تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



المسرح الشعري | الأمير كمال فرج


للمسرح علاقة وطيدة بالشعر ، وقد نتج عن اتحادهما منذ القدم فن من أرقى الفنون وأهمها وعياً وتأثيراً ألا وهو (المسرح الشعري).

 والملاحظ أن المسرح عند نشأته قد نشا شعراً وذلك في العصر اليوناني القديم ، وقد رأينا بواكير الشعر المسرحي حينئذ تتفجر على يد عمالقة المسرح اليوناني أمثال أيسخيلوس ، سوفوكليس ، يوربيديس ، وارستفانيس وغيرهم ... مجسدين بذلك المسرح الشعري في أوج ازدهاره .

 وقد مر المسرح الشعري منذ نشأته بمراحل مختلفة من الانتشار والقلة رصدها نقاد المسرح باستفاضة، ولكن بمقارنة سريعة بين المسرح الشعري قديماً والمسرح الشعري الآن ، وسوف نكتشف مدى ما وصل إليه هذا الفن من تقلص وركود .

شهد العصر الأدبي الحديث عدداً من الأقلام الشاعرة التي قدمت عطاءً ميزاً في مجال المسرح الشعري أمثال أحمد شوقي، وعبدالرحمن الشرقاوي وعزيز أباظة ، وصلاح عبدالصبور .. فلأمير الشعراء أذكر على سبيل المثال (كليو باترا) (ليلى والمجنون) وللشرقاوي (الحسين) ، (عرابي) ولعزيز أباظة (شجرة الدر) ولصلاح عبدالصبور (ليلى والمجنون) ، (مسافر ليل).

 وقد كان هذا العطاء المسرحي أحد ملامح النهضة الثقافية التي شهدها الواقع الثقافي حينئذ، كما كان له الدور في التأكيد على قدرة المسرح الشعري في التعبير عن قضايا العصر الحديث بفعالياته المختلفة والاتقاء بذوق المتلقي كما ظهر في مسرح صلاح عبدالصبور تحديداً.

أيضاً كان من مميزات هذا العطاء المسرحي تنوعه فنياً ، ففي القالي العمودي برزت إبداعات شوقي وأباظة وغيرهم وفي القالب الحديث برزت إبداعات الشرقاوي وعبدالصبور وغيرهم .

- ولكن .. ماذا آل إليه المسرح الشعري بعد رحيل هؤلاء ..؟
- وهل استطاع أدباؤنا المعاصرون أن يواصلوا هذه المسيرة المشرفة للمسرح الشعري ؟
الإجابة للأسف .. لا .. !

 فالناظر إلى الساحة الأدبية الآن سوف يجد قلة من الشعراء هم الذي خاضوا تجربة المسرح الشعري ، ولا شك أن قلة مبدعي هذا الفن يعطي لنا مؤشراً على تقلص هذا الفن الشعري الهام .

ولا يمكننا التعرض لظاهرة تقلص المسرح الشعري في واقعنا الثقافي دون الإشارة إلى الظاهرة الأعم وهي انتشار المسرح النثري والذي وجد على خشبة العرض الذيوع والانتشار.

 وإذا حاولنا تقصي أسباب هذه الظاهرة نقول :
إن المسرح الشعري فن راق وهو من الفنون المركبة بمعنى احتوائه على أكثر من فن ، وأكثر من أداة ففيه، يجتمع الشعر والمسرح ، إضافة إلى فن التمثيل والديكور والإضاءة وغيرها .. بعد ذلك ليكونوا جميعاً فناً جديداً جميلاً متكاملاً على خشبة العرض ، ولا شك أن كل فن (عنصر) من عناصر هذا العمل يتطلب مقدرة خاصة ، وعلى مبدع هذا الفن أن تتوفر فيه مقومات الفنين الأولين .. أي مقومات الكتابة الشعرية ومقومات الكتابة المسرحية .

 من هنا كانت صعوبة ارتياد هذا النوع من الفن ، ولذلك أيضاً اعتدنا أن نرى المبدع لا يتجه إلى كتابة المسرح الشعري إلا في مرحلة متأخرة من رحلته الإبداعية. حيث يكون حينئذ قد اكتسب مقومات هذا الفن بعنصرية ومن ثم يستطيع الخوض به ، ولا شك أن هذا السبب هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى إحجام مبدعينا عن ارتياد طرائق هذا الفن الشعري الهام ، إضافة إلى ذلك توجد المشكلات الفنية والمجالات المطروحة حول كل فن، فالمتابع للساحة سوف يدهشه هذا الجدل الدائم حول الشعر ، كذلك بالنسبة للمسرح .

 فبالنسبة للشعر تدور بساحته العديد من المشكلات والقضايا ، فهناك الصراع بين القديم والحديث، وهناك الأشكال الفنية الجديدة كقصيدة النثر .. إلى آخرها من المجالات .

 أما بالنسبة للمسرح فتدور بساحته أيضاً العديد من الإشكاليات ، فهناك الأعمال الجادة والأعمال الهابطة، وهناك مشكلة المسرح التجاري الذي يضع عينيه على الجمهور ، وهناك المذهب التقليدي ودعوات التجريب إلى آخرها من المشاكل والقضايا.

 ويمكن القول بأن كل هذه المجالات التي تدور حول الفنين شغلت الساحة عن المسرح الشعري الحقيقي ، إذا كانت المشكلة في الشعر نفسه ، وفي المسرح نفسه فما بالك بكيانهما المشترك .. المسرح الشعري ..!

ولكن مهما كانت الظروف والأسباب فإن علينا أن نهيئ المناخ المناسب لنمو هذا الفن وازدهاره من جديد.

والطريق إلى ذلك مناقشة قضايا هذا الفن وطرح جوانبه وأسسه نقدياً وتشجيع المبدعين على ارتياده وتوسيع دائرة نشره من خلال السلاسل الثقافية المختلفة ، من ناحية أخرى يجب محاربة النصوص الشعرية الرديئة، وإعطاء الفرصة للأعمال المسرحية النثرية والشعرية الجادة ، بذلك يمكن أن يعود المسرح الشعري إلى متعطشيه وإلى دوره الفاعل في الحركة الثقافية .
تاريخ الإضافة: 2014-04-28 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1219
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات