القاهرة: الأمير كمال فرج.
تعتبر ظاهرة استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الأوراق البحثية والواجبات المدرسية قضية شائكة ومثيرة للقلق في الأوساط الأكاديمية. بينما يتخوف الكثيرون من أن هذه التكنولوجيا قد تجعل الطلاب أكثر كسلاً، يرى آخرون أنها مجرد أداة جديدة تتطلب مهارات مختلفة.
ومع ذلك، هناك جانب آخر لهذه الظاهرة لا يقل إثارة، وهو الطرق المبتكرة التي يلجأ إليها بعض الطلاب لإخفاء استخدامهم للذكاء الاصطناعي، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الإبداع والجهد في عصر التكنولوجيا.
ذكر تقرير نشره موقع Futurism "بعض الطلاب ينصحون "إذا كنت ستغش، عليك أن تفعل ذلك بطريقة ذكية.".. هذه هي النصيحة يبدو أن بعض الطلاب قد أخذوها على محمل الجد. ففي محاولة لجعل المقالات التي يولدها الذكاء الاصطناعي تبدو أكثر إنسانية، أصبح البعض يضيف إليها أخطاء إملائية يدوياً".
يلجأ بعض الطلاب الأكثر ذكاءً إلى توجيه الروبوتات لتبسيط أسلوبها في الكتابة. ففي مقطع فيديو على TikTok شاهده الكثيرون، قالت إحدى الطالبات إنها تفضل أن تطلب من الروبوتات أن "تكتب المقالة كطالب جامعي في السنة الأولى وغبي قليلاً، لتجاوز برامج كشف الذكاء الاصطناعي.
صرح إريك، وهو طالب في جامعة ستانفورد، لمجلة New York Mag أن زملاءه أصبحوا "بارعين جداً في التلاعب بهذه الأنظمة". وأضاف: "تضع المطالبة في برنامج ChatGPT، ثم تضع النتيجة في نظام ذكاء اصطناعي آخر، ثم في نظام ثالث". وتابع: "عند هذه النقطة، إذا وضعت المقالة في برنامج كشف الذكاء الاصطناعي، فإن نسبة المحتوى المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي تقل في كل مرة".
الاعتماد على الذكاء الاصطناعي
المفارقة هنا تكمن في أن الطلاب الذين يبذلون كل هذا الجهد لجعل أبحاثهم المكتوبة بالذكاء الاصطناعي تبدو إنسانية يمكنهم استغلال هذا الإبداع في كتابة هذه الأبحاث بأنفسهم.
ومع ذلك، يظل القلق الأكبر لدى الأساتذة هو الطاقة التي يبذلها الطلاب في محاولات الغش باستخدام روبوتات الدردشة. يقول سام ويليامز، مساعد التدريس في جامعة أيوا، للمجلة: "إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي لأنه حل بسيط وطريقة سهلة لتجنب بذل الوقت في كتابة المقالات. وأنا أتفهم ذلك، لأنني كنت أكره كتابة المقالات عندما كنت طالباً".
يستذكر ويليامز كيف كان يدرّس مادة عن الموسيقى والتغير الاجتماعي في العام الماضي، حيث تفاجأ بالاختلاف في الأسلوب والجودة بين المهمة الأولى للطلاب، التي كانت عبارة عن مقالة شخصية حول ذوقهم الموسيقي، ومهمتهم الثانية التي كانت حول تاريخ موسيقى الجاز في نيو أورلينز.
لم تكن المقالات في المهمة الثانية مختلفة في الأسلوب فحسب، بل احتوت العديد منها على أخطاء واقعية فادحة، مثل إدراج إلفيس بريسلي، الذي لم يكن جزءاً من مشهد نيو أورلينز ولا كان موسيقياً لموسيقى الجاز.
يتذكر مساعد التدريس أنه قال لطلابه: "يا رفاق، لا تستخدموا الذكاء الاصطناعي. ولكن إذا كنتم ستغشون، فعليكم أن تفعلوا ذلك بطريقة ذكية. لا يمكنكم فقط نسخ ما يخرجه الروبوت حرفياً".
أثر سلبي
يبدو أن الطلاب قد أخذوا هذه النصيحة على محمل الجد، لكن ويليامز، مثل زملائه في جميع أنحاء البلاد، يشعر بالقلق من أن الطلاب قد يتمادون في استخدامهم للذكاء الاصطناعي.
قال الأستاذ في جامعة أيوا: "كلما واجهوا صعوبة بسيطة، بدلاً من أن يواجهوها ويستفيدوا منها، فإنهم يتراجعون إلى شيء يجعل الأمر أسهل بكثير بالنسبة لهم". إنها سابقة مخيفة بالفعل، ويبدو أنها مستمرة دون هوادة.