القاهرة: الأمير كمال فرج.
بدأت شركة OpenAI البث التجريبي لنموذج GPT-5، الذي يُعتبر قفزة نوعية نحو تحقيق الذكاء الاصطناعي العام AGI. يأتي هذا في ظل مخاوف متزايدة من أن AGI قد يهدد البشرية، وهو قلق سبق وأن عبر عنه الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، الذي شبّه تطوير GPT-5 بـ"مشروع مانهاتن" الذي أنتج القنبلة الذرية، محذراً من أن التطور التكنولوجي قد يتجاوز قدرة البشر على التحكم به.
على الرغم من هذه التحذيرات، شهد العرض التقديمي لإطلاق GPT-5 أخطاء كارثية أثارت موجة من السخرية والانتقادات. فبدلاً من إبراز قدرات النموذج الجديد، تحول العرض إلى دليل على أخطاء غريبة ومربكة.
أخطاء فادحة في عرض الإطلاق
خلال البث المباشر المخصص لإطلاق GPT-5، حاولت OpenAI استعراض نموذجها الجديد، لكنها أظهرت أخطاء غبية ومحرجة. ففي العديد من الأمثلة، بدت الرسوم البيانية التي كان من المفترض أن تظهر أداء GPT-5 احترافية، لكنها في الواقع كانت غير دقيقة ومضللة.
تم تسليط الضوء على هذه الهفوات على وسائل التواصل الاجتماعي ومن قبل مجلة The Verge. كان أبرز مثال هو رسم بياني يقارن بين نتائج GPT-5 في اختبارات البرمجة مقارنة بالنماذج القديمة. فبطريقة غريبة، كان العمود البياني لدرجة GPT-5 التي بلغت 52.8% أطول بضعف من العمود الخاص بدرجة 69.1% لنموذج o3. والأكثر إثارة للحيرة، أن عمود الـ 69.1% كان بنفس حجم عمود آخر يمثل درجة 30.8% لـ GPT-4o.
لم تؤكد OpenAI ما إذا كانت قد استخدمت GPT-5 لإنشاء الرسوم البيانية، لكن هذا الخطأ يظل محرجاً للغاية من شركة تبلغ قيمتها السوقية ما يقارب نصف تريليون دولار.
يحمل هذا الخطأ أيضاً دلالة عميقة. تشير بعض الأبحاث إلى أن النماذج الأحدث قد تصبح في الواقع أقل ذكاءً، حيث تُهلوس المعلومات بشكل أكثر تكراراً من الإصدارات السابقة. ووجدت إحدى الدراسات أن كلما طالت فترة "تفكير" هذه النماذج الجديدة، تدهور أداؤها. كما تشير أبحاث أخرى إلى أن "نفايات الذكاء الاصطناعي" التي تلوّث بيانات تدريبه هي السبب في ذلك. بالعودة إلى الرسم البياني لـ GPT-5، نجد أن OpenAI كانت تحاول الترويج لدرجتها الأقل (52.8) على أنها أفضل من سابقتها.
أخطاء المستخدمين والخرائط غير المنطقية
بعد إطلاق GPT-5، سارع المستخدمون إلى كشف مدى الأخطاء التي لا تزال قدراته على توليد الصور والرسوم البيانية تعاني منها. فقد طلب أحدهم من ChatGPT رسم خريطة لمدينتين في ولاية فيرجينيا مع تسمية أحيائهما، فكانت النتيجة أسماء لا معنى لها على الإطلاق.
وفي مثال كان من المفترض أن يكون سهلاً، وجد إد زيترون من نشرة Wheres Your Ed At أن الذكاء الاصطناعي لم يتمكن حتى من رسم خريطة بسيطة للولايات المتحدة.
من المفارقات أن OpenAI كانت قد تفاخرت في شهر مارس بأن تحديثاً لنموذجها السابق GPT-4o يعني أن ChatGPT يمكنه الآن التفوق في توليد النصوص داخل الصور. كانت إحدى الصور التي تم توليدها آنذاك تحمل نصاً يقول: "كما ترون الآن، إنه جيد جداً في النصوص. انظروا إلى كل هذا النص الدقيق!"
يذكر أن بعض خبراء الذكاء الاصطناعي ورجال الأعمال في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك إيلون ماسك، كانوا قد كتبوا عام 2023 رسالة مفتوحة تدعو إلى التوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أي شيء أقوى من GPT-4.