يجب أن تولي مصر بعد الثورة اهتماما كبيرا بالبحث العلمي، ولاشك أن مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
البحث العلمي ليس ترفا ونتائجه لا تأتي على المستوى البعيد كما يظن البعض فيتقاعسون عنه.
البحث العلمي يمكن أن يدم حلولا عاجلة لمشكلات كبرى مثل:
الإسكان:
يمكن عن طريق البحث العلمي ابتكار منزل منخفض التكاليف على غرار المنازل الأوروبية الهرمية المصنوعة من مواد غير مكلفة، ومسقوفة بالخشب، والمواد العازلة، والقرميد، وتتحمل عوامل الطقس. ويكون مزودا بحديقة صغيرة . لا تتعدى تكلفة المنزل الواحد 30 ألف جنيه مثلا . ويمكن أن تتبرع الدولة بالأرض، وتتحمل جزءا من تكلفة المنزل، أو يقسط السعر على المواطن على فترة 15 عاما بدون فائدة.
وهذا النوع من المنازل جاهزة التركيب موجود، ويباع على بعض مواقع الإنترنت، ويمكن الاستفادة منها في الوصول إلى منزل مصري جاهز مناسب للأسرة الفقيرة، والمتوسطة، وتستوعب زوجين و3 أبناء.
يمكن لو توصلنا إلى هذا المنزل منخفض التكاليف أن نبني 5 ملايين منزل كمرحلة أولى، وتخصص لذلك مساحات في كردونات المدن، أو مقاطعات خارجها يتم تحديدها وضمان قربها من العمران.
يجب أن يغير المصريون عادتهم الاجتماعية، ومنها السكن في شقة تحتوي على كافة الإمكانيات. من الممكن أن يكون البيت منخفض التكلفة بداية لتغيير مفهوم المصري عن السكن، ولدينا في العديد من الدول الأوروبية، حيث البيت الريفي منخفض التكلفة منتشر ومفضل من قبل الكثيرين.
المواصلات:
يمكن عن طريق البحث العلمي وضع مواصفات سيارة صغيرة تحمل شخصين بتكلفة معقولة، تنتجها المصانع المصرية، لتكون في متناول المواطنين، وتكون مناسبة للزحام التي تعرف به المدن المصرية، كما يمكن أن تكون السيارة الصغيرة صديقة للبيئة من خلال تقليل التلوث.
ويمكن هنا أن نهتم بوسائل المواصلات الأخرى كالدراجة كما يحدث في الغرب، ففي دول أوروبية عدة ـ ومن بينها "الدنمارك" صاحبة أعلى دخل للفرد في العالم ، والأولى في مقياس السعادة ـ تعتبر الدراجة وسيلة أساسية للمواصلات، وهي وسيلة صحية قليلة التكلفة تحافظ على البيئة، وتخصص المدن الشوارع مضامير بجوار طرق السيارات، لسير الدراجات لا يمكن الجور عليها مطلقا.
الزراعة:
يمكن للبحث العلمي تقديم خريطة زراعية لمصر تكفل تحقيق الاكتفاء الذاتي من أهم لمحاصيل الزراعية في غضون سنوات قليلة، وتقدم محاصيل حقلية جديدة مفيدة تتناسب مع طبيعة الأرض، ويتوفر بها البعد الاقتصادي وقلة استخدام المياه.
القمح مثلا توجد 14 صنفا منه لدى الجهات البحثية، يمكن عن طريقها وبالتعاون مع أجهزة مختلفة تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح خلال سنتين أو ثلاث.
يمكن للبحث العلمي التوصل إلى عناصر جديدة لإعداد الخبز أهم سلعة في مصر، مما يحقق الأمن الغذائي، ويقلل من استخدام القمح الذي يكلف البلاد أموالا طائلة لاستيراده.
الكهرباء:
يمكن للبحث العلمي تقديم اختراعات حديثة تقلل من استخدام الكهرباء ، وتوقف الهدر في هذه السلعة المهمة التي تؤثر في حياة المواطنين.
التعدين:
يمكن للبحث العلمي أن يقدم أفكار جديدة للبحث، والتنقيب عن المعادن، والغاز ، والنفط، والذهب، والفضة، بحيث تضاعف من عوائد هذا القطاع الحيوي والهام.
الصحة:
يمكن للبحث العلمي بما يملك من إمكانات تقديم علاجات، وأدوية جديدة، وتطوير قطاع الدواء، وجعله رافدا مهما للاقتصاد الوطني.
ومن المؤكد أن هناك العديد من الدراسات، والانجازات، والمخترعات التي قدمها البحث العلمي محفوظة في الأدراج . يمكن استخراجها وانتقاء الصالح منها للتطبيق، ليكون ذلك أساسا لبدء ثورة علمية عظيمة الفائدة.
تاريخ الإضافة: 2014-04-11تعليق: 0عدد المشاهدات :872