجاز يقولون أخذ مني عربان بضمتين و تشديد الباء»
في حين جاء في المصباح المنير: «العربون بفتح العين و الراء قال بعضهم هو أن يشتري الرجل شيئا، أو يستأجره، و يعطي بعض الثمن أو الأجرة ثم يقول إن تم العقد احتسبناه وإلا فهو لك ولا آخذه منك والعربون وزن عصفور لغة فيه، والعربان بالضم لغة ثالثة ونونه أصلية، وأعرب في بيعه بالألف أعطى العربون، وعربنه مثله، وقال الأصمعي العربون أعجمي معرب».
ومما سبق يتضح أن كلمة "رعبون" كلمة ينطقها العامة في بلاد الشام، وهو ما يوحي بأن محرر الخبر شامي، وقد تأثر بلهجته المحلية.
عموما حتى لو صحت الكلمة لغويا، فإن لغة الصحافة هي اللغة الواضحة البسيطة، أما استخدام لفظة غريبة فهو حذلقة لغوية لا داعي لها، وكان من الأفضل على محرر الخبر أن يستخدم كلمة "عربون" الشائعة، بدلا من أن يدخلنا في هذه المتاهة .. سامحه الله .