تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



170 متحفا في الإمارات توثق الماضي وترسم المستقبل


رشاد بوخش : 110 متحفا خاصا في الإمارات بعضها يضم 30 ألف قطعة
الشرقي الدهمالي : تخوف من قرار خفض الدعم الحكومي العربي للمتاحف بنسبة 50%
يحيى محمود : المتحف الافتراضي فضاء تفاعلي يتم فيه إيصال المعلومات من خلال جولة ثلاثية الأبعاد
سارة بورتوليتو : 720  تحفة  فنية وتاريخية معروضة على موقع متحف اللوفر أبوظبي
عبدالرحمن عثمان : استعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير على مساحة 400 ألف متر مربع


 
دبي : الأمير كمال فرج       

كشف عدد من المختصين في المتاحف أن المتاحف الإماراتية تجاوزت مرحلة التعافي بعد Covid 19  ، ليس ذلك فقط، ولكنها استغلت شهور الإغلاق في العمل والتطوير وتسجيل القطع وتعزيز التحول الرقمي .

وأوضحوا أن المتحف في منافسة شديدة مع مجموعة من المراكز الترفيهية الثقافية كالحدائق والسينما، وأن أوروبا تجاوزت المفهوم الكلاسيكي للمتحف وأصبح المتحف يذهب للزائر وليس العكس، مؤكدين أهمية الزيارات والأنشطة الافتراضية، مشددين في الوقت نفسه على أهمية أن يتميز هذا الجانب بالذكاء والاحترافية .

جاء ذلك خلال ندوة إفتراضية نظمها نادي تراث الامارات ـ مركز زايد للدراسات والبحوث  عبر مايكروسوت تايمز بعنوان" المتاحف رؤية جديدة للمستقبل"، بمناسبه اليوم العالمي للمتاحف 2021 الذي وافق 18 مايو من كل عام.

شارك في الندوة المهندس رشاد بوخش عضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي، رئيس إيكوم الإمارات، وعبدالرحمن عثمان مدير المكتب الفني لرئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة المصرية، عضو المكتب التنفيذي للجنة الدولية للمتاحف الإثنوجرافية بالمجلس الدولي للمتاحف، والشرقي الدهمالي عضو المجلس الاستشاري للمجلس الدولي للمتاحف، والدكتور يحيى محمود أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الإمارات، وسارة بورتوليتو مساعد أمين متحف اللوفر أبوظبي. وأدار الندوة الدكتور محمد فاتح الباحث في مركز زايد للدراسات والبحوث.


التعافي وإعادة التخيل

قالت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث : "نادي تراث الإمارات يولي مناسبة اليوم العالمي للمتاحف أهمية خاصة، وذلك نابع من اهتمامه بقطاع المتاحف، وإيمانا بالدور الكبير الذي يلعبه المتحف في تعريف الأجيال بتاريخ وحضارة الآباء والأجداد، ورفع مستوى الوعي التراثي والحضاري في نفوسهم، وضمن هذا الإطار عمل على تأسيس العديد من المتاحف التي تتبع للنادي مثل متحف ومعرض الشيخ زايد الذي يسلط الضوء على تاريخ القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل ناهيان، ومتحف الأرشيف التاريخي ، والمتحف الاسلامي، ومتحف سالم السامان، وكلها أيقونات حضارية تساهم في دعم رؤية دول الإمارات العربية المتحدة الثقافية والحضارية. ولما كان شعار الأيكوم في الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف "التعافي وإعادة التخيل"، جاءت هذه الندوة لتتناول موضوع المتاحف ضمن رؤية جديدة للمستقبل".

قال الدكتور محمد الفاتح "هذه الندوة تثير مجموعة من الأسئلة، لاشك أن للمتاحف والثقافة دورا هاما في التعافي وإعادة البناء اللذين نحتاجهما الآن، ماهو تصوركم لعمل المتاحف في ضوء  هذه التحديات؟، وماهي الرؤية والمساعي المشتركة ؟، هل هناك تفضيل للمتاحف الكبيرة  على الصغيرة؟، كيف نعيد الناس للمتاحف؟،  والإجراءات الواجب اتخاذها لجعل فضائاتنا آمنة،  والرؤية الجديدة لمتاحف المستقبل؟".


