يتحدث الاختصاصيون كثيرا عن المراهقة، ويصفونها بالمرحلة "الحرجة"، ويعتبرونها مرحلة تتسم بالنزق والاندفاع، ويعاملونها كمرحلة "جنون مؤقت"، وينصحون الأبوين فيها بالحذر حتى تمر هذه المرحلة بـ "سلام"..!
بهذه الصيغة دأب الاجتماعيون الحديث عن مرحلة المراهقة، ليس ذلك فحسب، ولكن البعض يتمادى ويعتبر المراهقة صفة سيئة، فيقولون للكبير عندما يأتي بفعل غير مناسب.. "أنت مراهق؟"، وفي عالم الأدب يقولون مستنكرين "مراهقة فكرية"..!.
هذه الأساليب جعلت "المراهقة" سبة أو عار، وهذا شيء خاطيء تماما. المراهقة مرحلة عمرية طبيعية يمر بها كل إنسان، فيها يكتشف المراهق طبيعته الجسمانية والنفسية، ويبدأ في تحديد مواقفه من الحياة، وهي مرحلة التوثب والانطلاق وتكوين الأحلام، ومن المهم أن يستمتع المراهق بهذه المرحلة.
ساهمت التقنية في تغيير المراحل العمرية للانسان، فأصبح الطفل الصغير شابا، وحولت المراهق إلى رجل، ولكن نظرتنا نحن رغم ذلك لم تتغير.
يجب أن نتوقف عن صيغ التوجس والاتهام التي نتعامل بها مع المراهق، والتي تزيد هوة عدم الفهم بينه وبين الآباء، وأن نتعامل مع الأبناء في هذه المرحلة أو في غيرها بالمزيد من الفهم والاحتواء والتوجيه، وأن ندعهم يعيشون مراحلهم السنية كماهي، دون وصاية أو توجس أو سوء ظن.