تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الأمير كمال فرج يوقِّع التغريبة المصرية


الشارقة : خاص.

صدر عن دائرة الدراسات بإدارة الثقافة في حكومة الشارقة هذا الشهر كتاب "التغريبة المصرية ..  مقاربة نقدية"، للشاعر والناقد المصري الأمير كمال فرج.

والكتاب ـ الذي وقعه الكاتب في معرض الشارقة الدولي للكتاب في 11 نُوفمبر ـ مقاربة نقدية بين ثلاثة ملاحم عبرت عن قضية الاغتراب في المجتمع المصري، وهي  "جوابات حراجي القط"، للشاعر عبدالرحمن الأبنودي (1938: 2015)، و"يوميات عبدالعال"، للشاعر فؤاد حجاج (1928 : 2021 )، و"تغريبة عبرزاق الهلالي" للشاعر يسري العزب (1947 : 2020 ).

والكتاب معالجة جديدة لموضوع الاغتراب، الذي شغل حيزا كبيرا في الثقافة العربية، وقد استمد البحث أهميته من تجربة الاغتراب المصرية التي بدأت في الستينات، وأثرت، وتأثرت، وامتدت لتصبح في النهاية "تغريبة عربية"، ورغم بعدها النفسي، كان لها دور في التنمية العربية والتلاقح الثقافي، وخدمة الانسانية.   

كما يستمد البحث أهميته من التغريبات الثلاثة التي تناولها، والتي تمتد على مساحة جغرافية كبيرة، وفترة زمنية تتجاوز النصف قرن، مما يعطي لنا فكرة عن تجربة الاغتراب وتطورها من ناحية، وقدرة العامية على التعبير عن هذه التجربة من ناحية أخرى.

ولم يتناول الكاتب موضوعه بشكل نقدي منعزل، ولكن ربطه بالتحولات الاجتماعية في مصر والعالم العربي، والتغييرات الكبيرة التي حدثت على صعيد السفر وتقنياته، والتي غيرت من فكرة الاغتراب التاريخية، وهو ما منح العمل ميزة الحداثة والصيرورة والارتباط بالواقع المعاش.

ويأتي الكتاب في فترة يشكو فيها البعض من قلة الدراسات النقدية التي تتناول إبداع العامية، رغم النفوذ الكبير التي تشغله العامية في حياتنا اليومية، وهو ما عبَّر عنه الكتاب بتعبير "سلطة العامية".

الكتاب صدر في 424 صفحة من القطع المتوسط، وأعد الغلاف الفنان ضياء الدويش، وتضمن العديد من الأبواب والفصول شملت 117 عنوانا، واختتم ببيان بالهوامش ، ثم قائمة بالمصادر والمراجع.

أهدى المؤلف كتابه إلى فئة من العمال وهم : عمال الأنفار، وقال في إهدائه : "إلى .. عمال الأنفار .. الذين يخرجون كل صباح، على باب الله، .. بوجوههم التي لوّحتها الشمس، .. لا يملكون سوى الأيدى المعروقة، .. وحلمهم البسيط .. الستر ولقمة العيش..!". 

وقال المؤلف في تمهيد الكتاب "عبّرت العامية المصرية عن المشاعر والأفكار، الأفراح والأتراح، العادات والتقاليد الشعبية، ليس ذلك فقط، ولكنها وثقت التحولات الاجتماعية التي مر بها المصريون على مدى القرن الماضي. من هذه التحولات الكبرى الاغتراب، ونعني به هنا السفر أو الهجرة الطوعية إلى خارج الوطن، وما يترتب على ذلك من شعور قاس يعززه البعاد ومفارقة الأهل والخلان وأماكن النشأة والذكريات ومراتع الصبا والحب الأول، ولأن الظاهرة نفسية في المقام الأول فإنَّ بعض الناس يشعرون بالاغتراب ولم يبرحوا مكانهم بعد، وهو أخطر أنواع الاغتراب".

بدأ المؤلف كتابه بالحديث عن "الاغتراب" في اللغة والسياق الاجتماعي، ثم السفر وأحواله، فالهجرة العربية،  فالحزن في الشخصية العربية، ثم تناول ديوان "جوابات حراجي القط" للشاعر عبدالرحمن الأبنودي، والذي يوثق التغريبة الداخلية لحراجي القط العامل في السد العالي في أسوان، من خلال رسائل متبادلة مع زوجته وابنة خاله "فاطنه أحمد عبدالغفار" في جبلاية الفار في الصعيد، وبدأ بسيرة مؤلف العمل، ثم تحدث عن لوعة الفراق التي بدأت بمجرد تحرك القطار ببطل الملحمة "حراجي"، لينتقل بعد ذلك إلى "الجواب" الوسيلة التي دارت خلالها الملحمة إرسالا وإجابة، والطقوس المتعلقة بذلك، واستعرض المشاعر والأشواق التي تجسدت في خطابات الزوجين، ثم انتقل إلى غربة الرجل وتأثيراتها النفسية عليه، ومشاعر الأبوة والتي تصاعدت في جوابات "حراجي"، لتكشف جانبا مُهمًّا من تأثيرات الاغتراب، وكيف تكون الأبوة في أتون الاغتراب.

انتقل الكاتب بعد ذلك للحديث عن "عشق الغلابة"، وبيَّن ـ من واقع "الجوابات" ـ سمات الخطاب المعنوية والابداعية، ثم تناول فلسفة الاغتراب كما بدت في العمل على ألسنة أبطاله. وتحت عنوان "المشاركة الشعبية" سلّط الضوء على طبيعة العاملين في بناء السَّد العالي، ومن أين جاءوا، وكيف أن استقدامهم من محافظات مصر الواسعة أحد مظاهر المشاركة الشعبية في بناء السدّ، والرمزية التي يمثلها ذلك.

ثم تناول المكاشفة الزوجية التي بدأتها فاطنه زوجة حراجي، والمساجلات بين الزوجين، ثم تناول "نشيج أخير للرجوع" عندما طالبت الزوجة زوجها بالعودة ، لينتقل بعد ذلك إلى مناقشة "ثقافة الفقراء" ومن أين تأتي؟، ثم تناول عالم عمال الأنفار الذين ينتمي إليهم "حراجي" بطل العمل، وما يدور به من ممارسات تشبه الاتجار بالبشر .   

عرج المؤلف بعد ذلك لمناقشة القيم القروية التي يتضمنها العمل والعادات الشعبية، وتداخل الإبداع مع السياسة، ثم شرع في دراسة شخصية حراجي وبداية التحول، وأحلام الفقراء البسيطة، وظاهرة "الجلد الاجتماعي"، ليتناول بعد ذلك السمات الفنية في "جوابات حراجي القط"، ومن عناصرها صراع الشاعر والحكّاء، وسيطرة اللهجة، ثم تحدثت عن "تحديد الهدف".

انتقل المؤلف بعد ذلك للحديث عن ديوان "يوميات عبدالعال" للشاعر فؤاد حجاج،  الذي تناول تغريبة الفلاّح "عبدالعال"، فتحدث عن  "القروي"، و"مشهدية الوداع"، و"عبدالعال في مصر"، و"لمِّ الشمل"، و"الغربة التانية"، و"خطاب وتسجيل" ، و"وشوش الناس"، و"عبَّارة الموت"، ثم تناول السمات الفنية في اليوميات، فتحدث عن ثراء الصور التعبيرية، والمفردات القروية، والمؤثرات الصوتية، ومواويل الغربة، وفخ التقريرية.   

ثم استعرض المؤلف ديوان "تغريبة عبرزاق الهلالي" للشاعر يسرى العزب، الذي يوثق تغريبة العزّاق "عبدالرزاق أبوسعدة"، فتحدث عن "الغول"، و"دماء على القضبان"، و"عبرزاق في البحرين"، و"الغربة أو الموت"، ثم تناول السمات الفنية في التغريبة، فتحدث عن "صوت الضمير"، و"جماعة الفجر".

ثم عقد الكاتب مقاربة نقدية بين التغريبات الثلاثة، التي اتفقت في موضوع الاغتراب ، واختلفت في الأسلوب، فحدد السمات المشتركة، فناقش القواسم العامة، وهي : "البيئة الاجتماعية، وشخصيات وأماكن واقعية، والمهنة، والاستغلال، والمعاناة، والخسائر"، ثم ناقش القواسم الفنية ومنها "موسيقى الشعر"، و"شموس وليالي"، و"القطار الشاهد والرمز"، و "المعالجة الشعرية"، و"إشكاليات اللهجة"، و"ظاهرة التحجيج"، و"المال والجوع"، و"رائحة الموت"، ثم ناقش قضية "مراجعة السلعة"، ثم انتقل للحديث عن "سلطة العامية" وعناصرها "القدرة التعبيرية"، و"الحداثة العامية"، و"العامية البيضاء". 

ثم تناول المؤلف التحولات الاجتماعية التي أحدثها الاغتراب، و"السفر"، ودوره في التلاقح الثقافي وبناء الحضارات، وأنواع جديدة للهجرة، والتي برزت بصفة خاصة بعد جائحة COVID-19، وهي "السفر للعمل، الإقامة عن بعد، الهجرة الكبرى"، ليستشرف بعد ذلك التغييرات الكبرى المقبلة على حركة السفر، وانعكاس ذلك على الاغتراب كظاهرة، ثم انتقل للحديث عن أدب الاغتراب ، ومجالاته، ومنها اغتراب الشعراء، ثم تناول "التغريبة المصرية" وسماتها ، وتأثيرات الاغتراب الإيجابية  والسلبية، ثم "أغاني الغربة"، و"كوميكس الغربة".

والكتاب ـ بموضوعه وشموليته والرؤى النقدية التي يقدمها ـ إضافة للدراسات النقدية الخاصة بأدب الاغتراب، هذا الغرض الأدبي القديم / الجديد الذي يحتوى على كنوز مطمورة لم تُكشف بعد.

تاريخ الإضافة: 2021-11-16 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1302
5      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات