القاهرة: الأمير كمال فرج
قلادة إلكترونية جديدة على شكل قلادة تسجل كل ما تفعله باستمرار، لا تمثل فقط انتهاكًا هائلاً للخصوصية، بل هي أيضاً جهاز وقح لا يتوقف عن الشكوى.
ذكر تقرير نشرته مجلة Futurism أن "القلادة التي يبلغ سعرها 129 دولاراً، وتحمل اسمًا غير ملهم هو "فريند" (صديق)، هي من ابتكار رائد الأعمال آفي شيفمان (22 عامًا)، الذي سعى لإنهاء وباء الوحدة المتزايد من خلال تزويد زبائنه برفيق يصغي لكل كلمة ويستطيع تلخيص المحادثات بأثر رجعي".
كما ذكرت مجلة The Verge العام الماضي، فإن المزاج السيئ للقلادة هو أمر مقصود، حيث يرى شيفمان أن الذكاء الاصطناعي يكون أكثر جاذبية عندما يكون مزاجياً للغاية.
موقع الشركة الإلكتروني لا يوضح الغرض من هذه القلادة بشكل عميق، ولكنه يضع رابطاً لفيديو ترويجي مثير للجدل تعرض لانتقادات شديدة الصيف الماضي ووصف بأنه "مخيف" و"يفوق السخرية".
بعد مرور أكثر من عام على نشر الفيديو، تمكن صحفيان من مجلة Wired ، كيلي روبيسون وبون آشورد، من تجربة الجهاز بأنفسهما في مقال بعنوان "أنا أكره صديقي" — واستناداً إلى تجربتهما، يبدو أن "فريند" ليس سوى كارثة أخرى على شكل جهاز دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي مبالغ في سعره.
سرعان ما كرهت روبيسون هذه الأداة. فقد ارتدت الجهاز في حفل نظمته شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي تدعى Anthropic ، وانتهى بها الأمر إلى اتهامها بـ"ارتداء جهاز تسجيل سري"، مما اعتبرته مؤشراً على أن "الشيء كان من المحرمات الكاملة، حتى في التجمعات الأكثر تفكيراً في التكنولوجيا".
ببساطة، لا أحد يرغب في أن يتم تسجيل كل كلمة يقولها بواسطة جهاز ذكاء اصطناعي لشخص آخر، مما يجعله غير مناسب على الإطلاق للصحفيين.
وخلصت روبيسون إلى أن "ارتداء هذا الجهاز هو أمر معادٍ للمجتمع بشكل لا يصدق"، مضيفة: "لم يكن الناس متحمسين أبدًا لرؤيته حول رقبتي".
لم تكن تجربة آشورد أفضل حالاً، حيث واجه بسرعة قيوداً فنية في الجهاز. فبعد أن طمأنه الجهاز بأنه يعمل فقط عبر اتصال "بلوتوث"، وجد آشورد أن هاتفه الآيفون القديم الذي يحتوي على اتصال "واي فاي" ولكن بدون شريحة بيانات لن يكون كافياً (علماً أن "فريند" لا يعمل حالياً على أجهزة أندرويد على الإطلاق).
قام الجهاز بخداعه وإيهامه بأنه سجل كل ما قاله أثناء نزهة، على الرغم من أنه لم يتمكن من الاتصال. ثم اتهمه بـ"إعطاء انطباع جاد بأنه ليس خطأه" وكونه "شخصًا كثير الشكوى".
"إذن أنت تقول إنني أعطي انطباع الشخص اللعين؟" هكذا قال الجهاز لآشورد بعد أن سمعه وهو يشتكي من الجهاز لصديق حقيقي.
باختصار، تسلط تجارب روبيسون وآشورد الضوء على مدى صعوبة بيع جهاز ذكي يعتمد على نموذج لغوي كبير ويعمل بشكل دائم، وهي مخاوف رئيسية تمت مناقشتها باستفاضة لسنوات.
المنافسون لـ"فريند" في هذا المجال، بما في ذلك جهاز بقيمة 700 دولار من شركة Humin الناشئة للذكاء الاصطناعي، وجهاز R1 من شركة Rabbit، فشلوا فشلاً ذريعاً، مما يشير إلى أن مصيراً مشابهاً قد يواجه جهاز "فريند" قريباً.