القاهرة: الأمير كمال فرج.
في عالم التكنولوجيا المتسارع، غالبًا ما تكون المعارك على المواهب النادرة شرسة ومكلفة. تقريرنا هذا يسلط الضوء على ما يحدث في كواليس Meta، حيث حاول مؤسسها، مارك زوكربيرج، استقطاب نخبة باحثي الذكاء الاصطناعي بعروض مالية هائلة. لكن ما هي الأسباب التي تدفع هذه المواهب، بعد فترة وجيزة، إلى ترك وظائفها والعودة إلى المنافسين، تاركة وراءها أسئلة حول طبيعة بيئة العمل في الشركة ومستقبل طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي؟
ذكر تقرير نشره موقع Futurism "حتى في عالم الذكاء الاصطناعي الغارق في الأموال، برزت جهود مارك زوكربيرج، مؤسس شركة Meta، هذا العام، حيث أغرى باحثي التعلم الآلي البارزين بمدفوعات يُقال إنها تصل إلى 1 مليار دولار للانشقاق عن أصحاب عملهم والعمل لصالحه بدلاً من ذلك.
لم تكن محاولاته ناجحة دائمًا؛ ففي حالة محرجة، عُرض على أحد الأفراد مبلغًا من 10 أرقام للعمل في مبادرة الذكاء الخارق Superintelligence في Meta، لكنه رفض العرض ليبقى في Thinking Machines Lab، وهي شركة ناشئة أسستها ميرا موراتي، المديرة التنفيذية السابقة في OpenAI.
والآن، وسط تقارير تفيد بأن الإدارة الدقيقة التي يمارسها زوكربيرج تسبب فوضى داخلية في جهود الشركة بالذكاء الاصطناعي، يبدو أن شركة Facebook الأم تخسر بالفعل بعض المواهب التي دفع زوكربيرج مبالغ طائلة لضمها.
كما ذكرت مجلة Wired، غادر ما لا يقل عن ثلاثة موظفين نهائيًا. فقد رحل كل من آفي فيرما وإيثان نايت، اللذان استقطبا من OpenAI، وهما الآن عائدان إليها بعدما تذوقا أسلوب إدارة زوكربيرج. كما غادر أيضًا ريشاب أجاروال، الذي انضم قبل بضعة أشهر، وكذلك شايا ناياك، مديرة المنتجات المخضرمة في ميتا التي تغادر للانضمام إلى OpenAI.
من جانبهم، يمتنع الباحثون عن التعليق أو يذكرون أسبابًا غامضة لمغادرتهم.
كتب أجاروال على منصة X (تويتر سابقًا): "كان قرارًا صعبًا ألا أستمر مع مختبر Superintelligence TBD الجديد، خاصة بالنظر إلى المواهب وكثافة الحوسبة المتاحة". وأضاف: "لكن بعد 7.5 سنوات قضيتها في Google Brain وDeepMind وMeta، شعرت بالرغبة في خوض نوع مختلف من المخاطر".
كما انتهز الفرصة ليقلب كلمات زوكربيرج ضده، مضيفًا: "في النهاية، اخترت اتباع نصيحة مارك بنفسه: "في عالم يتغير بسرعة، أكبر خطر يمكن أن تخوضه هو عدم خوض أي أخطار"
وفي حديثها إلى Wired، حاولت متحدثة باسم Meta تبرير المغادرات. قالت للمجلة: "خلال عملية توظيف مكثفة، يقرر بعض الأشخاص البقاء في وظيفتهم الحالية بدلاً من بدء وظيفة جديدة. وهذا أمر طبيعي".
هذا التبرير ليس خاطئًا تمامًا. ففي سباق الذكاء الاصطناعي المحتدم، يميل الباحثون إلى التنقل بسرعة بين أصحاب العمل، ليس فقط لتأمين المزيد من المال، ولكن أيضًا لاتخاذ قرارات أخلاقية بشأن شركات التكنولوجيا التي تسعى لبناء منتجات مسؤولة.
فعلى سبيل المثال، خسرت OpenAI عددًا من الموظفين الذين أسسوا لاحقًا شركات مثل Anthropic وSafe Superintelligence وPerplexity وxAI وEureka Labs وThinking Machines المذكورة سابقًا، وغيرها.