القاهرة: الأمير كمال فرج.

كشف تصريح لأحد الرؤساء التنفيذيين عن نسب فصل الموظفين الهائلة والتي تصل إلى 90% بسبب الذكاء الاصطناعي،  وهو ما يتنافى مع تصريحات التطمين التي يرسلها البعض والتي تدعي أن العكس.

قال  إلايجا كلارك، الرئيس التنفيذي الذي يقدم المشورة لكبار المديرين الآخرين حول استخدام الذكاء الاصطناعي في شركاتهم، في مقابلة مع مجلة Gizmodo وأضاف إن ""الرؤساء التنفيذيون متحمسون للغاية للفرص التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، صفتي رئيسًا تنفيذيًا، أستطيع أن أقول لكم، أنا متحمس للغاية لذلك. لقد سرحت موظفين بنفسي بسبب الذكاء الاصطناعي."

وأضاف أن "الذكاء الاصطناعي لا يضرب عن العمل. ولا يطلب زيادة في الأجر. هذه هي الأمور التي لا يتعين عليك التعامل معها كرئيس تنفيذي."

توقف عن توظيف البشر

كلارك هو واحد من العديد من التنفيذيين الذين كانوا صريحين بشكل لافت حول نواياهم في التخلي عن عمالهم من البشر واللحم والدم لصالح الذكاء الاصطناعي. حتى أن إحدى الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا تروج "لوكيل مبيعاتها" المدعوم بالذكاء الاصطناعي من خلال وضع لوحات إعلانية تحمل عبارة "توقف عن توظيف البشر" في مدن مثل سان فرانسيسكو، ومؤخرًا في نيويورك.

ليس جميعهم بهذه الوقاحة، لكن معظمهم يبدو متفقًا على أن هذه التكنولوجيا ستقضي على أعداد هائلة من الوظائف. وقد حذر الرؤساء التنفيذيون لشركات الذكاء الاصطناعي، بمن فيهم سام ألتمان من OpenAI وداريو أمودي من Anthropic، مرارًا وتكرارًا من أن تقنياتهم ستُفقد الملايين من الناس وظائفهم، ربما في محاولة لتحقيق نبوءة ذاتية التحقق بينما يبدون مهتمين بمحنة إخوانهم البشر.

فعالية الذكاء الاصطناعي

مع ذلك، لا يزال الأمر غير محسوم بشأن ما إذا كانت التكنولوجيا ستصبح فعالة بما يكفي – في أي وقت قريب على الأقل – لتستبدل كمية كبيرة من العمل البشري بشكل حقيقي. في الوقت الحاضر، تشير الدلائل إلى أنها ليست كذلك: لا تزال روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي عرضة بشكل خطير لتلفيق المعلومات وتجاوز قيودها الخاصة، ولا تزال وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلون بطيئين ومحدودين بشكل محبط في ما يمكنهم فعله.

من ناحية أخرى، لا يحتاج الذكاء الاصطناعي بالضرورة إلى أن يكون جيدًا إلى هذا الحد. إذا كان بإمكانه المساعدة في أتمتة مهام معينة، فيمكن للمديرين فصل بعض العمال وجعل من تبقوا يستخدمون هذه الأدوات لأداء عمل أكثر مما كانوا يفعلون من قبل، غالبًا في شكل مراجعة سطحية لعمل الذكاء الاصطناعي بحثًا عن الأخطاء.

الكفاءة والربحية

قد ينقلب هذا الأمر ضد الشركات المتبنية للذكاء الاصطناعي،  لكن الخلاصة، وفقًا لكلارك، هي الكفاءة والربحية.

مستذكرًا كيف قام بفصل 27 من أصل 30 عاملًا طلابيًا في فريق تمكين المبيعات الذي كان يقوده في ذلك الوقت، أخبر كلارك مجلة Gizmodo أن المجموعة الآن "تنجز في أقل من يوم، بل أقل من ساعة، ما كانوا يستغرقون أسبوعًا لإنتاجه."، وأضاف: "في مجال الكفاءة، كان التخلص من الناس منطقيًا."

انقلب السحر على الساحر

في بعض الأحيان، تنفجر هذه الخطط في وجوه التنفيذيين. سيباستيان سيمياتكوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة Klarna السويدية للدفع لاحقًا، تفاخر بفخر بأن الذكاء الاصطناعي يمكنه "القيام بجميع الوظائف التي نقوم بها كبشر"، بعد الشراكة مع OpenAI لاستبدال فريق خدمة العملاء بمئات من وكلاء الذكاء الاصطناعي. وقد غير لهجته مؤخرًا بعد أن فقد العملاء صبرهم بسرعة مع هذه الروبوتات المبتدئة.

المصيبة أن خلال فترة تبني الذكاء الاصطناعي هذه، تضاعفت خسائر Klarna في الربع الأول مقارنة بالعام السابق. قال سيمياتكوفسكي: "للأسف، يبدو أن التكلفة كانت عامل تقييم سائدًا للغاية عند تنظيم هذا الأمر. ما ينتهي بك الأمر إليه هو جودة أقل"، لكن عكس المسار قد يكون صعبًا: فقد سرحت Klarna بالفعل حوالي 40% من قوتها العاملة بأكملها.

تخفيضات وشيكة

كما يحدث، هذه هي نفس النسبة المئوية التي تبدو عشوائية والتي تخطط العديد من الشركات لتقليل عدد موظفيها بها، وفقًا لـ بيتر ميسكوفيتش، قائد مستقبل العمل العالمي في شركة العقارات JLL. قال لـ Gizmodo : "اليوم، 20% من شركات فورتشن 500 في عام 2025 لديها عدد موظفين أقل مما كان لديها في عام 2015."

وأضاف كلارك أن الكثير من الرؤساء التنفيذيين يعلمون أنهم "سيبدأون في تسريح الناس في الأشهر الستة إلى السنة المقبلة. إنهم يبحثون عن طرق لتوفير المال في كل شركة موجودة."

بغض النظر عن مدى استدامة هذا الأمر، فإن الحقيقة هي أنه يحدث بالفعل. وهذا أمر يدعو للتفكير بجدية.
 قال كلارك "لقد تم توظيفي من قبل الرؤساء التنفيذيين لمعرفة كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لخفض الوظائف، ليس في غضون عشر سنوات. بل الآن."