القاهرة: الأمير كمال فرج.

تثير قضية اعتقال سرتاش تاشديلين، مؤسس تطبيقي Valadin  و Binnaz لقراءة الطالع المدعومة بالذكاء الاصطناعي، جدلاً واسعًا في تركيا حول مفهوم "الشعوذة الرقمية" واستغلال المعتقدات الروحية عبر التقنيات الحديثة. ففي حين يرى البعض أن هذه التطبيقات مجرد تسلية تعتمد على الخوارزميات، تعتبر السلطات التركية أنها تمثل شكلاً منظماً من أشكال الاحتيال والتكهن المحظور قانونياً.

ذكر تقرير نشره موقع Turkishminute أن "محكمة تركية أمرت بالقبض على تاشديلين بتهمة تحقيق أرباح غير مشروعة من خدمات التكهن الرقمي، وتحويل جزء من هذه الأموال إلى الخارج عبر شركته Arteria Technology S.A وتستند هذه الاتهامات إلى تحقيقات مجلس التحقيق في الجرائم المالية MASAK التي تشير إلى أن الشركة أدارت نظامًا يدر الدخل من خدمات مثل قراءة الفنجان والتنجيم وتفسير خرائط النجوم.

ويرى المدعون أن الشركة استخدمت محاسبة رسمية وإقرارات ضريبية لغسل هذه الأموال، مدعين أن هذه الخدمات تنتهك القانون التركي، وتحديداً القانون رقم 677 الذي يحظر مثل هذه الممارسات. كما تستند التهم إلى المادة 158 من قانون العقوبات التركي، التي تصنف الكسب المالي الناتج عن استغلال المعتقدات الروحية أو الدينية كـ"احتيال مؤهل".

دفاع تاشديلين

من جانبه، نفى تاشديلين الاتهامات الموجهة إليه، مؤكداً أنه رائد أعمال في مجال التكنولوجيا ويستخدم الذكاء الاصطناعي لتطوير تطبيقاته. وصرح بأنه "وطني يدعم بلده"، ويساهم في جلب العملة الأجنبية وتوفير فرص العمل. وأوضح أنه لا يؤمن بقراءة الطالع، وأن تطبيقاته تعتمد على الخوارزميات ولا ترتبط بأي شكل من أشكال "المعالجين الروحيين أو السحر أو العرافين".

وشدد تاشديلين على أن تطبيق Valadin  يستخدم في 120 دولة ويحقق إيرادات كبيرة بالعملات الأجنبية، مشيرًا إلى أن القراءات التي يقدمها التطبيق يمكن أن تكون ناتجة عن الذكاء الاصطناعي أو من قبل أشخاص متخصصين في قراءة الفنجان.

الشعوذة بالذكاء الاصطناعي

تثير هذه القضية تساؤلات هامة حول كيفية تعريف "الشعوذة" في العصر الرقمي. فمع تطور الذكاء الاصطناعي وقدرته على محاكاة التفاعلات البشرية، يصبح الخط الفاصل بين الترفيه والاستغلال أكثر ضبابية. هل يمكن اعتبار الخوارزميات التي تقدم "قراءات" بناءً على مدخلات المستخدم شكلاً من أشكال التنبؤ المحظور؟ وهل ينبغي أن تخضع هذه التطبيقات لنفس القوانين التي تنظم أنشطة العرافين التقليديين؟.

في النهاية، سيتوقف الحكم في هذه القضية على تفسير المحكمة للقوانين التركية المتعلقة بالاحتيال والتكهن في سياق التقنيات الحديثة. وهي قضية قد ترسم سوابق مهمة لكيفية تعامل الأنظمة القانونية مع التداخل المتزايد بين الذكاء الاصطناعي والمعتقدات الشخصية.