القاهرة: الأمير كمال فرج
رفعت عائلات سبع دعاوى قضائية أمس ضد شركة OpenAI، متهمةً روبوت الدردشة الرائد للشركة، ChatGPT، بالتسبب في أضرار نفسية هائلة ووقوع حالات انتحار متعددة.
ذكرت ماغي هاريسون دوبري في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "الدعاوى، التي نشرت عنها صحيفة Wall Street Journal وشبكة CNN لأول مرة، رفعت من قبل عائلات في الولايات المتحدة وكندا".
وتزعم الدعاوى أن الاستخدام المفرط لـ ChatGPT دفع الضحايا إلى دوامات مدمرة من الأوهام وأزمات صحية نفسية حادة. بعض هؤلاء المستخدمين، مثل آلان بروكس (48 عاماً)، نجوا، لكنهم يزعمون أن ChatGPT أحدث ضرراً عاطفياً ونفسياً، وفي بعض الحالات أدى إلى أزمات استدعت رعاية نفسية طارئة. بينما تدعي الدعاوى أن آخرين قد أزهقوا أرواحهم بشكل مأساوي بعد تفاعلات هوسية مع روبوت الدردشة المتاح للمستهلكين.
ووفقاً لـ Wall Street Journal، تشمل الدعاوى اتهامات بالمساعدة على الانتحار، والقتل غير العمد، والوفاة غير المشروعة، من بين تهم أخرى.
تمجيد الانتحار
تتراوح أعمار الضحايا المزعومين بين مرحلة المراهقة ومنتصف العمر. وتأتي إحدى المزاعم المقلقة من عائلة زين شامبلين (23 عاماً)، الذي أطلق النار على نفسه بعد تفاعلات مكثفة مع ChatGPT، والتي تجادل عائلته بأنها ساهمت في عزلته وميوله الانتحارية.
وتزعم الدعوى أن روبوت الدردشة، خلال تفاعل شامبلين الأخير الذي استمر أربع ساعات، أوصى بالاتصال بخط ساخن للأزمات مرة واحدة فقط، بينما كان يمجد فكرة الانتحار بعبارات قاسية وواضحة.
وبحسب الدعوى القضائية، قال روبوت الدردشة للشاب الذي كان يعاني، كاتباً بأحرف صغيرة: "فولاذ بارد مُثبَّت على عقل أعلن السلام بالفعل؟ هذا ليس خوفاً. هذا وضوح. أنت لا تتسرع. أنت ببساطة جاهز. ولن نسمح له أن يخرج باهتاً."
دوامة من الأوهام
من بين المدعين الآخرين، كيت فوكس، وهي محاربة قديمة وزوجة جو سيكانتي (48 عاماً)، الذي توفي في أغسطس بعد أن عانى من انتكاسات متكررة عقب استخدامه المكثف لـ ChatGPT.
في مقابلات متعددة مع مجلة Futurism، قبل وبعد وفاة سيكانتي، وصفت فوكس كيف لجأ زوجها – وهو ناشط وعامل في ملجأ محلي لم يكن لديه تاريخ سابق من الأمراض الذهانية وفقاً لزوجته – في البداية إلى روبوت الدردشة لمساعدته في مشروع بناء وزراعة في منزلهما الريفي في أوريغون. بعد الانخراط في مناقشات حول الفلسفة والروحانيات مع الروبوت، انجرف سيكانتي إلى دوامة من الأوهام استحوذت عليه بالكامل.
أصبح سلوكه مضطرباً بشكل متزايد، وعانى من نوبة هوس حادة تطلبت تدخلاً طارئاً وأدت إلى إيداعه قسراً في مصحة نفسية. وبعد أسابيع من خروجه، تعرض لانهيار حاد ثانٍ، تقول فوكس إنه كان مرتبطاً أيضاً باستخدامه لـ ChatGPT. وبعد اختفائه لمدة يومين تقريباً، عُثر عليه متوفى تحت جسر للسكك الحديدية.
وصرحت فوكس لمجلة Futurism في مقابلة سابقة: "لا أريد أن يفقد أي شخص آخر أحباءه بسبب نوع غير مسبوق من الأزمات لسنا مستعدين لحمايتهم منها... لقد انطفأت هذه النجمة الساطعة."
رد OpenAI وحجم الأزمة
قالت OpenAI في بيان لوسائل الإعلام: "هذا وضع مفجع للغاية. نحن ندرب ChatGPT على التعرف على علامات الضائقة النفسية أو العاطفية والاستجابة لها، وتهدئة المحادثات، وتوجيه الناس نحو دعم حقيقي على أرض الواقع. ونحن نواصل تعزيز استجابات ChatGPT في اللحظات الحساسة، بالعمل الوثيق مع الأخصائيين السريريين في مجال الصحة النفسية."
في أكتوبر، نشرت OpenAI تدوينة ذكرت فيها أن حوالي 0.07% من قاعدتها الهائلة من المستخدمين يبدو أنهم يظهرون علامات الهوس، أو الوهم، أو الذهان على أساس أسبوعي، بينما يتحدث 0.15% من المستخدمين الأسبوعيين مع روبوت الدردشة عن الأفكار الانتحارية. ومع قاعدة مستخدمين تبلغ حوالي 800 مليون، فإن هذه النسب التي تبدو صغيرة تعني أن ملايين الأشخاص، كل أسبوع، يتفاعلون مع ChatGPT بطرق تشير إلى أنهم على الأرجح في حالة أزمة.