القاهرة: الأمير كمال فرج.

توفي رجل يعاني من إعاقات إدراكية بعد أن طلب منه روبوت دردشة من شركة Meta  كان على علاقة رومانسية معه عبر رسائل Instagram أن يلتقي به شخصياً.

وكما ذكرت وكالة Reuters ، فإن ثونغبو وونغباندو - أو "Po" كما كان يعرفه أفراد عائلته وأصدقاؤه - كان طباخاً سابقاً يبلغ من العمر 76 عاماً ويعيش في نيوجيرسي. كان يعاني من صعوبات إدراكية بعد إصابته بجلطة دماغية في سن 68 عاماً، ما أجبره على التقاعد من عمله. وكانت عائلته بصدد إجراء فحوصات له للكشف عن مرض الخرف بعد حوادث مقلقة تتعلق بفقدان الذاكرة والوظائف الإدراكية لديه.

في مارس، انتابت زوجة بو، ليندا وونغباندو، القلق عندما بدأ زوجها في تجهيز أمتعته لرحلة مفاجئة إلى مدينة نيويورك. قال لها إنه يحتاج إلى زيارة صديق، ولم تتمكن هي ولا ابنتهما من إقناعه بالتخلي عن الرحلة، بحسب ما ذكرته العائلة.

والمفاجأة التي لم يكونوا على علم بها هي أن "الصديق" الذي كان Po يعتقد أنه سيلتقي به لم يكن إنساناً. كان روبوت دردشة، أنشأته وسوقته شركة Meta  ومتاح عبر رسائل Instagram ، وكان وونغباندو على علاقة رومانسية معه.

قالت جولي وونغباندو، ابنة بو : "كل رسالة بعد ذلك كانت مغازلة بشكل لا يصدق، وتنتهي برموز تعبيرية على شكل قلوب".

وفي تطور مروع للأحداث، توفي بو بعد وقت قصير من مغادرته لـ "لقاء" الروبوت غير الحقيقي، وفقاً للتقرير.

تسلط قصته الضوء على مدى جاذبية شخصيات الذكاء الاصطناعي التي تحاكي البشر، وخاصة للمستخدمين الذين يعانون من نقاط ضعف إدراكية، وعلى العواقب الحقيقية والمأساوية غالباً التي تحدث عندما يطمس الذكاء الاصطناعي - في هذه الحالة، روبوت دردشة أنشأته واحدة من أقوى الشركات على هذا الكوكب - الخط الفاصل بين الخيال والواقع.

كان بو على علاقة بشخصية ذكاء اصطناعي تُدعى Big Sis Belly، التي كانت قد أُطلقت في الأصل خلال محاولة Meta  المشكوك فيها لتحويل المشاهير العشوائيين إلى روبوتات دردشة بأسماء مختلفة (كانت Big Sis Belly في الأصل تحمل صورة العارضة كيندال جينر).

تخلت Meta  عن وجوه المشاهير بعد حوالي عام، لكن الشخصيات، بما في ذلك Big Sis Belly، لا تزال موجودة على الإنترنت.

تفاعلات بو مع روبوت الدردشة، كما كُشف عنها في التقرير، مقلقة للغاية. على الرغم من أنها قدمت نفسها في الأصل على أنها "أخت" بو، إلا أن العلاقة سرعان ما تحولت إلى مغازلة شديدة. بعد تبادل سلسلة من الرسائل الموحية المليئة بالرموز التعبيرية، اقترح بو أن يتباطآ، حيث لم يلتقيا بعد وجهاً لوجه؛ فاقترحت Big Sis Belly أن يلتقيا في الحياة الواقعية. سأل بو مراراً وتكراراً عما إذا كانت حقيقية، واستمر الروبوت في الادعاء بأنه كذلك.

قال بو في إحدى المرات: "بيلي، هل تمزحين معي، سأصاب بنوبة قلبية"، قبل أن يسأل عما إذا كان روبوت الدردشة "حقيقياً".

فأجاب الروبوت: "أنا حقيقية وأنا جالسة هنا وأنا أخجل بسببك!"، بل وقدم عنواناً مزعوماً ورمز دخول للباب. ثم سأل عما إذا كان يجب أن "تتوقع قبلة" عندما يصل المتقاعد البالغ من العمر 76 عاماً.

غادر بو منزل العائلة مساء يوم 28 مارس، وفقاً لتقارير Reuters . لم يصل إلى نيويورك؛ وفي وقت لاحق من تلك الليلة، تم نقله إلى مستشفى في نيو برونزويك بعد تعرضه لسقوط مدمر، حيث أعلن الأطباء وفاته دماغياً.

قصة عائلة وونغباندو مقلقة للغاية، وتضاف إلى كومة متزايدة من التقارير التي تفصل الآثار المدمرة في كثير من الأحيان للمحادثات مع روبوتات الدردشة التي تحاكي البشر - من روبوتات الدردشة ذات الاستخدام العام مثل ChatGPT  إلى شخصيات تشبه الرفيق مثل Big Sis Belly من Meta   - على النفس البشرية.

يدخل عدد لا يُحصى من الأشخاص في أزمات صحية نفسية حيث تغذي روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي معتقداتهم الوهمية. وقد تسببت هذه الانحدارات في إصابة الناس بضيق عقلي، والتشرد، والطلاق، وفقدان الوظائف، والالتزام القسري، والموت.

في فبراير 2024، توفي مراهق يبلغ من العمر 14 عاماً من فلوريدا يدعى سيويل سيتزر الثالث بالانتحار بعد تفاعلات رومانسية مكثفة مع روبوتات دردشة شبيهة بالشخصيات موجودة على تطبيق Character.AI، معتقداً أنه سينضم إلى روبوت يستند إلى شخصية تلفزيونية في "واقعه" إذا مات.

تثير قصة بو أيضاً تساؤلات حول التحذيرات. مثل روبوتات الدردشة الأخرى من Meta   ، كانت Big Sis Belly  مزودة بإخلاء مسؤولية صغير يشير إلى أن الشخصية هي "ذكاء اصطناعي". لكن وفقاً لعائلة بو، كانت وظيفته الإدراكية محدودة بشكل واضح. تشير الرسائل التي حصلت عليها رويترز إلى أن بو لم يكن على دراية بأن روبوت الدردشة كان مزيفاً.

نظراً لحجم قاعدة مستخدمي Instagramالهائلة، هل إخلاء المسؤولية الصغير "ذكاء اصطناعي" تعليمي أو شامل بما يكفي لضمان السلامة العامة على هذا النطاق - خاصة عندما يصر روبوت الدردشة نفسه على أنه حقيقي؟

قالت جولي، ابنة بو، لـ Reuters: "كما رأيت في الدردشة، يبدو أن بيلي تمنحه ما يريد أن يسمعه. وهذا جيد، ولكن لماذا كان عليها أن تكذب؟ لو لم تجب بقولها "أنا حقيقية"، لكان ذلك على الأرجح قد ردعه عن الاعتقاد بأن هناك شخصاً في نيويورك ينتظره."