إدارة المنزل مسؤولية كبيرة، تشبه ـ مع الفارق ـ إدارة دولة، ورب الأسرة في هذا الزمن مسكين تكالبت عليه المهام والمسؤوليات. يدور كالنحلة من الصباح للمساء، بين العمل والبقالة وتوصيل الأبناء للمدارس وإعادتهم، وملء الأنبوبة، والذهاب بالزوجة إلى الأسواق والأطفال إلى الملاهي.
وعلى النقيض هناك بعض الآباء يتعاملون مع المنزل كالفندق، يدخلون ويخرجون بآلية عجيبة، وإذا سألت أحدهم عن أسماء أبنائه ومراحلهم الدراسية هرش في رأسه، وتلعثم وفكر.
وإذا كانت الأم هي المديرة التنفيذية للمنزل، فالأب هو المدير العام صاحب الدور الإشرافي والتوجيهي الهام، ولكن الواقع يؤكد أن هذا الدور مفقود، حيث تمثل إدارة الأسرة معضلة كبيرة أمام الآباء، ويحول انشغال الآباء دون تحقيق التواصل المستمر مع الأبناء، لذلك من المهم إيجاد وسيلة لإدارة المنزل تجمع بين الطرافة والحزم والمرح.
أقترح أن يصدر الأب فرمانات عائلية طريفة، ويعلقها في لوحة مزينة بصور شخصيات كرتونية محببة. هذه الفرمانات تضم تعليمات وتوجيهات يصدرها الأب وتشرف الأم على تنفيذها.
فرمان عائلي رقم (1) : قررنا نحن "بابا" مدير عام المنزل حظر الشيبسي ، والمياه الغازية، والسهر بعد 10 مساء، ومشاهدة الكارتون أكثر من ساعة يوميا، والأكل خارج المطبخ، والشخبطة على الجدران، و"تغليب ماما في الصحيان"، ويعاقب كل من يخالف هذه التعليمات بالحرمان من المصروف ومشاهدة التلفزيون والذهاب للملاهي، وتصرف للشطار جوائز عينية مثل إم إمز وتذاكر ألعاب ".
هذه الفرمانات الطريفة ستضفى على المنزل بهجة من نوع خاص، وتدفع الأبناء إلى تحسين سلوكياتهم، والأهم عودة الدور التوجيهي الهام الذي يجب أن يلعبه الأب، والذي غاب في زحام العلاقات الاجتماعية.