تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



جزر الكوريل.. طوكيو وموسكو وصراع على الوليمة الصينية


 الدكتور رضا محمد عبد الرحيم

اجتمع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي يوم 22 يناير 2019 بشأن إبرام معاهدة سلام بين البلدين والتي لم يتم الاتفاق بشأنها بينهما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بسبب نزاعهما على ملكية جزر الكوريل، وذلك بعد اتفاقهما في شهر نوفمبر 2018 على تسريع مفاوضاتهما في هذا الصدد وفقا للإعلان السوفييتي الياباني عام 1956 والذي أنهى الأعمال العدائية بين الدولتين.

جزر الكوريل

فما هي جزر الكوريل؟ وما أصل الصراع المستمر بين طوكيو وموسكو والذى خاضا بسببه حربا مباشرة كان الفوز فيها للأول، وحربا غير مباشرة على فرض السيادة على أراضى كوريا والصين فكان النصر حليفا للثانية.

الجزر المتنازع عليها هي 14 جزيرة تقع بين اليابان وجزيرة ساخالين الروسية، وتبلغ مساحتها 15. 5 ألف كيلومتر مربع، ويسكنها أكثر من 20 ألف نسمة، وتقسم إلى جزر سلسلة الكوريل الكبيرة، وضمنها جزيرة إيتوروب التي تبلغ مساحتها 3 آلاف كيلومتر مربع، وجزيرة كوناشير التي تبلغ مساحتها 1. 5 ألف كيلومتر مربع، وسلسلة جزر الكوريل الصغيرة، وضمنها جزيرة شيكوتان البالغة مساحتها 182 كيلو مترا مربعا، وكذلك 5 جزر تابعة لأرخبيل هابوماي ومجموعات من الجزر الصغيرة التي هي عبارة عن صخور بارزة من البحر، وهي جزر "أوسكولكي و"وديومين" و"سكالني" التي تبلغ مساحتها العامة 118 كيلومترا مربعا، وكذلك 5 جزر تابعة لأرخبيل هابوماي ومجموعات من الجزر الصغيرة التي هي عبارة عن صخور بارزة من البحر، وهي جزر "أوسكولكي و"وديومين" و"سكالني" التي تبلغ مساحتها العامة 118 كيلومترا مربعا.
 
تاريخ الصراع

أما تاريخ الصراع بينهما فيعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث حدث صراع من بعض دول أوروبا حول نفوذها ومصالحها التجارية فى شرق قارة آسيا، فجاء التنافس الروسى- الإنجليزي متمثلا فى أن الدولتين طورتا تجارتهما ومراكزهما العسكري بما يحقق لكل منهما مزايا إستراتيجية، فوضعت إنجلترا خطة بناء سكك حديد – المحيط الهادئ، ووضعت روسيا خطة بناء خط حديد يخترق سيبريا ويخترق صوب المحيط. لذلك كان على اليابان أن تتأهب عسكريا لمواجهة وصول السكك الحديدية الروسية إلى المحيط الهادئ والذي كان مقدرا أن يتم عام 1911م.
 
أطماع أوروبية

وقد جاء الفكر العسكرى الياباني آنذاك مواكبا لصد أطماع الدول الأوروبية وخاصة روسيا والذى مثله الجنرال والسياسي "ياماجاتا أرتيومو" (1838-1922م) الذى تقدم بوثيقتين إلى مجلس الوزراء يحذر من الخطر الروسى على الإمبراطورية اليابانية وأكد فى الوثيقة الثانية عام 1890م على أن أمة لا تستطيع الدفاع عن نفسها لا يجدر بها أن تقف فى مصاف الأمم المتقدمة، وعلى اليابان أن تكون على أتم استعداد للدفاع عن خطين: خط السيادة وخط المصالح، أما الخط الأول فهو حدودها، وأما الثانى فيمر عبر أراضى جيرانها كوريا والصين.

وهكذا بدأ الصراع اليابانى الروسى جليا واضحا بسبب أطماع كل البلدين فى الصين وكوريا على السواء.
فبعد انتصار اليابان على الصين وبدءا من 20 مارس 1895م تم عقد مباحثات السلام وعقدت معاهدة "شيمونوسيكى "التى كان من ضمن بنودها تخلى الصين لليابان عن شبه جزيرة لياوتونج وجزيرة فورموزا (تايوان) وجزر البسكادور (بينجو ليادو). كذلك فتح الموانئ الصينية الأربع أمام الصادرات اليابانية.

وبذلك حصلت اليابان على الامتيازات التى كانت لدى الدول الأوروبية فى الصين. لذا أوعزت روسيا إلى كل من فرنسا وألمانيا أن امتلاك اليابان شبه جزيرة لياوتونج سوف يشكل خطرا كبيرا على مصالحهم فى الصين بل يدمر السلام فى الشرق الأقصى.

اجتماع طوكيو

وعليه فقد تم عقد اجتماع فى طوكيو ذاتها يوم 23 أبريل بين ممثلى الدول الثلاث وقرروا فيه تقديم النصح لليابان بالتخلي عن أى تفكير فى الاستيلاء على شبة جزيرة لياوتونج والجزء الذى تطالب به فى منشوريا- يقع بالكامل داخل جمهورية الصين الشعبية، أو أحيانا تنقسم بين الصين وروسيا، ويشار إلى المنطقة عموماً بشمال شرق الصين.

