القاهرة: الأمير كمال فرج.

تعتبر مهنتا الطب والقانون من أعرق وأهم المهن في التاريخ، لكن أحد رواد الذكاء الاصطناعي في Google يطلق تحذيرًا صادمًا للأجيال القادمة من الأطباء والمحامين: قد لا يكون لمستقبلهم المهني وجود بسبب التطور الهائل للذكاء الاصطناعي.

ذكر جاد طريفي، 42 عامًا، مؤسس أول فريق للذكاء الاصطناعي التوليدي في Google الذي غادره في عام 2021 لتأسيس شركته الناشئة الخاصة Integral AI، في مقابلة مع Business Insider،  أن قدرات الذكاء الاصطناعي التي تتحسن باستمرار قد تجعل الحصول على شهادات متقدمة في القانون أو الطب مضيعة للوقت.

مع سعي الكثير من الناس للحصول على تعليم إضافي مع خروجهم من سوق العمل بسبب الذكاء الاصطناعي، قدم طريفي منظورًا مختلفًا: أنه لا ينبغي لأحد أن يسعى للحصول على درجة الدكتوراه ما لم يكن مهووسًا بالمجال.

كما نصح خبير الذكاء الاصطناعي أيضًا بالحذر لأي شخص يتطلع إلى دخول مجالي الطب والقانون، اللذين يستغرقان سنوات - وغالبًا مئات الآلاف من الدولارات - لإكمال الشهادة.

وقال طريفي للموقع: في النظام الطبي الحالي، ما تتعلمه في كلية الطب قديم جدًا ويعتمد على الحفظ. لذا فالسعي للحصول على شهادات متقدمة في الطب أو القانون، برأيه، يعادل إضاعة عدة سنوات من حياة المرء.

وأضاف: أنا حاصل على درجة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي، لكن التطور في مجال الذكاء الاصطناعي سريع جدًا، لدرجة أن التركيز على التفاصيل الدقيقة للأجهزة، مثل كيفية عمل أحدث المعالجات الدقيقة، قد لا يكون ضروريًا أو حتى ممكنًا للمتخصصين في الذكاء الاصطناعي.

بينما قد يقترح البعض أن السعي للحصول على شهادات عليا في الذكاء الاصطناعي قد يساعد في تأمين مستقبلهم مع سيطرة التكنولوجيا، أشار موظف Google السابق إلى أن الناس قد يرغبون في التمهل في ذلك أيضًا.

وتابع طريفي: حتى أشياء مثل تطبيق الذكاء الاصطناعي على الروبوتات سيتم حلها بحلول الوقت الذي تكمل فيه درجة الدكتوراه. لذلك إما أن تدخل في شيء متخصص مثل الذكاء الاصطناعي للأحياء، والذي لا يزال في مراحله المبكرة جدًا، أو ببساطة لا تدخل في أي شيء على الإطلاق.

تمامًا مثل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، الذي يرى أن الذكاء الاصطناعي قد بلغ مستوى ذكاء الخبراء الحاصلين على درجة الدكتوراه، فإن طريفي يؤمن بقوة بقدرات التكنولوجيا الحالية والمستقبلية. ولذلك، يرى طريفي أن هذا التطور السريع هو دافع إضافي للتركيز على الجوانب الإنسانية، مثل التأمل والتواصل الاجتماعي، بدلاً من التنافس مع الآلة.

وقال طريفي للموقع: أفضل شيء للعمل عليه هو شيء داخلي. التأمل. التواصل مع أصدقائك. التعرف على نفسك عاطفيًا.

من الضروري أن يضيف الكاتب عبارة "مراجعة الواقع" إلى توصيات طريفي، لأن التكنولوجيا الحالية للذكاء الاصطناعي لا تزال بعيدة عن إتقان مهام المحاماة والطب.

ولكن مرة أخرى، أي شخص يبدأ في الحصول على شهادة طبية اليوم يواجه ما يقرب من عقد من التعليم قبل أن يصبح طبيبًا كاملاً، لذلك من المحتمل أن يكون طريفي على حق، إذا استمر الذكاء الاصطناعي في التحسن بالمعدل الحالي.

من ناحية أخرى، بالطبع، حتى ذلك الحين، سيتعين علينا جميعًا أن نعيش في عالم يلوح في أفقه نقص في الأطباء، لذلك إذا كان طريفي مخطئًا، وتوقف الذكاء الاصطناعي، فإن المرضى في جميع أنحاء العالم سيكونون في ورطة عميقة.