القاهرة: الأمير كمال فرج.
قد تكون الشيخوخة عملية حتمية، ولكن الجديد أنها قد تكون "معدية" أيضًا! دراسة جديدة ومثيرة للجدل كشفت عن أدلة تشير إلى أن علامات الشيخوخة يمكن أن تنتقل من خلية إلى أخرى، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهمنا لهذه الظاهرة الطبيعية.
ذكر تقرير نشره موقع Futurism أن "علماء من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وجدوا في دراسة جديدة مثيرة للجدل نُشرت في مجلة Metabolism، من خلال أبحاثهم على الخلايا البشرية والفئران، أن حقن بروتين HMGB1، وهو بروتين مرسال للحمض النووي، المأخوذ من كائن أكبر سنًا، يمكن أن يؤدي إلى عمليات شبيهة جدًا بالشيخوخة.
يوجد بروتين HMGB1 عادة داخل نواة الخلية لتنظيم الحمض النووي. ولكن عندما تبدأ الخلية بالشيخوخة أو تتعرض للإجهاد، يتم إطلاقه خارج النواة. هذا الإطلاق يسبب توقف الخلية عن الانقسام وبدء تدهورها في عملية تُعرف باسم الشيخوخة الخلوية senescence.
بمجرد خروجه من بيئته الطبيعية، يتصرف البروتين بشكل مختلف تمامًا، ويتغير شكله حسب كمية الأكسجين التي يتعرض لها. عندما يفتقر إلى الأكسجين، يُعتبر بروتين HMGB1 مختزلًا reduced.
قاد باحثون من كلية الطب بجامعة كوريا في سيول هذه الدراسة، ووجدوا أن البروتين عندما يكون في حالته المختزلة، يبدو أنه يعمل "كمرسال للشيخوخة"، حيث يتسبب في شيخوخة الخلايا التي يرتبط بها ودخولها في حالة الشيخوخة الخلوية.
على النقيض من ذلك، فإن الشكل المؤكسد oxidized من بروتين HMGB1 لا يبدو أن له نفس التأثير. أوضحت الدراسة أن الخلايا الأخرى التي تعرضت للبروتين المؤكسد بقيت بصحة جيدة واستمرت في الانقسام بشكل طبيعي.
اختبر الباحثون هذا التأثير أولًا على خلايا بشرية من الكلى، الرئة، العضلات، والجلد. وجدوا أنه عند تعريض الخلايا السليمة للشكل المختزل من بروتين HMGB1، بدأت تظهر عليها علامات الشيخوخة مثل الشيخوخة الخلوية وإطلاق جزيئات التهابية. أما عند تعريضها للبروتين المؤكسد، فقد استمرت في الانقسام بشكل طبيعي وحافظت على صحتها، وقد لوحظ هذا التأثير في جميع أنواع الخلايا التي تم اختبارها.
وتشير الدراسة إلى ملاحظة تأثيرات مماثلة في التجارب التي أُجريت على الفئران. فعندما تم حقن فئران شابة وسليمة بجرعات صغيرة من بروتين HMGB1 المختزل، بدأت تظهر عليها علامات الشيخوخة المبكرة في غضون أسبوع واحد، بما في ذلك الشيخوخة الخلوية والالتهابات المرتبطة بالتقدم في العمر.
عند فحص عينات دم من أشخاص بالغين تتراوح أعمارهم بين 70 و 80 عامًا، وجد الباحثون مستويات أعلى بكثير من بروتين HMGB1 المختزل مقارنةً بالأشخاص في الأربعينيات من العمر، كما تم العثور على نفس التأثير في فئران المختبر الكبيرة في السن.
وصرحت أوك هي جيون، إحدى الباحثات في جامعة كوريا، في بيان: "تكشف هذه الدراسة أن إشارات الشيخوخة لا تقتصر على الخلايا الفردية، بل يمكن أن تنتقل عبر الدم في جميع أنحاء الجسم".
بعبارة أخرى، لا يترتب على هذا البحث آثار محتملة على علاجات مكافحة الشيخوخة في المستقبل فحسب، بل إنه يقدم أيضًا منظورًا جديدًا لكيفية "تحرك" الشيخوخة في الجسم، من خلية إلى أخرى. على الرغم من أن هذا العمل لا يزال في مراحله المبكرة، فإنه يوفر لمحة رائعة عن الآليات التي تجعلنا جميعًا نستسلم في النهاية لتقدم الزمن.