الشارقة : فنون .
على هامش المعرض السنوي لجمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الاسلامية، أقام النادي الثقافي العربي ورشة عمل بعنوان "لوحة حروفية" ولقاء حواريا أداره الفنان التشكيلي والخطاط الكبير خليفة الشيمي .
حضر الورشة لفيف من الفنانين والمثقفين والأدباء والكتاب، مع مراعاة أسس التباعد الاجتماعي والأساليب الاحترازية حسب تعليمات الجهات الرسمية، وتم بث الورشة والندوة الحوارية على برنامج زووم وشارك فيه عن بعد العديد من الفنانين من مختلف البلدان.
بدأ الفنان خليفة الشيمي بتأسيس فضاء لوني متسق يؤلفه غالبا من مجموعة درجات لونية تراوح وجودها بين الوضوح والخفوت ضمن أسلوب تجريدي يحتفي بحوارات اللون القائمة عبر المسطح البصري، في الوقت الذي يهتم فيه الفنان بإضفاء بعض الملامس على مساحات بعينها لتنتقل العين بين نعومة اللون وخشونته انتقالات تتنوع زمنيا ومكانيا، حيث تقضي هذه التنوعات الملمسية على ماقد ينجم من شعور بالرتابة حال الاشتغال فوق مسطح واحد كامل الانسيابية.
ومن ثم يبدأ الفنان بتسريب أحرف وكلمات إلى ثنايا النسيج اللوني المتماهي، كأنه طيف من أطياف الوجد بإشراقة كامنة بين معارج الروح ومسالكها، لتحتل هذه الكلمات أماكنها في ثنايا الجسد اللوني خلال حالة من التواشج المنطقي الجميل، حيث يمكن لهذا النص والكتابات أن تذوب وتتلاشى في نطاق المسطح اللوني المتماهي، وكذلك يمكن لها أن تتسيد أجساد اللون كما لو أنها ملامحه الغائبة .
تمتاز نتاجات الحروفية في عمومها وعقب تاريخ طويل يمتد لأكثر من نصف قرن تقريبا قطعته في التجريب والسعي نحو التطور بتنوع ظاهر يؤكد على انتماء هذا النوع من أنواع الفنون إلى التشكيل أكثر من انتمائه إلى الخط، ما يعني أن الأعمال الحروفية على هذا النحو الكائن هي أعمال فنية قائمة بذاتها أمكن لها أن تتكشف طرائقها وسماتها وخصائصها التي تستند في قسط كبير من منجزاتها على ماسبقها من مدارس وأساليب تشكيلية مكنتها لاحقا من تحقيق مواكبة ذلك.
من هذا المنطلق بات التعامل مع اللوحة الحروفية ذات البعدين مؤطرا ومحكوما إلى حد ما في أي من مستويات التلقي بخصائص وسمات اللوحة التشكيلية المسندية على الهيئة المعروفة بها، والدالة عليها في مراحل تكونها وانتاجها طبقا لما تقتضيه المعالجات الأسلوبية المقننة لطبيعة العمل وجهد الفنان وطرق التأليف والمضمون.