القاهرة: الأمير كمال فرج.
لطالما كانت تقنية الواقع المعزز (AR) بوعودها المذهلة بتحويل الواقع اليومي إلى تجربة رقمية تفاعلية، ولكن الوصول إليها يظل تحديًا كبيرًا لشريحة واسعة من المستخدمين الذين يعتمدون على النظارات الطبية. التساؤل يبقى مطروحاً: هل يمكن للمستخدمين الذين يعانون من قصر النظر الاستمتاع بتجارب الواقع المعزز دون التضحية بالراحة أو جودة الرؤية؟.
ذكر تقرير نشره موقع rokid إن "تصميم نظارات الواقع المعزز (AR) التقليدية عادةً ما يتم مع وضع المستخدمين ذوي الرؤية الطبيعية في الاعتبار. وهذا يخلق تحديات كبيرة للمستخدمين الذين يعانون من قصر النظر، والذين يواجهون مشاكل رئيسية عند محاولة دمج نظاراتهم الطبية مع نظارات الواقع المعزز".
فيما يلي التحديات البصرية والجسدية التي يواجهها مستخدمو النظارات الطبية عند محاولة ارتداء أجهزة الواقع المعزز التقليدية:
1. تدهور الجودة البصرية
عندما يرتدي مستخدمو قصر النظر نظارات الواقع المعزز مباشرة، فإنهم يواجهون تشتتًا وضبابية في الصور الافتراضية. يحاول بعض المستخدمين ارتداء نظاراتهم الطبية تحت نظارات الواقع المعزز الذكية، ولكن هذا النهج المتمثل في "ارتداء نظارة فوق نظارة" يتسبب في عدة تشوهات بصرية:
أولًا، الفجوة الهوائية بين طبقتي العدسات تُنشئ انكسارًا إضافيًا للضوء.
ثانيًا، نادرًا ما يتطابق المركز البصري للعدسات الطبية بشكل مثالي مع نظام شاشة عرض الواقع المعزز.
أخيرًا، تسبب الانعكاسات المتعددة بين العدسات ظهور ظلال وتوهج (Ghosting and Glare) غير مرغوب فيه.
2. مشكلات التوافق الجسدي
تُعد مشكلة التوافق عائقًا كبيرًا آخر. تتميز نظارات الواقع المعزز الذكية بهياكل بصرية وتصميمات إطارات محددة، وغالبًا ما تفتقر إلى المساحة الكافية لاستيعاب النظارات الطبية بشكل مريح. تصبح هذه المشكلة أكثر حدة مع أجهزة الواقع المعزز المغلقة تمامًا، حيث يمنع تصميمها المحكم الارتداء المتزامن للنظارات الطبية بشكل فعلي.
علاوة على ذلك، يؤدي التوزيع المشترك لوزن الإطارين المتراكمين إلى نقاط ضغط مؤلمة على الأذنين وجسر الأنف، حيث يشتكي معظم المستخدمين من إحساس واضح بعدم الراحة في غضون دقائق من الاستخدام.
3. إزعاج الاستخدام العملي
لا يؤثر نهج "الارتداء المزدوج" على التجربة البصرية فحسب، بل يخلق أيضًا العديد من المتاعب العملية. يضطر المستخدمون إلى تعديل وضع كلتا النظارتين بشكل متكرر، وهو أمر يمثل تحديًا خاصًا للحفاظ على ثباتهما أثناء الحركة.
في السيناريوهات التي تتطلب الإزالة المتكررة (مثل أثناء المحادثات)، تصبح العملية شاقة بشكل خاص. والأهم من ذلك، أن طريقة الارتداء غير المستقرة هذه تؤثر سلبًا على دقة تتبع العين في نظارات الواقع المعزز الذكية، مما يؤدي إلى فشل وظائف التفاعل. وفي بعض الحالات، قد تتسبب طريقة الارتداء غير الصحيحة هذه في تلف مادي إما للنظارات الطبية أو لجهاز الواقع المعزز نفسه.
حلول نظارات الواقع المعزز الذكية لمستخدمي قصر النظر
للتغلب على هذه التحديات، تبنت شركات مثل Rokid حلولًا بصرية ذكية ومتقدمة في تصميم نظارات الواقع المعزز الخاصة بها:
1. آلية ضبط الديوبتر المدمجة (Built-in Diopter Adjustment)
تُعد آلية ضبط الديوبتر المدمجة ميزة رئيسية مصممة لمساعدة المستخدمين الذين يعانون من قصر النظر الخفيف إلى المتوسط (عادةً ما يصل إلى -6.00 ديوبتر).
كيف تعمل؟ تسمح هذه الميزة للمستخدمين بضبط قوة العدسة داخل نظارات الواقع المعزز مباشرةً عبر بكرات أو أزرار مدمجة على إطار النظارة. هذا يُعدّل التركيز البؤري ليتناسب مع ضعف بصر المستخدم، مما يضمن ظهور الصور الافتراضية بوضوح دون الحاجة إلى ارتداء نظارات طبية إضافية.
الميزة: تُزيل هذه الطريقة الحاجة إلى النظارات الطبية تمامًا، مما يعزز الراحة ويضمن محاذاة بصرية مثالية.
2. العدسات الطبية المغناطيسية القابلة للتركيب (Magnetic Prescription Inserts)
بالنسبة للمستخدمين الذين يعانون من قصر نظر أكثر حدة، أو الذين يعانون من اللابؤرية (Astigmatism) أو مد البصر (Farsightedness) التي لا تغطيها آلية الضبط المدمجة، تقدم بعض النماذج حلول عدسات طبية مغناطيسية:
كيف تعمل؟ يتم تصنيع عدسات طبية مخصصة بناءً على وصفة المستخدم، وتُركّب هذه العدسات في إطار بلاستيكي خفيف يمكن تثبيته مغناطيسيًا داخل نظارات الواقع المعزز.
الميزة: هذا يوفر دمجًا سلسًا ودقيقًا للعدسات الطبية، ويتفادى المشاكل البصرية والمادية الناتجة عن الارتداء المزدوج، مع ضمان بقاء النظارات الذكية قريبة من العينين لتحقيق أقصى مجال رؤية (FOV) ودقة في التتبع.
الخلاصة: إن تطوير حلول مدمجة، سواء من خلال الضبط المباشر للديوبتر أو العدسات المغناطيسية المخصصة، يمثل خطوة حاسمة نحو جعل تقنية الواقع المعزز شاملة ومتاحة لجميع المستخدمين، بغض النظر عن احتياجاتهم البصرية.