يتحدث البعض كثيرا عن الجوهر، استنادا إلى ميراث عقائدي واجتماعي، ويرون أن الاهتمام بالشكل ترف ولهو ونرجسية وابتعاد عن القيمة، ويجهل هؤلاء في معرض مبالغتهم في تعظيم القيمة، أنهم أهملوا بذلك عنصرا مهما وهو المظهر.
وقد رسخت الثقافة الشعبية هذا المفهوم الخاطيء، فالأديب "الحقيقي" يجب أن يكون زاهدا مبعثر الشكل، قليل الهندام، والتجربة الأدبية الحقيقية لابد أن تنتج عن "المعاناه"، ونموذج الشاعر الذي يستخدم العطور الغالية، ويرتدي أفخم البدلات ظل غريبا، لذلك عندما ظهر أحمد شوقي ربيب القصور والحياة المترفة، استغرب الناس، حيث أن صورة المبدع كانت تعني لديهم، الهيئة البائسة والعزوف عن متع الحياة.
وفي إطار هذا المفهوم القاصر يرى البعض أن اهتمام الرجل بشكله يتنافى مع الرجولة التي تعني لديهم الخشونة والقدرة على التحمل والإيثار والمسؤولية، فالاهتمام بالجمال من شؤون المرأة، وإذا اهتم الرجل في سن معين بمظهره أصبح في عرف الناس "متصابيا"، من هنا كان التناقض واضحا بين المستوى الاقتصادي للمواطن العربي وبين مظهره الخارجي.
الإسلام أمرنا بحسن المظهر والتطيب والتزين وارتداء أحسن الثياب، وقال تعالى (وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، وقال (وصوركم فأحسن صوركم)، لذا علينا إعادة النظر في قضية المظهر، فالمظهر انعكاس للجوهر، والنجاح لا يتأتى بالاهتمام بأحدهما فقط، ولكن بالجوهر والمظهر معا.