يعد بيت أبو الطيب المتنبي "عيد بأية حال عدت ياعيد / بما مضى أم بأمر فيه تجديد" أشهر ما ظهر عن العيد شعرا، ورغم أن القصيدة برمتها لا تتحدث عن العيد، وإنما كتبت في هجاء كافور الأخشيدي، انتشر البيت وارتبط دائما بالعيد.
ورغم المعنى الحزين الذي يمثله هذا البيت، أصبح الكثيرون يستخدمونه في التعبير عن العيد، ربما لموافقته للأحداث المأساوية والاجتماعية التي تمر بها مناطق عدة في وطننا العربي، ولكن ذلك يطرح التساؤل عن مدى مواكبة الأدب خاصة والفنون عامة للمناسبات المختلفة ومنها الأعياد.
الباحث في ذاكرة الأعمال الشعرية أو الغنائية التي تتحدث عن العيد سيكتشف أن العيد رغم أهميته الدينية والاجتماعية كحدث سنوي للمسلمين، لم تعبر عنه سوى أعمال غنائية قليلة لا تتعد أصابع اليد الواحدة، منها : "ياليلة العيد آنستينا " لأم كلثوم، و"من العايدين" لمحمد عبده"، و "كل عام وأنتم بخير" لطلال مداح، و"أيام العيد" لفيروز، و"أهلا بالعيد" لصفاء أبو السعود.
والسؤال الآن: لماذا لا تظهر أعمال جديدة عن العيد؟، فهل نضبت قرائح الشعراء؟ ، أم هو كسل إنتاجي ، وعزوف عن تقديم أغاني المناسبات التي تحفظ غالبا في العلب، ولا تظهر إلا في مناسبات معينة؟.
أدبيات الفرح في العالم العربي قليلة ونادرة، لأن الثقافة العربية تحتفي بالحزن، ولذلك يرى النقاد أن التعبير عن الحزن أصدق من التعبير عن الفرح، و"المعاناة" المصدر الأساسي للتجربة الصادقة.
يجب العمل على نشر أدب المناسبات، وتشجيع الناشئة والكتاب على التعبير عن الأعياد المختلفة، لأن أدبيات الفرح أهم من أدبيات الحزن.