القاهرة: الأمير كمال فرج.
عاد مسؤولون تنفيذيون غربيون من قطاعي السيارات والطاقة الخضراء من زياراتهم للصين وهم يشعرون بالتواضع، بل وحتى بالفزع.، فهناك لا وجود للبشر... كل شيء آلي ..!
ذكر فيكتور تانغرمان في تقرير نشرته مجلة Futurism إن " هؤلاء المسؤولون حذروا من أن الصناعة التحويلية في الصين، التي تعتمد بشكل كبير على الأتمتة (التشغيل الآلي)، يمكن أن تتفوق بسرعة على الدول الغربية، خاصة فيما يتعلق بـالمركبات الكهربائية (EVs)".
صرح جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة Ford، لموقع The Verge الشهر الماضي قائلاً: "نحن في منافسة عالمية مع الصين، ولا يقتصر الأمر على المركبات الكهربائية فحسب... وإذا خسرنا هذه المنافسة، فلن يكون لشركة Ford مستقبل".
وبعض الشركات تتخلى عن مبادرات جديدة بالكامل، حيث زعم أندرو فوريست، مؤسس شركة التعدين Fortescue، أن زيارته الأخيرة للصين دفعته للتخلي عن محاولات إنتاج وحدات نقل الحركة للمركبات الكهربائية داخلياً. وقال لصحيفة Telegraph: "لا يوجد بشر — كل شيء آلي".
تذكر مسؤولون تنفيذيون آخرون جولاتهم في "مصانع مظلمة" لا تحتاج حتى إلى إبقاء الأضواء مضاءة، حيث يتم معظم العمل على مدار الساعة بواسطة الروبوتات.
قال غريغ جاكسون، الرئيس التنفيذي لشركة Octopus البريطانية لتوريد الطاقة، للصحيفة: "تشعر بهذا الإحساس بالتغير، حيث تحولت القدرة التنافسية للصين من الاعتماد على الإعانات الحكومية والأجور المنخفضة إلى وجود عدد هائل من المهندسين المهرة والمتعلمين الذين يبتكرون بجنون".
ووفقاً للأرقام الأخيرة الصادرة عن الاتحاد الدولي للروبوتات، نشرت الصين عددًا من الروبوتات الصناعية يفوق بعدة أضعاف ما نشرته ألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
الدوافع والتحديات الديموغرافية
الأمر لا يتعلق فقط بالرغبة في إبقاء هوامش الربح منخفضة من خلال أتمتة العمالة البشرية. أوضح ريان ويتون، المحلل في Basemark Analysis، لصحيفة Telegraph: "تعاني الصين من مشكلة ديموغرافية واضحة، ولكن قطاعها الصناعي كثيف العمالة بشكل عام... لذا، فهم يريدون أتمتته قدر الإمكان بطريقة استباقية، ليس لأنهم يتوقعون تحقيق هوامش ربح أعلى — وهو ما يُتصور عادة في الغرب — بل للتعويض عن هذا الانخفاض السكاني وللحصول على ميزة تنافسية".
بالإضافة إلى المركبات الكهربائية، قامت الصين أيضاً بخطوة كبيرة نحو تبني الذكاء الاصطناعي كجزء من خطة عشرية، بهدف جعله "محرك نمو رئيسي للتنمية الاقتصادية للبلاد".
كما أحرز برنامج الفضاء الصيني تقدماً هائلاً، مما يثير المخاوف من تفوق الصين على الولايات المتحدة في العودة إلى القمر.
المنافسة العالمية والتأثير على الغرب
إن العلامات المبكرة لمستقبل تهيمن عليه الصناعة الصينية واضحة بالفعل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمركبات الكهربائية. فبينما اتخذت الولايات المتحدة إجراءات حمائية لحماية المنتجين المحليين ودرء المنافسة الشديدة، تركت المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين انطباعاً كبيراً في أوروبا.
قال ساندر توردوير، كبير الاقتصاديين في مركز الإصلاح الأوروبي: "يمكن للروبوتات، إذا تم نشرها بشكل جيد، أن ترفع إنتاجية اقتصادك بشكل كبير... وإذا كانت الصين بارعة للغاية في ذلك، فعلينا أن نسعى للحاق بالركب، لأن أوروبا تعاني من الشيخوخة، شأنها شأن الصين".
في الوقت الحالي، لا يزال السد في الولايات المتحدة صامداً مع استمرار حظر المركبات الكهربائية الصينية.
أكد فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة Ford ، لموقع The Vergeالشهر الماضي أن: "الواقع التنافسي هو أن الصينيين هم القوة العظمى (700-pound gorilla) في صناعة المركبات الكهربائية".
واعترف فارلي بأنه تذوق بنفسه ما هو متوفر في السوق الصينية: وقال: "لا أحب الحديث عن المنافسين كثيراً، لكني أقود سيارة شاومي. لقد شحنا واحدة من شنغهاي إلى شيكاغو، وأنا أقودها منذ ستة أشهر الآن، ولا أريد التخلي عنها".