الشارقة: ندوات.

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة جلسة نقاشية مميزة، احتفت بكتاب "مرايا الشعر.. في السجايا ومكارم الأخلاق" للدكتور محمد عبد القادر سبيل، الصادر عن دائرة الثقافة بالشارقة عام 2022.

حضر الجلسة الدكتور عمر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد من المثقفين ومحبي الأدب، وتحدث فيها الكاتب عمرو منير دهب، بالإضافة إلى المؤلف نفسه، وقدمها الإعلامي محمد بابا حامد، وسلطت الندوة الضوء على دور الشعر العربي في تجسيد وتخليد القيم الإنسانية النبيلة.

الشعر: ديوان العرب وخزينة الفلسفة

استهل الإعلامي محمد بابا حامد الجلسة بتقديم نبذة عن الكتاب ومؤلفه، مؤكدًا على أهميته في تناول الأخلاق كقيم ورسالة في التراث الشعري العربي. وأوضح أن الكتاب يرتب الأخلاق وفقًا لأهميتها لدى العرب، حيث جاء الجود في المقدمة، تليه الحكمة والتسامح.

وأشار بابا إلى أن الدكتور سبيل يقدم القصيدة في هذا العمل كخزينة للفلسفة والرأي، لأن الشعر كان ولا يزال ديوانًا للعرب ومجمعًا لخصالهم العريقة. وأشار إلى أن معرفته الشخصية بالمؤلف جعلته يدرك أنه فيلسوف بالفطرة، فكتاباته وهواجسه تعكس اهتماماته الشخصية وتطلعاته.

تحديات الشعر والأخلاق في زمننا المعاصر

من جانبه، تحدث الكاتب عمرو منير دهب عن التحديين الكبيرين اللذين واجههما الدكتور سبيل عند تأليف الكتاب. التحدي الأول هو تناول الشعر التقليدي كموضوع في هذا العصر، بينما يتمثل التحدي الثاني في دعوة الأجيال الصاعدة للتمسك بالأخلاق الموروثة.

وأكد دهب أن المؤلف واجه هذين التحديين بثقة كبيرة، لأن الشعر وقيم الأخلاق جزء لا يتجزأ من وجدانه. وأشار إلى أن الشعر ليس مجرد مرآة لحياة العرب، بل هو أيضًا عنصر أساسي في تشكيل قيمهم ووجدانهم، ولا يزال شامخًا في المشهد الأدبي رغم هيمنة فنون السرد الأخرى.

الشعر كنبراس للمكارم

تحدث المؤلف الدكتور محمد عبد القادر سبيل، عن تجربته في تأليف الكتاب، وأشار إلى تاريخ كتب المختارات الشعرية الشهيرة مثل "المفضليات" و"الحماسة" لأبي تمام، مؤكدًا أن كتابه يسير على نفس الدرب. وشدد على أن الشعر كان نبراسًا لحياة العرب، ولا يمكن تصور هويتهم عبر التاريخ دون مكارم الأخلاق التي احتفى بها الشعر.

وأوضح سبيل أن كتابه لا يقتصر على تتبع مواطن القيم النبيلة في الشعر، بل يثبت وظيفة الشعر الأساسية في صياغة الشخصية العربية التي اتسمت بالمكارم.

وفي ختام مداخلته، استعرض الدكتور سبيل أبياتًا شعرية خالدة لعدد من الشعراء العرب، مثل حاتم الطائي والخنساء وعمرو بن الأهتم، لتجسيد مختلف قيم الكرم والمروءة والوفاء التي تزخر بها القصائد العربية. وأكد أن الشعر قد حفظ للأمة ذاكرتها وجمال لغتها، وأنه لا يمكن تصور وجود العرب خارج مرايا الشعر التي تجمع الحماسة والفخر والهجاء حول محور واحد: مكارم الأخلاق.