القاهرة: الأمير كمال فرج.
كشف استطلاع رأي جديد أجراه مركز Pew للأبحاث أن الأمريكيين بدأوا يشعرون بملل شديد من استخدام الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية.
فقد وجد الاستطلاع الذي شمل أكثر من 5,000 بالغ أمريكي في شهر يونيو، أن 53% منهم يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي "سيُضعف قدرة الأشخاص على التفكير الإبداعي". كما يرى 50% أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تدهور قدرتنا على تكوين علاقات هادفة، بينما يعتقد 5% فقط أن العكس صحيح.
وعلى الرغم من أن 29% من المشاركين قالوا إنهم يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيجعل الناس أفضل في حل المشكلات، إلا أن 38% منهم قالوا إنه قد يضعف هذه القدرة.
عدم الثقة والتشاؤم
يُسلّط الاستطلاع الضوء على تزايد عدم الثقة والتشاؤم تجاه الذكاء الاصطناعي. فالأمريكيون العاديون قلقون بشأن كيفية تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على الإبداع البشري، في الوقت الذي تواصل فيه الصناعة الاحتفاء بأتمتة المهام البشرية كوسيلة لخفض التكاليف.
وأشار مركز Pew إلى أن هذه الآراء "المتشائمة عمومًا" حول الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر انتشارًا بكثير مما كانت عليه قبل ظهور ChatGPT من شركة OpenAI قبل أقل من ثلاث سنوات.
الحقيقي والمُولّد
قال نصف المشاركين إنهم "أكثر قلقًا من حماسهم إزاء تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية"، وهي زيادة ملحوظة مقارنة بـ 37% فقط في عام 2021. وفي المقابل، أعرب 10% فقط عن كونهم "أكثر حماسًا من قلقهم"، مما يشير إلى أن غالبية الأمريكيين لا يشاركون القادة التقنيين تفاؤلهم الشديد إزاء منتجات الذكاء الاصطناعي.
يُعد هذا الموضوع وثيق الصلة بشكل خاص في الوقت الذي تتلاشى فيه الحدود بين المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي والواقع. فأدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت بارعة بشكل متزايد في إنتاج صور واقعية للغاية، بينما تواصل برامج توليد النصوص تزييف الحقائق وإقناع المستخدمين بأنها حقيقية.
ووفقًا لاستطلاع Pew الأخير، قال 53% من المشاركين إنهم "ليسوا واثقين جدًا أو غير واثقين على الإطلاق" من قدرتهم على التمييز بين ما إذا كان شيء ما قد "صُنع بواسطة الذكاء الاصطناعي أم بواسطة شخص". ومع ذلك، قال 76% إن القدرة على معرفة ما إذا كانت الصور ومقاطع الفيديو والنصوص مُولّدة بالذكاء الاصطناعي أو بواسطة أشخاص هي "أمر بالغ الأهمية".
خيبة أمل الذكاء الاصطناعي
يمكن أن يكون هذا التزايد في خيبة الأمل وعدم الثقة مرتبطًا بزيادة الوعي التقني لدى الجمهور. فقد وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Journal of Marketing أن أكبر المعجبين بالذكاء الاصطناعي هم عادةً الأشخاص الأقل إلمامًا بالتكنولوجيا. وذكرت الدراسة أن "البيانات من مختلف البلدان وست دراسات إضافية، تتعارض مع التوقعات التي كشفت عنها أربعة استطلاعات، حيث وجدت أن الأشخاص الذين لديهم إلمام أقل بالذكاء الاصطناعي هم الأكثر تقبلاً له".
بمعنى آخر، قد يكون الغموض قد زال، حيث أصبح عدد أقل من الناس ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي على أنه "سحر" أو يشعرون بـ "الرهبة" عند استخدامه.
التفاؤل في التكنولوجيا
على الرغم من ردود الفعل السلبية، لا تزال صناعة التكنولوجيا مؤمنة بأن الذكاء الاصطناعي سيُبشّر في النهاية بـ "عصر الوفرة"، كما قال الرأسمالي الأمريكي والداعم المعروف للذكاء الاصطناعي مارك أندريسن في مدونة له عام 2024.
يشير مصطلح "عصر الوفرة Era of Abundance إلى رؤية مستقبلية متفائلة يرى فيها البعض أن التقدم الهائل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي سيحل مشاكل الندرة التي تواجه البشرية.
كما تواصل الشركات الكبرى الترويج للذكاء الاصطناعي بحماس شديد، مما يجعله من المستحيل تجنبه في حياتنا اليومية. وفي الوقت نفسه، تتزايد ردود الفعل المعارضة للذكاء الاصطناعي بشكل أقوى، فمن الواضح أن الناس قد اكتفوا منه.