يهوى البعض كتابة مذكراتهم الشخصية. قد لا تكون مذكرات بالمعنى المفهوم، وإنما يوميات وملاحظات على النفس والحياة، وتكثر هذه العادة لدى الفتيات اللائي يملن إلى تدوين ما مروا به من ذكريات وأحداث، في كتيبات عفوية يغلب عليها البساطة والخصوصية.
بعض هذه المذكرات ينطق بمواهب في التعبير والقص والنقد والتدوين والرسم والشعر، ويعكس الكثير عن الشخصية .. سماتها وأفكارها وعيوبها. وملامحها الحقيقية.
الدافع الحقيقي لإقبال البعض على ذلك، قد يكون الرغبة الحقيقية في إجراء حوار مع الذات . في ظل الغربة التي تشعر بها الكثيرات، وعدم وجود من يستمع إليهن وإلى مشاعرهن وأفكارهن المجنحة. حيث تكثر هذه الظاهرة غالبا في فترة المراهقة التي تتسم بالنزق والاندفاع والعواطف والإغراق في الخيال والتوجس من المجتمع والرغبة في الانعزال، والمعاناة من عدم وجود لغة مشتركة تربط المراهقة بالآخرين.
ولكن أحيانا ينتهي الأمر بطريقة دراماتيكية عندما تقع المذكرات صدفة في أيدى غريبة قد تستغل ما بها من آراء وأحداث.
ورغم جانب الخطر في كون المذكرات الشخصية معرضة للاختراق والاطلاع من قبل قريب أو غريب صدفة أو عن سابق إصرار وترصد، وما قد يترتب على ذلك من فضائح. تبقى المذكرات الشخصية وسيلة مناسبة وآمنة للبوح والفضفضة.
تشجيع الأبناء على كتابة اليوميات والمذكرات الشخصية يمكن أن يكون وسيلة جيدة لمساعدة الأبناء على التعبير عن النفس وتقييم الذات والتعلم من الأخطاء وتلمس مواهبهم والتعرف على أفكارهم ومعرفة عيوبهم، وتكون أيضا وسيلة جيدة للتقويم والاختيار وتلمس دروب النجاح في الحياة.