القاهرة: الأمير كمال فرج.

مع الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، أصبحت قاعات الدراسة ساحة لتصادم الآراء. فبينما يرى بعض المعلمين في هذه التقنية فرصة ثمينة للابتكار، ينظر إليها آخرون بعين الريبة والخوف، خاصة عندما يتعلق الأمر بمسألة الغش في الامتحانات.

مع اقتراب الذكاء الاصطناعي "ChatGPT" من عامه الثالث، شهدنا العديد من الشكاوى والدفاعات من الطلاب والمعلمين على حد سواء. لكن هذه الواقعة الأخيرة قد تكون الأكثر تطرفًا من بين ردود الفعل التي رأيناها.

كما أفاد موقع "Stuff" النيوزيلندي، أصيب 115 طالبًا من طلاب الدراسات العليا في جامعة لينكون بالذهول عندما علموا أنه سيتعين عليهم جميعًا إعادة امتحان في البرمجة بشكل حضوري، بعد أن خلص أستاذهم إلى أن بعضهم استخدم الذكاء الاصطناعي للغش.

في رسالة بريد إلكتروني مسرّبة للموقع، قيل للطلاب أن هناك "عددًا كبيرًا من الحالات المشتبه بها" لاستخدام "غير أخلاقي" للذكاء الاصطناعي في الاختبار.

وأضاف الأستاذ في رسالته: "بينما أُقر بأن عددًا قليلًا من الطلاب قد يمتلك خبرة واسعة سابقة في البرمجة، فإن احتمالية أن يكون هذا هو الحال عبر العديد من الإجابات المقدمة منخفضة".

وأضاف الأستاذ، الذي اختار الموقع عدم الكشف عن اسمه، أن الطريقة الوحيدة "لضمان العدالة بين جميع الطلاب" هي إعادة تقييمهم جميعًا بشكل حضوري وأن يدافعوا عن أكوادهم شفهيًا أثناء ذلك. وذكر المحاضر أن رئيس القسم وافق على هذا الإجراء، استنادًا إلى سياسات الجامعة التي تحظر الاستخدام "غير الأخلاقي" للذكاء الاصطناعي.

كتب الأستاذ في رسالته الإلكترونية: "القاعدة بسيطة: إذا كتبتَ الكود بنفسك، يمكنك شرحه. إذا لم تتمكن من شرحه، فأنت لم تكتبه".

مع هذا النهج الصارم، ليس من المستغرب أن يعتبر بعض طلاب الدراسات العليا رد فعل الأستاذ مبالغًا فيه.

قال أحد الطلاب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لموقع "Stuff": "ما يجعل هذا الأمر صعبًا بشكل خاص هو الجو الذي خلقه. العديد من الطلاب يشعرون أنهم موضع شبهة على الرغم من أنهم لم يرتكبوا أي خطأ".

وأضاف: "إجبارنا على الدفاع عن أعمالنا من خلال برمجة حية واستجواب، مع التهديد بإجراءات تأديبية إذا أخطأنا، أمر مرهق وغير مألوف على الإطلاق".

قال نفس الطالب إن صياغة البريد الإلكتروني جعلت الأمر يبدو وكأنهم سيتعرضون للعقوبة إذا لم يمتثلوا أو فشلوا في اجتياز اختبار الأستاذ. وبالفعل، أضاف الأستاذ في الرسالة أن أي طالب يثبت استخدامه للذكاء الاصطناعي، أو حتى أولئك الذين يفشلون في إعادة حجز اختبارهم، سيتم إبلاغ رئيس جامعة لينكون عنهم.

اشتكى الطالب قائلًا: "جو زلة واحدة وأنت مذنب هو ما يخلق كل هذا القلق".

بينما رأينا معلمين يرسبون طلابًا تحت شبهة كاذبة باستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل، كان ذلك بشكل فردي عمومًا، باستثناء أستاذ في جامعة تكساس إيه آند إم الذي رسب نصف فصله في عام 2023، ومن المفارقات أن ذلك كان لأن "ChatGPT" صنّف أوراقهم خطأً على أنها مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

نظرًا لأن اسم المحاضر في جامعة لينكون لم يتم الكشف عنه، لا يمكننا التواصل معه لسؤاله عن رد فعله الصارم، ولكننا نراهن على أن ذلك قد يشمل على الأقل بعض الكلمات القوية.