القاهرة: الأمير كمال فرج.
لطالما حذر المدافعون عن الخصوصية من "النظارات الذكية" التي تسجل كل ما يراه مرتديها عند تفعيلها، مؤكدين أنها تشكل مخاطر جسيمة على الخصوصية. فبعد الضجة الكبيرة التي أثيرت عند إطلاق Google لنظاراتها Project Glass قبل أكثر من عقد، يأتي جيل جديد من نظارات "راي بان" من شركة Meta ليكشف عن مدى خطورة هذه الأجهزة القابلة للارتداء التي تشبه أدوات المراقبة.
في مقطع فيديو انتشر مؤخراً على TikTok، قالت المؤثرة أنيسا نافارو إنها كانت في منتصف جلسة لإزالة الشعر البرازيلي في فرع سلسلة European Wax Center بمدينة مانهاتن، عندما لاحظت أن الأخصائية كانت ترتدي نظارات "مارك زوكربيرغ" للتجسس.
تفاجأت نافارو وسألت الأخصائية عما إذا كانت ترتدي نظارات Meta ، فأقرت الموظفة بذلك، لكنها أكدت لها أنها غير مشحونة أو مفعلة، وادعت أنها نظارات طبية أيضاً.
روت نافارو: "بعد ذلك، شعرت بالخوف ولم أستطع التوقف عن التفكير، "هل يمكن لهذه الفتاة أن تسجلني الآن؟" حرفياً لم أستطع إيقاف هذا التفكير طوال الجلسة".
التحرك القانوني
انزعجت نافارو بشكل واضح وطلبت من متابعيها النصيحة حول ما يجب فعله، فنصحها الكثيرون بالتواصل مع محامين والمقر الرئيسي للسلسلة. وفي مقطع فيديو لاحق، قالت الشابة إنها أرسلت بريداً إلكترونياً للشركة وتلقت رداً "عاماً" فقط، وعندما أرسلت لها الشركة استطلاع رأي لتقييم رضا العملاء، عبرت مجدداً عن انزعاجها من الموقف.
عندما بدأ الحادث يجذب انتباه وسائل الإعلام، كان لدى السلسلة ما تقوله. وفي بيان لصحيفة Washington Post، قدم متحدث باسم الشركة رداً أكثر تفصيلاً، زاعماً دون تقديم دليل أن النظارات كانت مغلقة أثناء قيام الموظفة بالخدمة.
ومع ذلك، أكدت نافارو في فيديو ثانٍ أنها تحدثت بالفعل مع مكتبين للمحاماة، وكلاهما أخبرها أن لديها قضية قوية. ورغم ذلك، بدت مترددة لأنها "لا تريد أن تتسبب في فصل أحد إذا لم ترتكب خطأ"، وأعربت عن اهتمامها بنشر الوعي وحظر هذا النوع من أجهزة التسجيل في الأماكن الخاصة والحميمة.
حوادث متكررة
للأسف، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا النوع من نظارات Meta التي يبلغ ثمنها 350 دولاراً للتسجيل بشكل غير لائق. فبعد أن حذرت راقصة في مقطع فيديو على Reddit العام الماضي من تزايد "الرجال المتلصصين الذين يرتدون نظارات Ray-Ban Meta في النادي"، سجلت حارسة أمن في نادٍ للرجال في أتلانتا الشهر الماضي حواراً متوتراً مع رجل حاول ارتداءها داخل النادي.
يقول الرجل من خلف الكاميرا: "أنا أرتديها في كل مكان!".
ترد عليه الحارسة بحزم: "ليس هنا!". وعندما سألها الرجل عن السبب، أجابت بوضوح: "لأنها تحتوي على كاميرات".
في نهاية المطاف، امتثل الزبون المجهول وترك نظاراته المسجلة عند المدخل. ولكن تردده في فعل ذلك، وشعوره بأنه يحق له ارتداؤها في النادي من الأساس، يقول الكثير عن المستقبل الذي قد نكون مقبلين عليه بمجرد أن تصبح أجهزة المراقبة هذه أرخص وأكثر شيوعاً.