القاهرة: الأمير كمال فرج.
من الواضح أن هناك سباقاً محموماً نحو المستقبل، يشمل تطوير قطارات الرصاص المغناطيسية، ومباريات الملاكمة الآلية، وشبكة حاسوب فائقة في الفضاء. وفي ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، تتجه القوى العالمية أيضاً نحو استخدام قدراتها التكنولوجية لبناء أسلحة متطورة.
مؤخراً، عرضت قناة CCTV الحكومية الصينية مقطع فيديو قصيراً يظهر "الذئاب الروبوتية" المطورة حديثاً، والمجهزة ببنادق قتالية، وهي تشارك في تدريبات قتالية محاكية.
خلال التدريبات، شوهدت الروبوتات "الذئاب القتالية" وهي تعمل جنباً إلى جنب مع جنود جيش التحرير الشعبي، حيث تتنقل في تلال في تشكيل منسق بينما يتبادل الجنود إطلاق النار بطلقات غير مميتة. وفي الوقت الذي ينبطح فيه الجنود لتجنب الطلقات، تواصل الروبوتات تقدمها.
وفقاً لبيان سابق، فإن هذه "الذئاب الروبوتية"، التي طورتها مجموعة China North Industries Group Corporation، تختلف عن الروبوتات على شكل كلاب قتالية. فبينما تتخصص الكلاب الروبوتية السريعة وخفيفة الوزن في الاستطلاع، فإن الذئاب الروبوتية مصممة خصيصاً للقتال.
يتم التحكم في كلا النوعين من الروبوتات عن بعد بواسطة مشغل، ويبدو أن النسخة الأخف تحتوي على نظام LiDAR لرسم خرائط بيئتها. وحسب التقرير الإعلامي، "يمكنها التنقل في مختلف التضاريس وتنفيذ ضربات دقيقة من مسافة تصل إلى 100 متر".
وكان الإعلام الحكومي قد ألمح لأول مرة إلى تطوير هذه الروبوتات في المعرض الدولي للطيران والفضاء في نوفمبر 2024. حينها، أظهرت تغطية إعلامية قطيعاً من هذه الروبوتات رباعية الأرجل وهي تتنقل في بيئة صحراوية وتحمل بنادق هجومية استخدمتها لإطلاق النار على دمية.
والآن، يبدو أن التطوير قد انتهى، حيث يتدرب جنود جيش التحرير الشعبي على استخدام هذه الكائنات المعدنية في حالات القتال.
يؤكد هذا الأمر على السرعة التي تتقدم بها الروبوتات. فقد نشرت الجمهورية مئات الآلاف من الروبوتات الصناعية في السنوات القليلة الماضية، محطمة الأرقام القياسية في انتشار الروبوتات الصناعية في عامي 2021-2022، ومجدداً في عامي 2022-2023.
ولكن هذا البلد ليس وحيداً في سباق الروبوتات. ففرنسا تستثمر أيضاً بكثافة في تقنيات الروبوتات القتالية، وتأمل في امتلاك جيش آلي بحلول عام 2040. ومع ذلك، فإن قدرة فرنسا الإجمالية في مجال الروبوتات لا تذكر مقارنة بقدرة الصين.
من جانبها، تستثمر الولايات المتحدة أيضاً بكثافة في الروبوتات العسكرية. ففي وقت سابق من هذا العام، أعلن مسؤول في البنتاغون أن "الولايات المتحدة ستستثمر في الروبوتات القاتلة المستقلة".
وفي العام الماضي، تصدر الجيش الأمريكي عناوين الأخبار عندما تبين أنه كان يختبر كلاباً روبوتية مجهزة ببنادق في موقع تدريب مصمم ليبدو كمنطقة غير محددة في الشرق الأوسط، وذلك استمراراً لمشروع الكلب الكبير BigDog Project الذي بدأ بالشراكة مع بوسطن ديناميكس في عام 2004.