القاهرة: الأمير كمال فرج.

في عالم تسيطر عليه التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، يتزايد الاعتماد على الروبوتات في بيئات العمل. ولكن ما الذي يجعل قادة التكنولوجيا يضعون ثقتهم في هذه الآلات؟ تكشف دراسة حديثة عن أن السلامة، والموثوقية، والأداء ليست مجرد ميزات تقنية، بل هي الدوافع الأساسية التي تبني جسور الثقة بين الإنسان والروبوت في مكان العمل.

كشفت QNX، وهي إحدى أقسام شركة BlackBerry المحدودة، عن نتائج بحث جديد حول التوجهات الإيجابية المتزايدة لدى صناع القرار في قطاع التكنولوجيا حول العالم تجاه تبني الروبوتات والثقة بها في مكان العمل.

الاستخدام المتزايد للروبوتات

شمل الاستطلاع 1000 مسؤول تنفيذي من قطاعات الرعاية الصحية، والتصنيع، والسيارات، والآلات الثقيلة، وأظهر أن الأغلبية (71%) إما يستخدمون الروبوتات حاليًا في مؤسساتهم أو يخططون لذلك في المستقبل.

ومن اللافت للنظر أن ما يقرب من أربعة من كل خمسة (77%) يثقون في قدرة الروبوتات على أداء المهام الأساسية في قطاعهم. وتعدّ عوامل التقدم في السلامة والحد من المخاطر (42%) والموثوقية والأداء المثبت (40%) أهم عاملين يؤثران على هذه الثقة.

على مستوى جميع المناطق والقطاعات، تتبنى المؤسسات استخدام الروبوتات في مكان العمل، حيث تشمل الاستخدامات الأكثر شيوعًا:

    الأتمتة (50%)

    الإنتاج (46%)

    الدعم (36%)

    المهام عالية المخاطر (28%)

تحديات مستويات الارتياح

رغم أن 70% من المسؤولين التنفيذيين يعبرون عن ارتياحهم للعمل جنبًا إلى جنب مع الروبوتات في قطاعهم، إلا أن الدراسة كشفت أن مستويات الارتياح تقلّ عند مقارنة أنواع المهام.

بينما يشعر الأغلبية بالراحة مع الروبوتات التي تتولى المهام الروتينية مثل العمل على خطوط التجميع (77%)، ومناولة المواد (73%)، والخدمات اللوجستية والتوصيل (70%)، فإن الثقة تقل عندما يتعلق الأمر بالمهام التي تتطلب تفاعلاً بشريًا أكبر، مثل:

    الإجراءات الطبية (51%)

    خدمة العملاء (55%)

    الصيانة والإصلاحات (63%)

هذا يشير إلى أن أتمتة هذه المجالات ستكون أبطأ مقارنة بغيرها.

نمو سوق الروبوتات عالميًا

يشهد سوق الروبوتات العالمي نموًا وتحولًا كبيرًا. وفقًا لشركة "ABI Research"، المتخصصة في الاستخبارات التكنولوجية، من المتوقع أن تزداد قيمة هذا السوق من 51 مليار دولار أمريكي في عام 2024 إلى 163.9 مليار دولار بحلول عام 2030. ومع التقدم في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي الذي يعزز من قدرات الروبوتات وتبنيها، يشير الاتجاه العام إلى زيادة دمجها عبر مختلف القطاعات.

حماية العمال وأماكن العمل

رغم الحماس لنشر الروبوتات، تكشف الدراسة عن جوانب حذر واضحة:

    32 % من المشاركين يعتقدون أن أماكن عملهم غير مستعدة بعد للتعامل مع إدخال الروبوتات.

    أكثر من نصفهم (58%) يعبرون عن قلقهم بشأن المخاطر الأمنية المرتبطة بإدخال الروبوتات.

    ما يقرب من الثلث (29%) ذكروا أن شخصًا في مؤسستهم قد تعرض لمخاطر أو مواقف خطيرة مرتبطة بالروبوتات.

بهذا الصدد، قال جيم هيرش، نائب رئيس الأسواق المضمنة العامة في QNX: "من الأدوات الجراحية إلى الرافعات الشوكية ذاتية القيادة، تتبنى الصناعات في جميع أنحاء العالم الروبوتات في مكان العمل وتزداد ارتياحًا للدور الذي تلعبه هذه التقنيات. ومع ذلك، وكما توضح هذه البيانات، فإن هذه الثقة هشة ويمكن أن تُكسر بسهولة إذا تم بناء ونشر الروبوتات دون البرامج الأساسية اللازمة لجعلها فعالة وآمنة وموثوقة. فقط عندما نعطي الأولوية لسلامة العمال البشر وبيئتهم، ستحقق الروبوتات في مكان العمل إمكاناتها الكاملة".

نتائج رئيسية أخرى:

    90 % من المشاركين اعتبروا التقدم التكنولوجي، و86% اعتبروا تحسين السلامة، هما أكبر عاملين يؤثران على قرار نشر الروبوتات.

    92 % من المشاركين يشعرون بضرورة إشراك الموظفين في النقاش حول دمج الروبوتات.

    ما يقرب من ثلثي المشاركين (64%) يعتقدون أن سياسات ولوائح الذكاء الاصطناعي والروبوتات الحكومية الحالية كافية لمعالجة الآثار الأخلاقية في قطاعهم.