القاهرة: الأمير كمال فرج.
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة في قطاعات التكنولوجيا والأعمال، بل بدأ يتسلل بعمق إلى مجالات غير متوقعة كلياً، أبرزها عالم الرياضة المحترف. فبينما يعتمد المدربون تقليدياً على التحليل البشري والخبرة الميدانية، يُظهر التطور المتسارع للنماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) تحولاً جذرياً في التفكير، مما يدفع البعض لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في محاولة لفك شفرة الأداء وتحقيق التفوق التنافسي.
ذكر جو ويلكنز في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "الأمور لا تسير على ما يرام مع فريق Calgary Flames، فريق الهوكي الكندي المحترف الذي تأسس عام 1972. فبالرغم من منافسة الفريق على مقعد في تصفيات الموسم الماضي، إلا أن "الفليمز" لم يحقق هذا الموسم سوى ثلاثة انتصارات في أربع عشرة مباراة، ليضمن بذلك موقعاً مبكراً كـأسوأ فريق في دوري الهوكي الوطني NHL حتى الآن".
يعتقد بعض المشجعين أن هذا التراجع قد يكون مؤشراً على Tanking في وقت مبكر من الموسم – وهي استراتيجية خسارة متعمدة تهدف إلى الحصول على خيار أفضل في القرعة الصيفية للاعبين الجدد. ومع ذلك، قد يكون هناك تفسير أكثر غرابة وغير مألوف على الإطلاق: مدرب الفريق يستمد نصائحه من روبوت الدردشة ChatGPT.
اعتراف المدرب في غرفة الملابس
في إحدى حلقات برنامج The Chase، وهو برنامج يعرض كواليس فريق "الفليمز"، ظهر المدير الفني ريان هوسكا وهو يخبر لاعبيه بأنه استشار روبوت الدردشة الذكي لمعرفة "ما الذي يحدث بحق الجحيم".
تساءل هوسكا، وهو يستجوب الفريق في غرفة تبديل الملابس: "لقد دخلت في حلقة مفرغة ليلة أمس بعد مشاهدة المباراة... هل يستخدم أي منكم ChatGPT؟". وفي العادة، يقدم المدربون في مثل هذه الجلسات تحليلاتهم الخاصة للمباريات السابقة بمراجعة لقطات اللعب.
لكن هوسكا شارك الفريق تحليل ChatGPT بدلاً من ذلك. قال للاعبين: "لقد أدخلت خمس مباريات"، مضيفاً: "أعطيته الكثير من البيانات المختلفة ليقوم بتحليلها. مثل النسبة المئوية لتسجيل اللاعبين على مدار مسيرتهم، وعدد التسديدات التي سددها اللاعبون في خمس مباريات، ثم توقعات على مدار عام كامل".
وأشار هوسكا إلى لوحة قائلاً: "هذا هو ما وصلنا إليه"، في إشارة إلى إحصائية "متوسط الأهداف المسجلة لصالح الفريق" والتي تبلغ 2.36 هدفاً في المباراة الواحدة خلال العام.
تحدي الفكر التقليدي
يبدو أن جلسة هوسكا البحثية مع أداة الذكاء الاصطناعي كانت محاولة للتوصل إلى استراتيجية تساعد "الفليمز" على العودة للمنافسة في التصفيات. وبما أن الفريق بشكل عام لا يضم عدداً كبيراً من المسجلين البارعين، فمن المرجح أن يكون متوسط الأهداف المسجلة منخفضاً. في مثل هذه السيناريوهات، من المألوف أن يتبنى المدربون أساليب غير تقليدية لتحقيق الفوز، رغم أن الاستعانة بـ ChatGPT هي على الأغلب سابقة أولى.
وتحدى هوسكا لاعبيه قائلاً: "بالنسبة لفريقنا هنا – أحبكم جميعاً، وآمل بصدق أن تعلموا ذلك – لكن ليس لدينا أي لاعب يسجل 60 هدفاً. لذا يجب علينا أن نكون جيدين جداً في توجيه الكرات إلى الشباك". وأضاف متذمراً: "لا تقبلوا بهذا، هذه هي رسالتي لكم. الناس يقولون إن كالجاري فليمز لا يستطيع التسجيل. اللعنة على ذلك. أنتم لا تسجلون لأنكم متقبلون لذلك!"
شكوك حول دقة الأداة
عندما يتعلق الأمر ببناء التوقعات من البيانات أو حتى إجراء عمليات حسابية بسيطة، فإن ChatGPT هو من أسوأ الأدوات التي يمكن اختيارها. إنه نموذج لغوي وليس آلة حاسبة، وحتى أحدث إصداراته لا تزال تواجه صعوبة في حل المعادلات البسيطة للغاية. علاوة على ذلك، فهو عرضة لـ"الهلوسات" التي تحرّف الواقع، مما يجعل استخدام نتائجه في تحليل أداء فريق هوكي تبلغ قيمته 1.6 مليار دولار أمراً يصعب تبريره.