القاهرة: الأمير كمال فرج.

على الرغم من أنها على وشك أن تصبح أغنى شركة ناشئة في التاريخ، يبدو مهندسو OpenAI في حالة من التناقض تجاه عملهم. ففي الوقت الذي يخشى فيه الرئيس التنفيذي للشركة باستمرار من التكنولوجيا التي يطلقها للعالم، انخرط أحد مستثمريها القدامى في ما وصفه زملاؤه بعلامات الذهان، وحتى رئيس مجلس إدارتها يشعر بالذعر من فقدان هويته لصالح الآلة.

في مقابلة له مع برنامج "Acquired" الصوتي، عبَّر رئيس مجلس إدارة OpenAI، بريت تايلور، عن قلقه من أن روبوتات الدردشة مثل ChatGPT تعيد تعريف علاقته بالتكنولوجيا، وتدمر — أو على الأقل تجعلها غير قابلة للتعرف عليها — عالم البرمجة الذي بنى فيه حياته المهنية.

صرح تايلور في المقابلة: "الشيء الذي أربط به هويتي هو، أن هذه التكنولوجيا تُبطل وجودي. لهذا السبب أعتقد أن هذه الأدوات يتم تبنيها بسرعة كبيرة؛ لأنها حقًا مثل درع "آيرون مان" لكل فرد منا."

ورغم أن تايلور أبدى بعض التفاؤل الحذر بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على "الإنتاجية"، إلا أن موقفه تجاه المستقبل القريب كان مضطربًا بوضوح.

أوضح رئيس مجلس الإدارة: "ستمر بفترة انتقالية تقول فيها، "كيف أصبحت أربط قيمة نفسي، إما كشخص أو كموظف، تم تعطيلها." وهذا أمر غير مريح للغاية. وهذا الانتقال ليس سهلًا دائمًا."

بينما من الجيد أن نعرف أن المليونيرات مثل تايلور لديهم مشاعر أيضًا، ربما يجب أن نتعامل مع تخويفه بحذر.

بدايةً، GPT-5، أحدث إصدار من روبوت الدردشة الشهير لـ OpenAI، لا يحدث ثورة كبيرة في البشرية. فإطلاقه الذي طال انتظاره لم يحظ بترحيب حماسي من المستخدمين في وقت سابق من هذا الشهر، وكان مهندسو البرمجيات والمبرمجون بشكل خاص مستائين من قدرات البرمجة في النسخة "المحدثة" مقارنة بالإصدارات السابقة.

التخويف هو أيضًا تكتيك مبيعات مجرب ومعتمد لـ OpenAI بشكل أوسع. الرئيس التنفيذي سام ألتمان هو رائد هذه الاستراتيجية، حيث يصرح بتعليقات حول الذكاء الخارق النظري لجذب المستثمرين وفي نفس الوقت تخويف المشرّعين للالتزام.

ففي مارس 2023، على سبيل المثال، ظهر ألتمان في برنامج Lex Fridman Podcast، وهو برنامج مقابلات شهير عن التكنولوجيا والعلوم. هناك، تعمد الرئيس التنفيذي إبداء الغموض حول المنتج البرمجي الذي قضى سنوات في بنائه.

قال ألتمان: "أعتقد أنه من الغريب أن يعتقد الناس أنني أبالغ عندما أقول إنني خائف قليلًا. وأعتقد أنه سيكون من الجنون ألا أكون خائفًا قليلًا، وأتعاطف مع الأشخاص الذين يخافون كثيرًا."

كان ذلك قبل أسابيع فقط من حصول OpenAI على تمويل إضافي بقيمة 300 مليون دولار من مصادر مختلفة، وسط حملة مستمرة لضمان حصول الشركة على مقعد في أي اجتماع يناقش تنظيم الذكاء الاصطناعي. وفي مايو 2023، ظهر ألتمان أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي للحديث عن مخاطر الذكاء الاصطناعي الخارق والدعوة إلى تنظيمه بسرعة، وهي خطوة حذر خبراء سياسات التكنولوجيا من أنها تمهد الطريق لـ OpenAI لاستغلال التنظيم الحكومي لتحقيق مكاسبها الخاصة.

قالت الباحثة في سياسات التكنولوجيا، سارة مايرز ويست، لمجلة Safe AI at the time?: "إنه من السخرية أن نرى موقفًا بشأن المخاوف من الأضرار من قِبل أشخاص يطلقون بسرعة، للاستخدام التجاري، النظام المسؤول عن تلك الأضرار بالذات."

هذه التعليقات يمكن أن تنطبق تمامًا على تايلور، الذي أسس مؤخرًا شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي بقيمة 4.5 مليار دولار تسمى Sierra. يعتمد بقاء شركته الناشئة على المدى الطويل على قدرتها على إغراء شركات مثل Casper Sleep أو ADT لتعهيد أقسام بأكملها للشركة — مثل خدمة العملاء — مما يحوّل الأعمال التجارية القائمة أساسًا إلى عملاء معتمدين تتغذى عليهم.

بمعنى آخر، من خلال إرضاء نفسه للعالم، لا يقوم تايلور فقط باستمالة المستثمرين المستقبليين، بل يفتح الباب لجبهة أخرى من استغلال الذكاء الاصطناعي.