القاهرة: الأمير كمال فرج.

أنهت شركة مايكروسوفت الدعم الرسمي لنظام التشغيل ويندوز 10، لتجبر المستخدمين فعليًا على إما الترقية، أو دفع المزيد من المال للاستمرار في الحصول على تحديثات الأمان الضرورية لنظام التشغيل الذي يمتلكونه بالفعل. وهو أمر لا يخلو من الابتزاز التكنولوجي..

ذكر فرانك لانديمور في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "قرار مايكروسوفت كان صادما، نظرا لأن ويندوز 11، لا يمكن تشغيله على ما يقرب من نصف مليار جهاز، مما يعني خلق كميات هائلة من النفايات الإلكترونية مع التخلص من هذه الأجهزة القديمة التي لا تزال صالحة للاستخدام واستبدالها بأخرى جديدة".

يبدو أن الأمور تزداد سوءًا. ففي هذا الأسبوع، تطلق مايكروسوفت مجموعة من ميزات الذكاء الاصطناعي التي تحوّل أنظمة ويندوز 11 الحالية بشكل أساسي إلى "أجهزة حاسوب شخصية تعمل بالذكاء الاصطناعي"  AI PCs يتم التحكم فيها بواسطة Copilot، المساعد الذكي الخاص بالشركة.

صرّح يوسف مهدي، نائب الرئيس التنفيذي وكبير مسؤولي التسويق للمستهلكين في مايكروسوفت، لمجلة The Verge: "نعتقد أننا على أعتاب التطور التالي، حيث لا يقتصر وجود الذكاء الاصطناعي على روبوتات الدردشة، بل يندمج بشكل طبيعي في مئات الملايين من التجارب التي يستخدمها الناس يوميًا. دعونا نعيد كتابة نظام التشغيل بأكمله حول الذكاء الاصطناعي، ونبني ما يصبح حقًا جهاز الحاسوب الشخصي المدعوم بالذكاء الاصطناعي."

حفرة الذكاء الاصطناعي

إذا كان هذا يبدو وكأنه كابوس بالنسبة لك، فستدرك أنه ليس من قبيل المصادفة أن يتم طرح تحديثات الذكاء الاصطناعي في هذا التوقيت تحديدًا. فمايكروسوفت تجعل مستخدمي ويندوز 10 يسيرون نحو حفرة لا مفر منها من الذكاء الاصطناعي، حيث يُفترض بهم، بمجرد وقوعهم فيها، أن يستسلموا ويسمحوا للتكنولوجيا بالهيمنة على تجربتهم كمستخدمين.

إن التغيير الأكثر وضوحًا هو أن Copilot سيصبح الآن في منتصف شريط مهام ويندوز، وهي بلا شك المساحة الأكثر أهمية على شاشة المستخدم. يجسّد هذا التصميم الطريقة التي تريد بها مايكروسوفت جعل الذكاء الاصطناعي محورًا لتجربة المستخدم.

يعتمد هذا التحول الجذري على مدى استعداد المستخدمين للتحدث مع أجهزة الحاسوب الخاصة بهم - نعم، بالفعل نطق الكلمات بصوت عالٍ. سيتم تنشيط ميزات Copilot بقول عبارة Hey, Copilot!، ليعمل بمثابة "آلية الإدخال الثالثة لاستخدام جهاز الحاسوب الخاص بك"، وفقًا لمهدي. (تاريخيًا، لم يكن لإضافة آلية إدخال جديدة تأثيرات إيجابية عظيمة على الشركة).

تبدو الفرضية المنطقية وراء أدوات التحكم الصوتي مثيرة للجدل إلى حد ما، لكنها مدعومة ببيانات تُظهر أن المستخدمين يقضون مليارات الدقائق في التحدث خلال اجتماعات Microsoft Teams، حسب مهدي، فمن المفترض أنهم معتادون على التحدث عبر الحاسوب، أليس كذلك؟

الوصول إلى شاشتك و"التصرف نيابة عنك"

ومع ميزة أخرى تُدعى Copilot Vision، سيصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على رؤية كل ما يحدث على شاشتك ليتمكن من تقديم توصيات ونصائح تعتمد على السياق. ومن المفترض أن يقترن هذا بـ Copilot Actions، التي تسمح للمساعد الذكي بأداء مهام على جهازك المحلي، مثل تعديل المجلدات أو البحث عن المعلومات.

يقول مهدي: "يجب أن يكون جهاز الحاسوب قادرًا على التصرف نيابة عنك."

وغني عن القول أن هذا يتطلب التنازل عن مستوى مقلق من الوصول إلى الذكاء الاصطناعي - بإذنك، بالطبع. وتشير الأدلة إلى أن هذا سيكون أمرًا يصعب تقبله. فقد تلقت ميزة Recall المدعومة بالذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت، والتي كانت تلتقط لقطات شاشة باستمرار لسطح مكتبك، رد فعل عنيفًا بسبب عيوبها الأمنية الواضحة، مثل تسجيل رقم الضمان الاجتماعي الخاص بك وتخزين هذه التسجيلات في مجلد غير مشفر بالكامل.

في الوقت الحالي، ستكون ميزات Copilot اختيارية من الناحية التقنية، ولكن من المحتمل جدًا أن يتغير هذا في المستقبل. تذكروا عندما حاولت مايكروسوفت إجبار الجميع على استخدام محاولتها الأخيرة للمساعد الافتراضي، Cortana، عند إطلاق ويندوز 10؟ لقد كانت تحتوي أيضًا على أدوات تحكم صوتية ومجموعة من المخاوف المتعلقة بالخصوصية. بالطبع، سيختلف الأمر هذه المرة.