تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



المجاراة الشعرية .. من جارى من .. عوشة أم الدرمكى ؟



د. راشد المزروعي : الدرمكي شاعر غزلي في الأساس تفيض قصائده هياما وحبا ولوعة
بطي المظلوم : الشيخ زايد أوصانا بالحفاظ على اللهجة الإماراتية
الدرمكي إستخدم أسلوب السهل الممتنع ليفهم قصيدته الجميع
أنور الزغابي : لولا المطرب ما ظهر الشاعر ، ولولا بن روغة ما ظهر الجمري والكاس والدرمكي وغوشة
سعود الدرمكي : "شرت عيل بصلايف" فيها لغز
فاطمة المنصوري : الشعر النبطي وثيقة تاريخية ورافد مهم من روافد التراث


    
الأمير كمال فرج

دشن نادي تراث الإمارات من خلال مركز زايد للدراسات والبحوث برنامج "مجلس الشعراء" في أصبوحة شعرية، أمس، شارك فيها الباحث الدكتور راشد المزروعي، والشاعر والاعلامي بطي المظلوم مدير مركز الحيرة الأدبي ، بحضور فاطمة المنصوري مديرة دار زايد للبحوث والدراسات، وبدر الأميري المدير الإداري بنادي تراث الإمارات، وأدارها الشاعر أنور الزغابي.

قالت فاطمة المنصوري رئيسة مركز زايد للبحوث والدراسات أن "مجلس الشعراء يأتي تتويجا واستكمالا لجهود نادي تراث الإمارات الرامية إلى حفظ الشعر الشعبي، ومبادرات النادي الكثيرة في مجال توثيق ونشر الشعر الشعبي، وتظهر هذه الجهود من خلال إصدار النادي لعشرات من دواوين الشعر النبطي لكبار الشعراء في المنطقة، وتنظيم الأمسيات الشعرية، وملتقى شاعرات النبط، والمسابقات الشعرية التي شهدتها دورات مهرجان سويحان، واستقبال الشعراء وتكريمهم".

وأضافت أن " جهود النادي تأتي من خلال رؤية مؤسسه الشيخ سلطان بن زايد آل ناهيان، باعتبار أن الشعر النبطي وثيقة تاريخية مهمة، تروي أحداث الزمان والمكان، ورافد مهم من روافد التراث الشعبي"، مشيرة إلى أن " النادي يواصل دوره برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل ناهيان، رئيس الدولة، وولي عهده ، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل ناهيان.

وأوضحت المنصوري أن "الشاعرالكبير محمد بن سلطان الدرمكي شاعر الإمارات الكبير، أو كما سمي بفارس القوافي، كما أطلق عليه المغفور له الشيخ زايد لقب شاعر العين الكبير والقدير، ساهم بأشعاره في النهضة الشعرية الكبيرة في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وقد أصدر نادي تراث الإمارات ديوان الشاعر محمد بن سلطان الدرمكي من جمع وإعداد وإشراف الدكتور راشد المزروعي عام 2015، وصدرت الطبعة الثانية بعد إضافة العديد من القصائد عام 2019 بإشراف الدكتور راشد المزروعي ".

قال الشاعر أنور الزعابي مدير اللقاء "نتحدث اليوم عن شاعر معروف متعدد الأغراض كالغزل  العفيف والأشعار الوطنية والحماسية، سنتحدث عن مسيرة هذا الشاعر ورفقائه وعن قصائده المغناه. سنستهل  بالشاعر والاعلامي بطي المظلوم مدير مركز الحيرة الأدبي الذي له دور مهم في تقديم البرامج الشعرية والتراثية والأدبية في الاعلام الإماراتي" .