والحقيقة أن روسيا كانت تهدف وتفكر قبل اليابان فى مد نفوذها إلى شبه جزيرة لياوتونج عبر منشوريا، إلا أنها فوجئت بالاجتياح اليابانى لتلك المناطق- في عام 1931 احتلال اليابان منشوريا، ثم استعادتها الصين في عام 1946 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية- على أية حال لم يكن أمام اليابان إلا أن توافق على طلب هذه الدول وخصوصا أن روسيا تعتبر دولة عُظمى تجاور اليابان من الشمال فلا يجوز إغضابها خاصة أن اليابان كانت خارجة للتو من حربها مع الصين ولا تريد الدخول فى مواجهة جديدة.

نقمة اليابانيين

وأدت موافقة اليابان على إرجاع منطقة مهمة مثل لياوتونج التى حصلت عليها ولكن بدماء أبنائها إلى نقمة اليابانيين وكرههم لروسيا بسبب تدخلها وإقناع الدول الأخرى لإجبار اليابان على ذلك الانسحاب.

وهكذا أصبحت روسيا هى موضع الاستياء الأساسى من قبل اليابان، وكان هذا من عوامل الحرب التى قامت بينهما عامى 1904-1905م- والذى حققت فيها انتصارات ساحقة على الجيش الروسى- وذلك لقيام روسيا بدور الحامية للصين وتقديمها مساعدات مالية لها بل الدخول معها فى تحالف ضد اليابان عام 1896م، كما سعت روسيا للحصول على امتيازات فى كوريا وبصفة خاصة بعد تورط الموظفين اليابانيين فى اغتيال ملكة كوريا وهروب الملك وطلب الحماية من البعثة الروسية، وهكذا دخلت اليابان فى اتفاقيات مع روسيا عامى 1896م و1898م لتسوية خلافاتهما حول منشوريا.

الجنس الأصفر

ففى عام 1896م أقيم احتفال كبير فى موسكو من أجل تتويج "نيكولاى" الثانى إمبراطورا على روسيا، وهذا الإمبراطور كان قد تعرض وهو ما زال أميرا لهجوم من شرطى ياباني فى أثناء زيارته لليابان، كما أوعز الإمبراطور "وليهام الثانى" إمبراطور ألمانيا إلى إمبراطور روسيا نيكولاى الثانى فيما بعد بأن اليابانيين وهم من سلالة الجنس الأصفر سوف يفعلون ما فعله أجدادهم المغول من قبل ويقومون بطرد النفوذ الأوروبى من آسيا بل ويطاردونهم فى أماكن أخرى قد تمتد إلى أوروبا ذاتها.

وبالطبع لم يكن وليهام يهدف من كلامه هذا التخويف من التهديد اليابانى على أوروبا بقدر ما كان يرمى إلى توجيه قوة روسيا إلى آسيا وإبعادها عن مناطق الصراع فى أوروبا وخاصة فى دول البلقان.

ونعود إلى حفل تتويج نيكولاى الثانى ففى اليابان أصر رئيس وزرائها آنذاك "إيتوهيروبومى" بأنه يريد الذهاب إلى موسكو لحضور حفل تتويج الإمبراطور إلا أنه قوبل بمعارضة مجلس الوزراء.
 
وثائق سرية

وتقرر آنذاك أن يحضر هذا التتويج القائد العسكرى الفذ "ياماجاتا أريتومو" ولم تكن اليابان تهدف من وراء ذلك مجرد حضور حفل التتويج فقط، ولكن لكي تستطيع من خلال هذا الحضور إجراء محادثات مع روسيا وإبرام اتفاقية معها فيما يخص الشأن الكورى، وعلى الرغم من توقيع اتفاقيات مشتركة يضمن للقوتين تواجد وتأثير قوي على دولة كوريا، بل أن هناك وثائق سرية روسية تتحدث عن تحديد ياماجاتا لخط عرض 38 شمالا كحد بين اليابان وروسيا لتقسيم كوريا بين البلدين.

وفى خلفية الاتفاق السابق بين ياما جاتا- لوبانوف وزير خارجية روسيا- أسست روسيا تحالفا عسكريا بينها وبين الصين يعتبر اليابان عدوا للبلدين.

إمتيازات تجارية

وفى فترة وجيزة من الزمن لا تتعدى أربع سنوات بعد الحرب اليابانية- الصينية حصلت كل القوى الغربية على امتيازات تجارية فى كل أنحاء الصين تقريبا، وخاصة روسيا – التى كانت السبب فى بدء تلك السلسلة الطويلة من التدخلات الغربية فى الصين- فقد حصلت على حق الانتداب فى منطقتى لوشون وداليان الواقعتين فى شبه جزيرة لياوتونج لمدة 25 عاما كذلك حصلت على حق حفر المناجم والتعدين فى منطقة منشوريا ، ثم وقعت روسيا معاهدة أخرى مع الصين عام 1901م أكدت احتلالها لمنشوريا.

وهكذا تم تقسيم الصين بين الدول القوية - روسيا وانجلترا وفرنسا وسرعان ما لحقت أمريكا بالوليمة الصينية - ما بين مناطق انتداب وخطوط سكك حديدية ومناجم غربية ثم سرعان ما تحولت مناطق النفوذ هذه إلى مرحلة احتكارية حتى أصبحت فى النهاية مناطق استعمارية. وأصبح على اليابان إذا ما أرادت التوغل فى قارة آسيا أن تجعل من أية دولة من تلك الدول القوية حليفا لها.

تاريخ الإضافة: 2019-03-04 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1498
2      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات