الشارقة: ثقافة.
قدم الشاعر المصري الأمير كمال فرج تجربة شعرية جديدة، يمزج فيها بين اللغة العربية واللغة الفرنسية، وذلك بكتابة قصائد عربية عمودية تتضمن ألفاظا وتعبيرات فرنسية.
وقال الأمير كمال فرج أن الفكرة الجديدة تولدت لديه خلال زيارته الأخيرة إلى باريس، عندما فكر في دمج اللغتين العربية والفرنسية في قصيدة واحدة، كتعبير رمزي عن التواشج بين الثقافتين العربية والفرنسية.
وأضاف أنه فضل أن يكون النموذج الذي يقدمه نموذجًا عموديًا يلتزم بالوزن والقافية، ليثبت أن القصيدة العمودية ليست فقط قادرة على استيعاب أفكار التجديد والتحديث، ولكنها أيضا قادرة على استيعاب لغات أخرى .
وأوضح الشاعر أن التجربة الجديدة مفيدة للمهتمين بالثقافة الفرنسية، وكذلك لمن يتعلمون اللغة الفرنسية، حيث تشجع القاريء على البحث والسؤال عن معنى المفردة الفرنسية، وهو ما يكسب المرء كلمات فرنسية جديدة.
وأبان أن تجربته الجديدة تكسر الحاجز الوهمي بين اللغات، وتؤكد أن اللغات الانسانية تغذت من روافد مشتركة، والدليل على ذلك ورود عبارات عربية كثيرة في اللغة الفرنسية والعكس.
وقال الأمير كمال فرج أنه يتطلع إلى ترسيخ هذه التجربة الأولية بالمزيد من القصائد العربية التي تتضمن كلمات وتعبيرات فرنسية، وكذلك كتابة قصائد فرنسية تتضمن كلمات عربية.
وتوظيف مفردات أجنبية ظهر على أيدي بعض الكتاب العالميين، كما أن بعض شعراء المهجر العرب، استخدموا مفردات من اللغة الإنجليزية، ولكن ما فعله الأمير كمال فرج توظيف المفردة الأجنبية كما هي في لغتها الأصلية في نص عربي، وكذلك في شعر عمودي، وهذا يحدث لأول مرة.
وفيما يلي نماذج من القصائد :
خماسيات باريسية
شعر الأمير كمال فرج
(1)
بنجورُ صباحكَ بنجوري
احترقتْ في الحبِّ جسوري
وصبايا "النور" إلى الـ jardin
كفراشٍ يدنو من نُوري
واحدةٌ دفعت "vélo" ها
فاستصْعَبَ في الدَّرب مروري
فابتسمتْ قالتْ "Désolé"
فاهتزّ ــ على الفورِ ـ شعوري
بنجورُ صباحكَ بنجوري
قد غرقتْ في الحبِّ بحوري
(2)
"صُوفْيا" أسطورةُ "فانسانِ"
قد هزَّت في الغَرْبِ كياني
تَعتقِلُ الشمسَ بِعَينَيها
تَستَعذِبُ شوقي وهَوَاني
إنْ حَضَرَتْ يَبتَسِمُ المنفى
والغائبُ يدخلُ أوطاني
وأنا شرقيٌّ يحكمني
دِيني لا أبرحُ إيماني
"صُوفْيا" تحتاجُ إلى قلبي
وفؤادي في الحبِّ أناني
(3)
في المقهى تشتدُّ شجوني
أتعاطى ـ كالقاتِ ـ فنوني
القهوةُ محضُ Allongé يه
مرٌّ الأيام يغذّيني
أحسو في صُحْبتهِ عمري
وأمارسُ في الركنِ جنوني
ورفيقٌ لا يأتي أبدًا
من يلجُ النارَ ويأتيني
في المقهى أعتزلُ الدنيا
وأعيدُ صياغةَ تكويني
(4)
باريسُ.. الحيّ اللاتيني
يستوطنُ بالفن وتيني
عازفةٌ تضبطُ آلتها
والأفْقُ بلونٍ تشريني
وعجوزٌ يحضنُ لوحَتَهُ
فيفيضُ لنا نهرُ السّينِ
نرتادُ زوايا Montmartre
"بيكّاسو" يبدأ تلويني
محرابُ الفنِّ بلا شكٍ
ورحاب الفكر بلا دين
(5)
رخّي.. رخّي يا أمطاري
واختبئي في صدري العاري
والباصُّ يفرّ كَعِفريتٍ
يستهدفُ "شارعَ برنارِ"
وفتاةٌ تحت مَظّلتها
عصفورًا بينَ الأشجارِ
وأنا في القُربِ أراقبها
وأقاومُ في الحبِّ إساري
فاغتسلي بالقَطرِ وغنّي
فالماء يبدّد أوزاري
(6)
شَجَرٌ! هَلْ تَعْرِفُ أَشْجَارِي؟
مُسْتَوْدَعُ حُبِّي.. أَسْرَارِي
تُرْخِي كَالشَّمْسِ ضَفَائِرَهَا
فَتُثِيرُ رُوَيْدًا أَفْكَارِي
تَتَشَابَكُ فِي اللَّيْلِ وَتَحْنُو
فَتُسَرِّبُ ضَوْءَ الْأَقْمَارِ
تَحْتَضِنُ الرُّوحَ وَتَسْتَجْلِي
تَتَكَرَّمُ تُعْطِي أَثْمَارِي
الشَّجَرُ يَدُ الْأَرْضِ، فَتَبًّا
مَنْ يَقْطَعُ كَفَّ الْأَشْجَارِ
(7)
مترو وطريقٌ مطويّه
ومحطتُنا باريسيّه
يلتهمُ الأصقاعَ كنمرٍ
يتقافز نحو البريّه
ألتمس السحرَ بـ Chatelet
وبـ Saint-Michel تصفو النيّه
وأنا رحالٌ في Rivoli
تحلو بالحبِّ لياليّه
ما دام بجيبي Nafigo
الكونُ غَدا ملكَ يديّه
(8)
وسألتُ وأعياني التيهْ
فاتنةً عجز التشبيه
قالتْ بدلال Oui Oui
فاحتضنَ الطيرٌ روابيهْ
تغترّ كماري انطوانيت
بلقيس على العرش تتيه
وأنا سلطانٌ في قومي
في دربِ العُشَّاقِ فقيهْ
خطفتْ قلبي بنتُ فرنسا
كغزالٍ أسقطَ راميهْ