شعراء العين       
 
يقول الشاعر والاعلامي بطي المظلوم مدير مركز الحيرة الأدبي "كل التقدير للأخوة في نادي تراث الإمارات الذي أعتبره مرجعا تراثيا، هذا الصرح الكبير الذي أسسه المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل ناهيان، عملنا فترة طويلة في التسعينات في هذا النادي في العديد من البرامج، ومنها برنامج قدمناه في تلك الفترة في حضور جماهيري، بحضور صاحب السمو رئيس الدولة، والشيخ سلطان بن زايد، هذا الصرح الكبير الذي يعجز الوصف عنه، كل العاملين فيه لهم جهود خيرة دائما في المحافظة على الرسالة الأدبية بكل أشكالها وأنواعها والموروث الإماراتي الزاخر".

وأضاف "سعدت اليوم بمشاركة كوكبة من الأخوة المميزين، منهم الدكتور الفاضل راشد المزروعي له جزيل الشكر والاحترام على جهوده في خدمة القصيدة  الإماراتية والموروث الشعبي، وجهوده الخيرة النيرة على مستوى الإمارات والخليج والوطن العربي، والمبدع دائما أنور عدنان الزعابي الشاعر والإعلامي الذي خدم الساحة الإماراتية، ولازال يعطي ويبدع، والأخت العزيزة فاطمة المنصوري، لها جزيل الشكر والاحترام، والأخ سعود بن محمد بن سلطان الدرمكي على اهتمامه بالتراث".

وقال المظلوم أن "الشاعر الكبير محمد بن سلطان الدرمكي رحمه الله ، واحد من الرموز، تربى وعاش في مدينة العين، هذه المدينة الزاخرة بالأسماء اللامعة، من الشعراء الكبار، وأتذكر أيام دراستي الجامعية في العين أعوام 1979، 1980 ،  1981، حيث درست الشريعة والقانون في جامعة الإمارات التي أسسها الشيخ زايد رحمه الله. هذه المدينة ارتبطت بكوكبة من الشعراء المميزين الكبار بعضهم رحل، وبعضهم مازالوا على قيد الحياة، من هؤلاء المبدعين والرموز شاعرنا الكبير محمد بن سلطان الدرمكي رحمه الله، مهما تكلمنا عنه ومهما تحدثنا عنه، لن نوفيه حقه، لأنه قامة شعرية مميزة، إحتك بالكثير من الشعراء الكبار، وأولهم قائد هذه المسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل ناهيان، عاش الشاعر وتربى على مثل زايد الخير والعطاء والوفاء، وصفاته الكثيرة المحمودة التي يعجز الوصف عنها ، كان كل وقته معه، استفاد من مساجلاته، ومن أغراض الشعر الجميلة، واحتك بالعديد من الشعراء القدامى الكبار، لو رجعنا لهذا الزمان ، لوجدنا سالم الكاس الظاهري وهو  واحد من رموز الشعر في العين، وشاعر من شعراء مجلس العين في المنطقة الشرقية ،  وهو شاعر له بصمة كبيرة، كان قريبا من الشاعر الدرمكي" .

السهل الممتنع

أوضح المظلوم أن "الدرمكي احتك أيضا بشعراء كبار مثل سالم بن محمد الجمري العميمي، وكان من رفقاء الدرب حينئذ سالم بن عيد المهيري، وعوض بن راشد المجتبي، أسماء كثيرة ، فقد عاش مع كوكبة مميزة أعطوا وإبدعوا، وتعايش مع الدرمكي في تلك الفترة الفنان الإماراتي الكبير ميحد حمد، فظهرت العديدمن الأغاني الجميلة، كان الدرمكي يستخدم أسلوب السهل الممتنع، بهدف أن يفهم قصيدته الكثير من سكان دولة الإمارات، وحتى تنشر قصيدته وتصل إلى الوطن العربي، وبالفعل وصلت هذه القصيدة، إلى الدول العربية ، وتغنى بها العديد من الفنانين، ومنهم الفنان الكبير ميحد حمد الذي عاش فترة طويلة في مدينة العين، وغنى العديد من قصائد الدرمكي".

وأضاف "في أيام الجامعة كنت معجبا بقصائد الدرمكي، لأن كلماتها سهلة جميلة، وهذا الذي نريده من شعرائنا وشاعراتنا، اتباع الأسلوب الجميل، الناس الآن يقولون اللغة البيضاء، ولكن أنا أقول الأسلوب السهل الممتنع الذي يصل بالقصيدة وصاحبها إلى أبعد الحدود، نريد أن يسمع قصيدتنا ابن الإمارات وابن الخليج وابن  الوطن العربي، بلهجة إماراتية جميلة مميزة، ترضي الطموح والخاطر".

وأكد الشاعر بطي المظلوم أن "التعاون المثمر بين ميحد حمد والشاعر الدرمكي خرج في إطار موسيقي متكامل،   وأنتج كلمات جميلة، ولحنا جميل، وأداء جميلا، فوصلت القصيدة إلى كل المعنيين بالشعر الشعبي، ومتذوقي الشعر، وصعد نجم شاعرنا بشكل متميز في تلك الحقبة الجميلة،  التي أسميها الحقبة الزمنية المميزة في الشعر الشعبي"، مشيرا إلى أن احتكاك الدرمكي بهذه الأسماء المهمة منحه مكانة مميزة.

وأبان أن "الدكتور راشد المزروعي جمع أشعار العديد من شعراء الإمارات الرموز، واجتهد في ذلك، ويشكر على دوره في حفظ هذه القصائد التي ستبقى إلى الأبد، ومنهم الشاعر محمد بن سلطان الدرمكي الذي جمع ديوانه الجميل من خلال نادي تراث الإمارات. والذي يحوى الكثير من القصائد الجميلة ذات الأغراض المميزة . سواء كانت وطنية أو اجتماعية أو عاطفية أو المدح، وما شابه ذلك".

قال أنور الزعابي أن "للشاعر الدرمكي جهود في نشر الشعر الشعبي من خلال صفحة الشعر الشعبي بجريدة الاتحاد التي كان يشرف عليها الشاعر محمد بن راشد الشامسي، وكانت هذه الصفحة تنشر أغلب ما كان يكتبه، وثلة من الشعرء الذين كانوا على نفس المنوال".


جمع أعمال الدرمكي

قال الباحث الدكتور راشد المزروعي : "جمعت أعمال شعراء كثيرين، ولكني تداركت الموقف في 2015 ، بجمع أعمال الدرمكي ، فهو من كبار الشعراء، ومن شعراء الشيخ زايد رحمه الله، بدأ يقول الشعر في منتصف عمره، من بداية السبعينات، ومن خلال قراءاتي واجتماعي مع الرواه والناس الذين يعرفونه في العين عرفت أن للشيخ زايد رحمه الله كان له تأثير كبير على حياة الشاعر الدرمكي،  كانت بداياته قصائد بينه وبين الشيخ زايد رحمه الله، وانطلق الدرمكي بمؤاذرة الشيخ زايد رحمه الله، واكتشفت قصائد عديدة كانت غائبة عنا قالاها معا، وقمت بجمع بعض القصائد التي كان الشاعر يرد بها على الشيخ زايد، وردود الشيخ زايد عليه،  منها قصيدة الشيخ زايد التي يقول فيها : دنيا محلا وطرها .. فيها زهت الانوار / كثر الخير وشجرها ..  وتوفرت الاثمار، رد عليها الدرمكي وقال : عروس في خدرها. في جنات وخضار"
.

وأضاف "كنت أحتفظ بديوانين صغيرين للدرمكي، الأول غزلي، والثاني قصائد في الشيخ زايد رحمه الله، فقد كانت وطنياته كلها في الشيخ زايد والإمارات، بدأت عملية الجمع بهذين الديوانين، ومن ثم بدأت اتصالاتي بأهله في العين، فكان هناك راوي هو خلفان الملهم، من أخوال الشاعر الدرمكي من آل عنان، زودني بمجموعة كبيرة من قصائد الشاعر من طرف أخيه معالي حمد بن سلطان الدرمكي، وبدأت العمل، وراجعت كثيرين في العين وأبوظبي وكل الإمارات، منهم الشاعر سالم بن عيد المهيري ومحمد بن سعيد الرميثي . وغيرهم وجمعت الكثير من أشعاره ، واستغرق الجمع أقل من سنة، فقد كنت أجمع القصائد وأراجعها وفي الوقت نفسه أجمع معلومات عن حياته، قضيت وقتا طويلا في مقابله أهله وأصدقائه وجيرانه لجمع كل شيء عن حياته. لأن أهم شيء عندي كان الكشف عن حياته".
    

جدل حول قصيدة عوشة  

قال الشاعر بطي المظلوم "في الفترة الماضية أيام الفنان الكبير علي بن روغه، وميحد حمد والعديد من الفنانين الذين خدموا القصيدة الإماراتية، ومنحوها جهدا جبارا، في هذا الزمن إذا اشتهرت قصيدة للشاعر أو الشاعرة يكتبون في مجاراتها، إعجابا بهذه القصيدة، وبذلك اشتهرت العديد من القصائد، منها قصيدة " برقا روس الشرايف" للشاعرة الإماراتية الراحلة عوشه بنت خليفة "فتاة العرب" رحمها الله، وكانت شاعرة متميزة وركنا من الشعر الإماراتي، أثرت الساحة الإماراتية والخليجية  ، تقول في القصيدة التي غناها بن روغه  "برقا روس الشرايف .. ما بنزل لوطاه / حيد الطويل النايف..   له في النظرة حلاه"،أحب الكثير من الشعراء هذه القصيدة، ومن ضمن هؤلاء شاعرنا الكبير محمد سلطان الدرمكي، وكتب أبيات جميلة كنا نتابعها بصوت الفنان ميحد حمد".

وأضاف " لو رجعنا إلى قصيدة اشتهرت في الثمانينات، أثناء الدراسة في الجامعة في العين في 81 أو 82 أو 83 نشرت قصيدة الشاعر الراحل سالم الكاس الظاهري، التي يقول فيها "ونّتي ونّات معتلِّ ..  ونّ من وقفت منيّاته / بين أرضي والسما غلّي  ..مثل طير في سماواته / هوب عارف وين با حلِّ .. من تعب قلبي وضيجاته / فور صدري من وجعةٍ لي ..  واحرقن قلبي تنهّاته" هذه القصيدة أخذت مكانة كبيرة جدا ، وجدناها حتى في المغرب العربي، لسهولة المفردة، ليس بها صعوبة، جميلة جدا من الألف إلى الياء، شاعرنا محمد بن سلطان الدرمكي بسبب حبه لهذه القصيدة، ولأنه قريب من شاعرها سالم الكاس، جاري القصيدة، فكانت المجاراة بين أحد رموز شعراء الإمارات، وأحد من رموز شعراء مجلس العين".

وأبان المظلوم أن "الشعراء كثيرون ، وهم مراتب، منهم الممتاز والجيد جدا والجيد، وصعب أن يبدع الشاعر في شتى قصائده، أتذكر أنا كنا نقيم القصائد في اللجان أيام المناسبات الوطنية، أيام الشيخ زايد رحمه الله، كانت تصلنا القصائد بالآلاف من أسماء عديدة،  كنا نقيم القصائد : جيد ، جيد جدا، ممتاز . وكل واحد يأخذ نصيبه المادي في هذا المجال".

وقال أن "قصيدة شاعرنا محمد بن سلطان الدرمكي التي جارى فيها قصيدة الكاس، " ونّتي ونّات معتلِّ ..  ونّ من وقفت منيّاته" ، قال الكاس في مجاراتها :

آه يا من ون معتلي ..  وأرق النايم بوناته / العنا في ضامره حلي ..  ويسامر الجمري بسهراته"
وهي قصيدة جميلة أضاف لها ميحد حمد إضافات في اللحن والأداء الموسيقي المكتملة في جميع الجوانب" .

وقدم الشاعر الدكتور راشد المزروعي وجهة نظر أخرى، وقال أن "معلوماتنا تقول أن الدرمكي هو من بدأ القصيدة، وعندما غناها ميحد حمد، جارتها عوشة وغناها علي بن روغة".

قالت فاطمة المنصوري "نعم صحيح يادكتور، القصيدة غناها ميحد حمد، ثم ردت عليه الشاعرة عوشه".

قال الشاعر بطي المظلوم "أعرف أن عوشة خليفة مواليد 1928، وأنا أحفظها منذ الصغر، والقصيدة قديمة جدا، أتوقع حسب معلوماتي البسيطة أن محمد سلطان الدرمكي أعجب بهذا الأسلوب الجميل، وبحكم أن الشاعرة سكنت في العين، فترة طويلة من العمر، بن روغة غناها في فترة قديمة جدا، ونحن صغار في السن، ومعلوماتي أن البرمكي أعجب بهذه القصيدة فجاراها بقصيدة جميلة، وأضاف عليها ميحد لحنا جميلا مميزا".

قال الدكتور راشد المزروعي "أنا مختلف معك في الرأي،  والقصيدة أنا متأكد منها، ولدينا العديد من الأخوان، أشهرهم سالم العيد المهيري، وعوشة كتبت القصيدة في الثمانينات وليست قديمة، بعد أن كتبها الدرمكي جاراها الشيخ زايد رحمه الله، ثم جاراها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأخذت قصيدته شهرة كبيرة وغناها ميحد أيضا، ولا أدرى متى كتبت عوشة قصيدتها قبل الشيخ محمد بن راشد أم بعده ؟، واشتهرت قصيدة عوشة، وعموما هذه القصيدة ما من أحد لم يجاريها، يمكن أكثر من 100 شاعر وشاعرة جاروها".

وأضاف أن " الدرمكي يقول في قصيدته  :

"شرت عيل بصلايف
 لي هيضني هواه
نسيمه بالجذايف
 لطف طيب شـذاه
ميحد يا ليـتـك شايـف
يـومٍ مَخـْيـَرْ ضحاه
شفـْنـا سيـد الـولايـف
 لي في عيونه دعاه
راعي سمر عطايف
ودّه حالي براه
فوق متونه رضايف
أسمر جاني سحاه
عطر وورد الطايف
في ميدوله حشاه
ما يا طويل ونايف
 عوده يا محلاه
عود البجس الخرايف
 لي في غتلْ مرباه
خلاني في حسايف
جني عقب ماساه
هزّعت عود نايف
وتمايل من هواه
ما ياني بالجلايف
 يا من طيبة رضاه"

وألقى الدكتور راشد المزروعي عدة قصائد للشاعر محمد سلطان الدرمكي ، منها :

"آه يا من ون معتلي
وأرق النايم بوناته
العنا في ضامره حلي
 ويسامر الجمري بسهراته
صار تالي الليل متخلي
 به ويسمع شادي أصواته
لا ولا له غيره مسلي
يشتكي ويهل عبراته
السبب من ريم مفلي
 مرتعه في روض غاباته
بو هدابن سمر ومظلي
عالمتن خرن جديلاته
دهن عود ونرجس وفلي
 ينزحابه حزت اوقاته
يا نسيم الريف المطلي
 لي هبوبك زين لفحاته
في طريقك خذ وصات
 اللي بلغه والرد لي
هاته يا نسيم وذا وصف
 خلي كالمها لي عاد لفتاته
زاهين لو ما لبس دلي
 بالحسن سيد جليساته
ان لفيت بخبرن يسلي
 من هموا بزكا تحياته
كن عيد الفطر اللي هلي
عقب صوم وشفت روياته
وينجلي من الصدر ضيق اللي
 والفرح لي رز راياته
والوداد تمركز وحلي
 نازل بجيشه وقواته
وانا له معلن بسلم اللي
 يا نسيم زين لفحاته
يعلي اسجي داره البلي لي
 هدا النايم بغفلاته
من فضل لي خالق الكل لي
جزيلن في عطاياته"


الحفاظ على اللهجة الإماراتية   

قال الشاعر بطي المظلوم : "من الجميل أن يكون لدي ديوان الشاعر الدرمكي الذي صدر عن نادي تراث الإمارات، جهد كبير يشكر عليه الأخوان في النادي والدكتور راشد المزروعي، والشاعر الدرمكي شاعر متميز في الابداع والعطاء، تربى في بيئة شعرية ، واستفاد من كثير من الشعراء في مجلس العين، الشاعر بن عدنان رحمه الله، له مشاكاه ورد مع الشاعر محمد بن سلطان الدرمكي، وكذلك الشاعر عبيد معضد النعيمي رحمه الله، وكميدش، مجموعة كبيرة من الشعراء الكبار الموجودين في مدينة العين، ونعمة أن تعيش في بيئة شاعرية، يكفي أن تستفيد من كتابتهم وابداعاتهم، مفردات القصيد، ، وأخلاق القصيد ، اللهجة الإماراتية ، أذكر كنا مع الشيخ زايد رحمه الله، ومع الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة عضو المجلس الأعلى للإتحاد في قصر البحر، وكان الرأي الموحد للإثنين، ضرورة الحفاظ على الهوية الإماراتية، وكان متواجد معنا حياة عبدالجليل ووزير الاعلام السابق خلفان الرومي رحمهما الله،  قال لي الشيخ زايد رحمه الله "يابطي ودي ألقي شعراء يحافظون على اللهجة الإماراتية، مفردات الإمارات بكل أشكالها، سواء كانت لهجة بدوية، أو حضرية أو لهجة أهل الجبال كما نقول . لأن الأجيال القادمة محتاجة أن تفهم لهجتها الحقيقية"
.

وأضاف "الآن لو رجعنا قبل 300 سنة، إلى شاعرنا الكبير الرمز الفيلسوف الشاعر الإماراتي بن ظاهر، عد إلى قصائده الجميلة العديدة، ستجد بها لغة تختلف عن لغتنا اليوم، فيها كثير من الأمور التي لا يعرفها إلا ابن البيئة الشاعرية وشخص عاشر كبار السن وعاش في تلك الفصحى".

قال الشيخ زايد "من لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل"،  كيف نحافظ على اللهجة، وننقلها للأجيال القادمة، لقد دخلت علينا الكثير من اللهجات التي أحترمها ، ولكن تبقى اللهجة الأماراتية، وأستند في ذلك على رأي الشيخ زايد والشيخ سلطان القاسمي في الكثير من جلسات مهرجانات الشارقة للشعر الشعبي".

لغز القصيدة

قال سعود ابن الشاعر الراحل محمد بن سلطان الدرمكي "أشكر نادي تراث الإمارات والدكتور راشد المزروعي، على هذه البادرة لإعادة إحياء أعمال كبار شعراء الدولة، وهذا واجب علينا كما وصى الشيخ زايد رحمه الله".

وأبان أن "قصيدة  "شرت عيل بصلايف .. لي هيضني هواه" الوالد الدرمكي هو الذي بدأ بها، ثم جارتها الشاعرة عوشة، والشيخ محمد بن راشد،  والشيخ زايد، وبعدها جاراها سالم الجمري، قال لي ابنه عيلان أنه كتب قصيدة بخط يده قال في مقدمتها أنها ردا على الشاعر محمد بن سلطان الدرمكي، وكان في القصيدة لغز".  

وأضاف أن "من أبرز الأحداث أو المواقف التي مر بها أبي رحمه الله عندما فاتته سيارة المقناص حيث كان سيذهب مع الشيخ زايد عام 1995، فكتب قصيدة ،  قال فيها : قمت أسجع الونّة بعبرات.. شروى حمام الراعبيه /  قفّوا ولا عادوا لي الفات..  يا ناس يا هذي قضيّه".

أوضح الدكتور راشد المزروعي أن "الشاعر الدرمكي أساسا شاعر غزل ، يقطر هياما وحبا ولوعة ، وكان من كبار الشعراء الذين طوروا الأغنية الشعبية،  وقد احتضن الفنان ميحد حمد في بداياته، وأعطاه كثير من القصائد التي تسمعها الأجيال الجديدة.

