القاهرة: الأمير كمال فرج.
تشهد سوق السلع الفاخرة المستعملة ازدهاراً غير مسبوق، مدفوعة بارتفاع تكاليف المعيشة وتغير تفضيلات المستهلكين نحو خيارات أكثر استدامة.
ذكر ليم هوي جي في تقرير نشرته شبكة CNBC إن "سوق السلع الفاخرة المستعملة لم يعد يقتصر على الباحثين عن الصفقات، بل اجتذب قاعدة عريضة من المتسوقين، خاصة من فئة الشباب، الذين يتطلعون إلى امتلاك علامات تجارية مرموقة بأسعار معقولة".
ومع هذا النمو الهائل، برزت "الثقة" كأكبر تحدي يواجه القطاع. هنا، تظهر خدمات التصديق على المنتجات الفاخرة كحل جذري، لتصبح بمثابة "المعيار الذهبي" الجديد الذي يضمن سلامة المعاملات ويحمي المستثمرين والمشترين على حد سواء.
محفزات النمو:
ضغوط التضخم: يلجأ الكثيرون إلى بيع قطعهم الفاخرة للحصول على سيولة نقدية سريعة.
1ـ تحولات المستهلك: يفضل جيل الألفية والجيل Z التسوق بذكاء ووعي، مع إعطاء أولوية للاستدامة والعملات المستعملة عالية الجودة بدلاً من المنتجات الجديدة تماماً.
2ـ جاذبية الاستثمار: لم تعد السلع الفاخرة مجرد أدوات للتفاخر، بل تحولت إلى فئة استثمارية قوية، حيث تحتفظ العديد من القطع بقيمتها بل وتزيد فيها مع مرور الوقت، مثل ساعات "رولكس" وحقائب "هيرميس" النادرة.
التحدي الأكبر: مواجهة خطر التزييف
يشكل تدفق المنتجات المقلدة تهديداً حقيقياً يهدد ثقة المستهلك ويعرقل نمو السوق. لم يعد بإمكان المشترين الاعتماد على الحدس أو الفحص البصري البسيط لتمييز الأصل من المزيف، خاصة مع تطور تقنيات التزييف.
الحل: ظهور "المعيار الذهبي" الجديد
للمواجهة هذا التحدي، أصبحت شهادات التصديق الصادرة عن جهات موثوقة هي الأساس الذي تُبنى عليه الثقة في كل عملية بيع وشراء. لم تعد هذه الخدمة رفاهية، بل أصبحت ضرورة قصوى تطلبها متاجر التجزئة الكبرى في القطاع وحتى البائعون الأفراد.
1ـ منصات البيع: تعتمد منصات مثل The RealReal و Vestiaire Collective بشكل كامل على فرق من الخبراء الداخليين لفحص كل قطعة بعناية قبل عرضها للبيع.
2ـ خدمات مستقلة: تظهر أيضاً شركات متخصصة تقدم خدمات التصديق كميزة مستقلة، مثل Entrupy التي تستخدم الذكاء الاصطناعي والتقنيات البصرية المتطورة لتحليل أدق تفاصيل المنتج وإصدار شهادات رقمية غير قابلة للتزوير.
الخلاصة:
الرسالة أصبحت واضحة: "لا ثقة بدون تصديق". مع استمرار توسع سوق السلع الفاخرة المستعملة، فإن خدمات التصديق لم تعد مجرد إضافة اختيارية، بل أصبحت الركيزة الأساسية التي تحافظ على مصداقية القطاع بأكمله وتضمن استمرار نموه، مما يجعلها حقاً "المعيار الذهبي" الجديد في عالم الرفاهية.