القاهرة: الأمير كمال فرج.
تثير العلاقة بين استخدام الذكاء الاصطناعي وعدد من السلوكيات والسمات الشخصية المتناقضة، من الخوف من الحكم إلى الشعور بالوحدة، ومن كراهية النساء إلى الأمية، قلقًا متزايدًا يصعب تصنيفه. والآن، أصبحت الصورة أكثر تعقيدًا.
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة BMC Psychology، أجرى علماء كوريون جنوبيون مسحًا شمل 504 طلاب فنون صينيين في المرحلة الجامعية. وكشفت النتائج أن الطلاب الذين أظهروا مستويات أعلى من النرجسية والاعتلال النفسي والميكيافيلية كانوا أكثر عرضة للاعتماد على ChatGPT ومولد الصور الفنية Midjourney مقارنة بزملائهم ذوي الشخصيات الأكثر توازنًا.
وصف الباحثان في علم النفس، جيني سونغ من جامعة تشودانغ في كوريا الجنوبية وشويان ليو من جامعة بايكسيوك، استخدام الذكاء الاصطناعي بين طلاب كليات الفنون بأنه يشبه السلوكيات الأكاديمية غير المشروعة مثل الغش والكذب والانتحال.
وأوضح الباحثان أن هذه السلوكيات ترتبط أيضًا بالسمات الشخصية "المظلمة" المذكورة سابقًا، والتي تستند إلى نموذج "الثالوث المظلم" المستخدم لتقييم الخصائص السلبية للشخصية.
الارتباط بالسمات المظلمة والمادية
من خلال استطلاع آراء طلاب من ست جامعات فنية في مقاطعة سيتشوان، تمثل مجموعة متنوعة من التخصصات بما في ذلك الفنون البصرية والموسيقى والدراما والرقص، وجد الباحثون أن الطلاب الذين سجلوا درجات أعلى في السمات الشخصية المظلمة كانوا أكثر عرضة لمحاولة تقديم الأعمال المولدة بالذكاء الاصطناعي على أنها أعمالهم الخاصة. وتُعد هذه مشكلة كبيرة في العالم بأسره، وخاصة في مجالات الفنون والأوساط الأكاديمية.
وأوضح الباحثان أن نفس الطلاب الذين سجلوا درجات عالية في أسئلة "الثالوث المظلم" كانوا أيضًا أكثر قلقًا بشأن أدائهم الأكاديمي وأكثر عرضة لتأجيل المهام، مما أدى إلى اعتماد أكبر على أدوات الذكاء الاصطناعي في دراستهم. وقد لوحظت اتجاهات مماثلة في الماضي تتعلق بتسويف الطلاب واستخدام الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى قياس سمات "الثالوث المظلم" التقليدية، طرح الباحثون أيضًا أسئلة استقصائية حول مدى مادية المجموعة المستهدفة. ووجدوا أن أولئك الذين سجلوا درجات أعلى في المادية، أو الذين كانت المكافآت والثناء الخارجي محفزًا لهم، كانوا أيضًا أكثر عرضة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق هذه الغايات.
توصيات للجامعات والمؤسسات التعليمية
يقترح مؤلفو الورقة البحثية أن تعيد الجامعات والكليات تصميم المناهج الدراسية بحيث تكون الواجبات "أقل عرضة للانتحال" وتقليد الذكاء الاصطناعي.
وأضاف الباحثون، كما اقترح آخرون قبلهم، أنه يجب على المدارس إيجاد طرق أفضل لتعليم الطلاب حول "المخاطر المرتبطة والمآزق الأخلاقية" المحيطة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما سيساعدهم في إدراك أن استخدام هذه التكنولوجيا الناشئة كاختصار أو عكاز يتعارض مع جوهر التعليم.