نشأ الملبس في العصور القديمة لوظيفة أساسية محددة، وهي ستر الجسد، فكان الإنسان البدائي يرتدي جلود الحيوانات وأوراق الشجر لتحقيق هذه الغاية، ولكن مع تتابع العصور أصبحت الأزياء جزء من الثقافة والشخصية وأداة من أدوات التعبير عن الرأي والفكر والتوجه الاجتماعي، حتى أنها أصبحت في بعض الأحيان وسيلة للتمرد والاحتجاج والصراخ النفسي.
إذا شاهدت شخصا لا تعرفه، يمكن عن طريق ملابسه أن تحصل فورا على تقرير سريع عن مستواه الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وللملبس دور آخر مهم، فله دور في تحديد الحالة النفسية، وتدعيم الجوانب الإيجابية الذاتية ، وتدعيم الثقة بالذات، وتكوين الشخصية الاجتماعية القادرة على التفاعل والنجاح.
وقد عرفت أمة العرب منذ القدم بأزيائها الغنية بالتفاصيل والألوان والأحجار الكريمة، وكانت القوافل تسافر إلى بلاد الهند والسند للتجارة في الحرائر والديباج والمخمل والأقمشة المقصبة، وكانت صناعة الزي قديما حرفة من حرف الفن.
ولكن في العصر الحالي تخلفت أمة العرب في مجال الأزياء، وسبقتنا أمم أخرى كثيرة، واحتكر الغرب مراكز صناعة الموضة العالمية، وأصبحنا نلهث وراء الموضة الغربية. نشد إليها الرحال، وندفع من أجلها الأموال، ونتفاخر بها بين الصحاب، وفشلنا في تقديم موضة عربية.
نملك الفن والإبداع والخيال والتراث والتاريخ، وهي كلها مقومات هامة لتأسيس موضة عربية عالمية ، تجلب المليارات للاقتصاديات العربية، فمتى تستورد الشعوب أزياءنا. يشدون إليها الرحال، ويدفعون من أجلها الأموال، ويتفاخرون بها بين الصحاب؟