من هذه القصائد العاطفية "يا ناس لو بشكي ودادي" التي تقول :

"يا ناس لو بشكي ودادي
 ما ريت انا للود حكام
يا سيد اريام البوادي
 ادعيتني عرضه للاوهام

ودي لكم ما هو بعادي
 وانتو بهذا الحكم ظلام
وان جان تسعون بنفادي
 لا تحكمون الغايب اعدام

لو تراعون الودادي
واقولكم فيها لنا ارحام
يا نسل عالين الايدادي
 وجروحكم في قلبي اجدام

ودك جرا لي في جسادي
في الدم وعروقي والاعظام
يا زين طال بيه البعادي
واشوف يومي عن مضا عام

غالين غالين بوجادي
ولكم منازل عندي اعظام
يا سيدي عندك وجادي
 بما جرالي عندك اعدام

وانا يليو بلعي وانادي
وابجي بصوت مثل الايتام
يالي يربيهم اليداي
 ولهم اسبوع عقب الافطام

ما صابكم مثلي وجادي
صرتو بخير وسبعة انعام
يا سيدي خل العنادي
 وافعل بحالي فعلت اسلام

مليككم وانتو اسيادي
راضي ولو كنتو لي اعظام
وان جار وقتي لي اسنادي
 خذتو ذهب في طول الاعوام

ولا من ملك غيرك فؤادي
 محطم حيلي لي احطام
والله ما انسالك وعادي
قبل السفر يا سيد بأيام

نفسي لقاكم ع نفرادي
 في ليله ليت اللقا دام
بو جودكم تزها بلادي
بوجودكم يا غض الاريام

يالله عسا سحب العبادي
 يسقي ترابك سبعه ايام
يا ناس لو بشجي ودادي
ما ريت انا للود حكام"


قصائد تفرض وجودها

قال الشاعر بطي المظلوم إن" بن روغة غنى للكثير من الشعراء، وكذلك ميحد حمد والعديد من الفنانين، لكن كل قصيدة تختلف عن أخرى، هناك قصيدة لايفهمها إلا الشاعر، أو متذوق الشعر المميز، تعاونت كثيرا مع فنانين وفنانات، وكذلك ملحنين، القصيدة المميزة ذات الأسلوب السهل الممتنع ذات المفردة الجميلة تأخذ مكانتها، بن روقة غنى العديد من قصائد الجمري ، هل اشتهرت كل القصائد ؟ .. لا ، هناك قصائد تميزت وفرضت وجودها على الساحة الإماراتية والعربية. مثلا قصيدة كميدش بن نعمان التي يقول فيها "بندب نسيم الصبايا مني بأذكا التحايا / لسيدات الغواني لي جدمن لي هدايا / ورفق أشواقي المحبه وزف شكري والثنايا / للي ملكني هواهم ولهم قلوب السخايا"، كنت أستمع لها وأنا في السابعة، تأمل مفرداتها ، الشاعر كتب مئات القصائد، ولكن هل اشتهرت كلها مثل هذه القصيدة؟، لا .. دائما هناك قصبدة تفرض وجودها. عليها بصمة خاصة، تبقى لسهولة الكلمات البسيطة بلهجة الإمارات ، الكثير من الشعراء أبدعوا، ولكن تظل هناك قصائد باقية في الوجدان" .

وأضاف أن "قصيدة "يا ناس لو بشكي ودادي " لشاعرنا محمد بن سلطان الدرمكي كنت أرددها وأنا في الجامعة، أسمع لكثير من الفنانين، ولكن هناك قصائد تفرض وجودها عليك رغبت أم لم ترغب، تدخل قلبك دون استدعاء. أيضا قصيدة "تريد الهوى لك على ما تباه. وقلبك تريده يحصل مناه" لسالم بن محمد الجمري العميمي، هذه الجملة يرددها الصغير والكبير".

لولا المطرب ما ظهر الشاعر

قال أنور الزغابي : "هذه القصائد كلها في المجمل التي ظهرت لهؤلاء الشعراء، لولا اللحن والمطرب والانتشار البسيط في تلك الأيام ، ما سمع عنها أحد، لا ننكر دور الفنان علي بن روغة في إضفاء لمسات مبدعة من التراث والألحان البدوية الأصيلة في بيئة الإمارات، لولا المطرب ما ظهر الشاعر، لولا بن روغة ما ظهر الجمري والكاس والدرمكي وغوشة ، لأن في هذه الأيام لم يكن يوجد انتشار كتابي من خلال الدواوين أو الطباعة، ولكن كان العامل المؤثر هو اللحن، مثلا كنا ونحن صغار في السبعينات نسمع في سيارات اللاندروفر ذهابا وإيابا شريط بن روغة ، كنا في هذه الذهنية الطفولية البسيطة نرى مدى واسع من هذا الفيض والإبداع من المطرب في إضفاء اللحن الجميل على الكلمات".

وأضاف أن "ميحد حمد عندما ظهر في بداياته أبدع في هذا المجال، وعندما توجه إلى الأسلوب الغنائي المحدث هبط المستوى، والذائقة العامة تغيرت الآن . حتى على المستوى العربي ، أغنيات أم كلثوم التي كتبها عبدالله الفيصل حتى الان راسخة . فدور المطرب مهم في بقاء القصيدة وانتشارها" .

شاعر المقناص

قال الدكتور راشد المزروعي أن "الشاعر الدرمكي كان متميزا في القصائد الغزلية والوطنية  وأيضا في قصيدة المقناص ، فقد كان قناصا بالدرجة الأولى ، خاصة الطيور، ولم تفته قصائد الهجن أيضا، وله قصائد جميلة في الهجن، يقول في قصيدة المقناص عندما فاته المقناص مع الشيخ زايد :  

"قمت أسجع الونّة بعبرات..
 شروى حمام الراعبيه
قفّوا ولا عادوا لي الفات..
يا ناس يا هذي قضيّه
في وداعة الله وين لمبات..
في سيوح وشعاب عذيّه
تزمّلوا للسفر «رنجات»..
 بأمر الذي يدري خويّه
إلى أن يقول:
حدّ مضيّع طيره ولات..
يخسر مع شيوخه الضيّه
يصبح يصيح بعالي أصوات..
المنقلة عنده خليّه
يعضّ كفّينه ندامات..
ويقول ما لي قابليّه"

نلاحظ أن القصيدة فيها مفردات كثيرة خاصة بالقنص والطيور، ورد على هذه قصيدة  الدرمكي الشيخ زايد رحمه الله، وهو قليل في الرد على الشعراء، والذي يرد عليه يبين أن له مكانة في قلبه ،  لذلك الشيخ زايد كان يعز الدرمكي، وهناك نسب بين الدرمكي وآل ناهيان .

ورد الشيخ زايد على الدرمكي بقصيدة طويلة منها :

"يا شوق حلوين وزينات..
شهم ولك ميزة نجيّه
لا تسجع الونّة بعبرات..
ولا تكون في فكرة قويّه
يا «بوجسيم» الوقت ما فات..
بنسير بك سيرة هنيّه
غيّه وفيها من الشراغات..
طيور سرعاتٍ وحيّه"

أكد الشاعر مبطي المظلوم أن "قصائد الشيخ زايد رحمه الله نموذج يحتذى به في الإمارات والخليج والوطن العربي، فله قصائد رائعة في المقناص والطير والمدح والغزل العفيف ، وقد سلك رحمه الله  في الشعر الشعبي أو النبطي مسلكا جميلا مميزا، وهو المحافظة على اللهجة الإماراتية، بأشكالها وأنواعها، وانتهج أسلوب السهل الممتنع، كلماته الكل يفهمها المواطن والمقيم وأبناء الوطن العربي ، وكانت لغته شعرية راقية ليس فيها أي صعوبة، بدليل أن تغنى بها العديد من الفنانين على مستوى الوطن العربي، ولاقت مكانة مميزة: مشيرا إلى أن قصائد زايد مدرسة شعرية نموذجية ستظل باقية وستدرس مع الأيام.

تاريخ الإضافة: 2021-09-06 تعليق: 0 عدد المشاهدات :4079
2      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات