لا يختلف إثنان على أهمية الرياضة، حيث أجمعت الدراسات على فوائدها الجمة، وهذه الفوائد تتعدى الفائدة الجسدية إلى فوائد نفسية ومعنوية وعملية، ولعل أهمها أن الرياضة تحسن الحالة النفسية وتجدد الذهن والقدرات العقلية، وتساعد على إفراز هرمون السعادة "الاندورفين" الذي يزيل التوتر ويشعرك بالراحة.
ولكن ما أود التركيز عليه هنا علاقة الرياضة بالعمل، فالرياضة تساعد على توقد الذهن واستعادة النشاط وسرعة الأداء، وتقلل من الغياب المرضي، والسؤال هو: لماذا لا ندخل الرياضة مقار العمل، بإلزام المؤسسات التي يبلغ عدد العاملين فيها حدا معينا بإنشاء صالات رياضية يمارس العاملون فيها الرياضة لأوقات محددة ثم يعودون لاستكمال العمل.
ويمكن في هذه الصالات اختيار الرياضات التي تفيد العمل مباشرة كالسير المتحرك وحمل الأثقال والتمارين الرياضية، ويمكن للمعترضين اعتبار وقت الرياضة خارج الدوام الرسمي، وفي مرحلة متقدمة وتشجيعا للموظفين على ممارسة الرياضة العملية يمكن اقتسام وقت الرياضة ليحتسب نصفه من الدوام الرسمي والنصف الآخر خارجه.
أما عن تكاليف إنشاء هذه الصالات فيمكن اقتطاعها من ميزانية التأمين الصحي للموظفين، لأن ممارسة الرياضة جانب وقائي مهم سيخفض من مراجعة العيادات والأدوية وتكاليف العلاج.
اللياقة البدنية ليست خيارا للموظف يمكن أن يقبله أو يرفضه، ولكنه مقوم مهم لأي عمل، فالعمل الناجح يتطلب اللياقة البدنية والنفسية والاجتماعية، والرياضة تحقق كل ذلك.