إيكوم الإمارات

قال المهندس رشاد بوخش رئيس إيكوم الإمارات "المجلس الدولي للمتاحف" أن "المجلس الدولي للمتاحف "الإيكوم" أسس عام 1957 بعد الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة واليونيسكو ، والإيكوم منظمة تختص بالمتاحف وجمع العاملين بها من كل أنحاء العالم، ولهم نشاطات كثيرة ، 122 دولة أعضاء في الإيكوم ، إضافة إلى 33 لجنة عالمية متخصصة، وهيئات إقليمية في آسيا وإفريقيا وأوروبا الشمالية والغربية وغيرها، تنظم المنظمة مؤتمرا عاما كل ثلاث سنوات، المؤتمر الأخير لها كان في مدينة  بلوتو في اليابان، حضره خمسة آلاف شخص من العاملين في مجال المتاحف، ولهم نشاطات كثيرة من ندوات ومؤتمرات وفعاليات.

وأضاف "عام 2012 أسسنا في الإمارات فرعا للإيكوم،  وفي العام الماضي 2020 تم استخراج رخصة رسمية، ومكتب للإيكوم في منطقة الفهيدي في دبي التاريخية، في الماضي كنا نقوم بأنشطة ومؤتمرات ولكن باسم بلدية دبي وجمعية التراث العمراني، وحاليا خلال الستة أشهر الماضية وحتى أمس بلغ عدد الأعضاء 35 عضو وفي ازدياد، 6 أعضاء أفراد ، ولدينا أيضا 15 مؤسسة من المتاحف ودوائر الثقافة والتراث في الدولة أعضاء".

أوضح بوخش أن "الامارات تضم 170 متحفاً من بينها 110 متحفا خاصا، وهي متاحف كبيرة جدا، مثل متحف القهوة والشرطة واللؤلؤ والمرأة وتاريخ السينما وغيرها.. ، وإمارة رأس الخيمة فيها 33 متحف خاص، بعض المتاحف كبير جدا ، مثل متحف الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي ويضم 30 ألف قطعة، من السيوف والخناجر والتراثيات ، وبعض المتاحف الأخرى يضم 15 ألف قطعة".

وأبان أن "كل عام 7 : 10 متاحف جديدة تنضم لقائمة المتاحف الإماراتية، فمثلا الشيخ سلطان بن محمد القاسمي افتتح أول رمضان متحف حصن كلبا، وفي يناير الماضي افتتح الشيخ محمد بن راشد، متحف خاص لموقع جميرا الأثري، وهناك متاحف كبيرة قادمة  في أبوظبي، مثل متحف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل ناهيان ، الذي سيكون المتحف الوطني لدولة الإمارات، وسيكون على مستوى عالمي لا يقل عن اللوفر أبوظبي،  ومتحف الاتحاد سيكون جاهزا خلال عامين، وكذلك متحف الفن المعاصر في جزيرة السعديات".


متحف الشندغة

نوه بوخش أن "في دبي هناك متحف الشندغة ، حيث أمر الشيخ محمد بن راشد بتحويل منطقة الشندغة إلى متحف مفتوح، ومنطقة الشندغة بطول 800 متر، وعرض 250 متر، وتضم 192 مبنى تاريخيا، ستتحول هذه المنطقة إلى متحف مفتوح، وسيكون أكبر متحف مفتوح في الشرق الوسط ، لا يوجد مثله إلا في برلين، هذا متحف واحد ولكن تحته 28 متحف ، لأن كل متحف يضم 3 أو 4 بيوت تاريخية، الآن افتتح متحف تاريخ خور دبي ، ومتحف العطور، وقريبا متحف آل مكتوم، السائح يبقى 3 أيام  في المنطقة ليشاهد متاحف الشندغة".

وقال أن "المتحف يشمل كل ما يتعلق بتاريخ دولة الإمارات من تراث البدو والواحات والعادات والتقاليد والألعاب الشعبية والملابس والأمور الاقتصادية والبيئة البحرية كالغوص والرحلات البحرية والسمك، جزء منه سينتهي في شهر 7 ليفتتح في شهر 10 في إكسبو 2021، والجزء الأخير ينتهي في 2022".

وأشار إلى أن " في شهر 6 أو 7 يفتتح متحف المستقبل على شكل بيضاوي على شارع  الشيخ زايد في دبي ، وهو متحف يتحدث عن الحياة في المستقبل، بعد 20 عاما كيف ستكون المواصلات، والتعليم والطب والأغذية والملابس. إضافة إلى تطوير متاحف في عجمان وأم القوين، ورأس الخيمة".

التحول الرقمي

أكد بوخش أن "التحول الرقمي شهد خلال الفترة الماضية تطورا كبيرا ، خاصة مع إغلاق المتاحف أكثر من ثلاث أو أربع أشهر. حيث تم نقل أنشطة المتاحف إلى العالم الافتراضي ، كل البرامج من ندوات ومحاضرات أصبحت افتراضية، مثلا في اليوم العالمي للمتاحف أكثر من 20 ندوة ألكترونية على مستوى العالم العربي ، اليوم زرنا 17 متحفا في 4 دول عربية ونحن نجلس في بيوتنا ، وغدا لدينا زيارة  لأكثر من 10 متحف في 5 دول إفريقية وعربية بشكل افتراضي" .

وأضاف "رغم أن إيكوم الإمارات جديد، خلال الشهرين الماضيين أقمنا عددا من الندوات والدورات ، ونعمل حاليا مع بعض المؤسسات لإيجاد قوانين للمتاحف الخاصة،  ونظمنا دورات للمتاحف الخاصة لتسجيل القطع وتنظيم دورا ت تدريبة، وهناك نية لتنظيم مؤاتمرات سنوية وعالمية".

وأكد أن "المتاحف الإماراتية خرجت من مرحلة التعافي وقواعد التباعد موجودة، ولكننا سبقنا وفتحنا متاحف جيدة ، معظم متاحف العالم أغلقت، ولكننا عملنا وافتتحنا متاحف جديدة ، وقد تغلبنا على الكثير من الدول في ذلك، نفس الأمر في أبوظبي : متحف اللوفر وقصر الحصن ، ومتحف الاتحاد، ومتحف الشندغة في دبي ، وفي متحف رأس الخيمة الوطني هناك تحول رقمي كامل ، البرامج والدورات والزيارات تحولت إلى نشاطات رقمية، وكذلك بعض المتاحف الخاصة، مثل متحف المرأة ومتحف القهوة،  متحف معرض الحضارات ، المستشار أحمد المنصوري استغل الشهور التي أغلقت فيها المتاحف ، وحول المتحف رقميا وسجل كل القطع ، والمتحف موجود على الإنترنت".

وقال بوخش أن "هناك تفاهم مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة لتنفيذ برامج، وبدءا من سبتمبر المقبل مع العام الدراسي الجديد ستكون هناك زيارات من المدارس وأيضا زيارات إلكترونية، والزيارة الإلكترونية فيها نظر وسمع، وفي علم المتاحف نريد أن نشغل الحواس الخمس اللمس والشم والاحساس والنظر والسماع، ولدينا أيضا برامج إدارية لتطوير المتاحف الموجودة بالدولة، وأعددنا استمارة لتقييم المتاحف وبعضها في القرى النائية بحاجة إلى دعم وتسجيل القطع، وأيضا برنامج زيارات افتراضية وميدانية ، مع تشجيع عضويات الإيكوم حيث نطمح إإى الوصول إلى 300 عضو، مشيرا إلى أن إيكوم الإمارات قدم لاستضافة المؤتمر الرئيسي للأيكوم عام 2025 ، وبالطبع في منافسات مع مدن عالمية.    
 
خفض دعم المتاحف

يقول الدكتور الشرقي الدهمالي إن " إيكوم أعد تقريرين الأول يوليو 2020، والثاني منذ 3 أشهر والآن نجمع استمارات للتقرير النهائي، وذكرت التقارير أن تعافي المتاحف في أوروبا وإفريقيا ضعيف جدا، ربما لأن الحكومات اتخذت قرارات طبقا للجان علمية وما غير ذلك، أما في العالم العربي ابتداء من يوليو 2020 جميع المتاحف العربية افتتحت بعد إغلاق لمدة قصيرة بعد الجائحة، في المغرب مثلا 15 يوليو افتتحنا متحفنا بمقدار 50%، وأرى أن هذا التعافي فيما يخص الجانب الثقافي سيكون له آثاره" .

وأضاف أن "50% من الزوار العرب يتوقعون انخفاض الدعم الحكومي للمتاحف، وأنا أشاطرهم التخوف، فالمتاحف مكون مهم للثقافة، وذكرت دراسة لليونسكو أنه خلال الأزمات الانسان يحتاج الثقافة، وهذا مهم جدا، الإنسان يحتاج إلى أن يروح عن نفسه، ويخرج مع عائلته إلى مراكز ثقافية، ويستكشف وما إلى غير ذلك، فإذا أغلقنا هذه المراكز الثقافية ومن بينها المتاحف سيكون لذلك تداعيات على التنشئة الاجتماعية للأجيال".

وأبان أن "أنشطة المتاحف نقصت خلال الجائحة بحوالي 50%، ولكن المسيرة ظلت مستمرة في عدد من الدول العربية، فمثلا على خطى الإمارات شهدنا افتتاح متحفين في مطار القاهرة في مصر، العالم العربي يشهد نهضة متحفية، نريد للمتاحف أن تكون في المستقبل، وأن لا تكون نسخة من المتاحف الأجنبية، وأن تنبع من احتياجاتنا الداخلية، حتى لا نعيد تجربة الماضي بأن نرث متاحف أنشأها المستعمر خاصة المتاحف الأثرية".


تغير مفهوم المتحف

أوضح الدهمالي أن التوجه الرقمي مهم في الرؤية المستقبلية للمتاحف، وعودة لتقرير اليونسكو فإن من 1 % : 5% من موظفي المتاحف العربية  يتتقنون الديجتال ، ويوجد 5% من موظفي المتاحف مخصصون في التسيير الرقمي، وهذا رقم مخيف ، وأغلب مسيري المتاحف الآن خريجي أقسام التاريخ وغير ذلك ، والفرصة  الآتية لهم لكي يسيروا المتاحف، والمستقبل الرقمي آت لامحالة، ولكن من المهم أن نؤكد أن الزيارة الافتراضية لاتعوض المتاحف الحقيقية".

وأضاف أن "استعمال التقنية في العالم العربي يجب أن يتم بحذر شديد، فمثلا في اليمن بعض المتاحف تعرضت للنهب في بعض الفترات خلال النزاعات المسلحة، ثبت أن ذلك سببه أنهم نشروا تصميم المتحف في الموقع الإلكتروني. يجب أن نتعامل مع الوسيلة الإلكترونية بذكاء واحترافية لكي نضمن الاستعمال الصحيح لهذه الوسيلة والتي هي في نظري وسيلة لامحيد عنها في المستقبل".

وأكد أن "المفهوم الكلاسيكي للمتحف اجتازته أوروبا في ثمانيات القرن الماضي، والدور التقليدي للمتحف وهو الاقتناء والعرض واستقبال الزوار تغير، الآن في العالم العربي تجاوزنا هذه الوظيفة التقليدية، وصار المتحف يذهب للزائر ، لأن المتحف في منافسة شديدة مع مجموعة من المراكز الترفيهية الثقافية كالحدائق والسينما ، والمتاحف يجب أن تجتهد لكي تحصل على نصيب من هذا الجمهور الباحث عن الترفيه".

المتاحف الافتراضية

عن تجربة المتاحف الافتراضية، قال الدكتور يحيى محمود أحمد إن "المتحف الافتراضي موقع على الإنترنت يمثل كيانا لعرض عدد من المقتنيات المتحفية المتواجدة في عدد من المتاحف، أو في الأماكن المختلفة، ضمن موقع واحد على شبكة الإنترنت والتعليق على هذه القطع، ونشر البحوث والدراسات المرتبطة بتلك المقتنيات، وغير ذلك من الخدمات المتحفية، الهدف من المتحف الافتراضي تقديم المعلومة للقاريء حول موضوع أو قطعة بهدف نشر التراث والتاريخ، وبالتالي المتحف الافتراضي لايقدم القطعة نفسها، بل يقدم صورة لها، ويوصل المعلومة للقاريء حيثما وجد، ويجمعها له من حيثما وجدت، ويقدم العلومات اللازمة نحو هذه القطع، باستخدام قاعدة بيانات شاملة، فيمكن للمتحف الافتراضي أن يعرض صورة لقطعة في المتحف البريطاني وأخرى في اللوفر أبوظبي، وثالثة في اللوفر باريس، ويقدمها له حيثما يوجد ليقدم له بالدرجة الأولى المعلومة".

وأضاف أن " تصميم المتحف الافتراضي يتم وفق خطة خلق فضاء تفاعلي يتم فيه إيصال المعلومات بطريقة سلسة من خلال جولة افتراضية في فضاء ثلاثي الأبعاد.أهم مرحلة في تأسيس هذا المتحف جمع المعلومات والنظريات المتعلقة بالقطع التي سيتم تقديمها، ثم التصوير، ثم تحويل تلك المعلومات إلى معلومات رقمية. يتم تقديمها للقاريء".

وأوضح أحمد أن "المتحف الافتراضي يتميز بعدم الحاجة إلى بنية تحتية وتكاليف ضخمة، فكل شخص يمكنه صناعة متحفه الافتراضي، وعلى موقع يوتيوب 3 برامج مختلفة لكيفية تكوين المتحف الافتراضي. وهو ما يفتح الباب لأي مواطن يهوى التاريخ والآثار ولديه قاعدة بيانات كاملة من أن يكون متحفا افتراضيا، قد يكون هذا المتحف قائما على الصور أو  النصوص أو لقطات الفيديو أو الصوت ، أو قائم على كل تلك العناصر معا".

وأبان أن " المتحف الافتراضي يعرض المعلومات من خلال الوسائط المتعددة، بمساعدة واجهة تعتمد على مفهوم الغرف، فالمشاهد ينتقل من غرفة لأخرى، ويعتمد المتحف على غزارة المعلومات المتعلقة بالموضوعات، فالمعلومات بالنسبة للمتحف الافتراضي مثل القطعة الموجودة في المتحف المادي"، مشيرا إلى أن معظم المتاحف لديها جولات افتراضية مجانية ، مثل المتحف البريطاني ومتحف فان جوخ ، وبعض المتاحف تقدم هذه الجولات مقابل رسوم ،  فأصبح تسويق المعلومة من خلال الإنترنت مصدر دخل لهذه المتاحف، حتى يمكنها تقديم التزاماتها الضخمة، لأن المتحف في الأساس مؤسسة غير ربحية.

حفظ التراث

نوه أحمد إلى أن "المتحف الافتراضي له ميزة مهمة، وهو حفظ التراث من الضياع، يحفظ عناصر الثقافة بكل مكوناتها، ويحفظ التراث المادي والمعنوي، حيث يمكننا عمل متحف افتراضي لحي أو مدينة كاملة ، ولا يمكن ذلك في المتحف المادي. أيضا يمكن من خلال المتحف الإفتراضي الوصول إلى جهات يصعب الوصول إليها، أيضا المتحف الافتراضي واجهة للمتحف المادي نفسه، فيجذب مزيد من الزيارات للمادي ، أيضا الافتراضي مصدر مهم للعملية التعليمية. كما أنه يوفر مشاركة المعارض الفنية والمناسبات الخاصة. ويقدم الافتراضي للبحث العلمي خدمة أكبر من المادي حيث يمكن تكبير الصور، وأضرب مثلا بقطعة في المتحف البريطاني رقمE394  وكانت قاعدة لفلاحة مصرية تحطن حبوبها، وكانت كتابات هيروغلفية على القاعدة ، عن طريق التكبير أمكن قراءة الكتابات وتفسيرها".

وأكد أن " المتحف الافتراضي في الجائحة كان وسيلة للتعلم مع الحماية الصحية ، ودون تكاليف أو فقدان وقت في التنقل ، والتغلب على مشكلات العزل المنزلي . ولنا تجربة مع طالبات الجامعة، عندما أسندنا لكل طالبة أن تنشيء متحفا افتراضيا كجزء من أحد المساقات الدراسية في جامعة الإمارات، فأنتجت الطالبات متاحف لتراث الإمارات ، بتجميعه من أي مكان في العالم ، وكان ذلك تطبيقا عمليا لدراسة علم الآثار، واستخدمته أيضا بعض الطالبات في التراث المعنوي ، فأنشأت طالبة متحفا للشعر النبطي قدمت من خلاله شرحا للمعاني، فإن كانت القصيدة ع جبل التقطت صورا للجبل  ، وإن كانت حول الصقر صورت لنا الصقور وذكرت كيف تتدرب  وكيف تستخدم ، وبذلك  كل شخص صار صانعا لمتحفه الافتراضي . وحازت إعجاب اللجنة" .


موكب المومياوات الملكية 

وتحدث عبدالرحمن عثمان عن واقع المتاحف في مصر وقال : "أبارك للمتحفيين خاصة في مصر افتتاح متحفين اليوم في مصر وهما متحف مطار القاهرة 2 ومتحف مطار القاهرة 3 ، لينضما إلى خريطة المتاحف المصرية التي تتجاوز 170 متحفا".

وأضاف أن "تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات ذكر أن أكثر من نصف سكان العالم لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت، وذلك يحجم فرص التوسع التكولوجيا الرقمية داخل المتاحف".

وقال أن "في مصر ابتداء من بداية جائحة كوفيد 19 ، حدثت طفرة متحفية ظهرت في شكل واضح في افتتاح مجموعة من المشروعات المتحفية بتقنية مختلفة عما كان في السابق، من حيث التوسع الجغرافي والتكنولوجي من حيث البيئة المتحفية، سواء في عملية التفسير أو العرض المتحفي أو حتى في إدارة المجموعات المتحفية، ونهاية عام 2019 كانت مبشرة للسياحة المصرية، وخاصة في مجال المتاحف، حيث حققنا 13 مليون سائح، بزيادة 6 % عن العام الذي يسبقه، ووصل عدد زوار المتاحف إلى 9 مليون سائح عام 2019، وعندما حدثت أزمة كوفيد 19 كنا أمام تحدى كبير، وابتداء من مارس 2020، تم إغلاق المتاحف بشكل كلي، وعادت بالتدريج ابتداء من مايو ، وفي بداية سبتمر فتحت جميع المتاحف مع اتخاذ الاجراءات الاحترازية ".

وأوضح عثمان أن " هذا العام كان فرصة للعمل على محورين ، الأول إعادة تطوير المتاحف القائمة، واعادة صياغة سيناريوهات العرض الخاصة بها، سواء كانت أقليمية، أو تاريخية تعرض مقتنياتها داخل المباني التاريخية، المحور الثاني إنشاء مجموعة من المشروعات المتحفية الجديدة والتي ظهرت في 2020 ، فافتتحنا متحف الغردقة ، ومتحف قصر البارون ، ثم افتتحنا في يوم واحد ثلاث متاحف هي متحف شرم الشيخ ومتحف المركبات الملكية بالقاهرة ومتحف كفرالشيخ، كما افتتحنا في نهاية العام بعض المشروعات الخاصة بتطوير بعض المواقع . ثم افتتحنا المتحف القومي للحضارة الذي لايقل عن المتاحف العالمية،  وشهد العالم واحد من أعظم المواكب الملكية ، وهو موكب المومياوات الملكية، ونجحنا أن نجعل هذا الموكب جزء من الاحتفال الرسمي بافتتاح قاعة العرض المركزي بالمتحف القومي للحضارة المصرية ، على 135 ألف متر، ويأتي في الترتيب بعد المتحف المصري الكبير الذي يتجاوز 400 ألف متر مربع والذي ينتظره العالم خلال الفترة المقبلة ، لنثبت للعالم أن العرب والمصريون قادرون على إحياء النهضة المتحفية منذ نشأة المتحف المصري بميدان التحرير عام 1902".

وأبان أن "الفترة التي تلت ظهور كوفيد 19 كانت فرصة لابتكار العديد من الأنشطة الافتراضية، فوجدت المتاحف الافتراضية الفرصة لتنطلق وتفتح المجال لابداعات المتحفيين المصريين ، فتمت العديد من الجولات الافتراضية فشاهدنا جولات رقمية في المتحف المصري والمتحف الفن الاسلامي ومتحف السويس. حيث تستطيع أن تتجول داخل مقبرة أثرية ، وأي موقع وقاعات المتحف بسهولة، وأضفنا إمكانية زيارة المتحف في جولة متحفية عن بعد، والفرق بين هذه الجولة والجولة الافتراضية أن مفتش آثار أو أمين متحف داخل المتحف يقوم عن طريق الفيديوكونفرانس أو برنامج تيمز بعمل جولة داخل المتحف،  وتستطيع التواصل مع معلمين في مراحل دراسية مختلفة لربط المقتنى المتحفي بالمنهج الدراسي ، ووجدنا تفاعل بين المتاحف والمؤسسا التعليمية التي ترغب في تلقي الطلاب تعليمهم داخل البيئة المتحفية".

وذكر عثمان أن "هناك اتفاقيات تعاون مع المتحف البريطاني واللوفر لإحياء العديد من المتاحف المفتوحة مثل المتحف المصري، كثر يسألون ماذا سيحدث في المتحف المصري بعد نقل مجموعة توت عنخ آمون إلى المتحف الكبير ، المتحف المصري حاليا تجرى فيه مشروعان من أكبر المشروعات ، الأول إعادة إحياء المتحف المصري، ليعود لسابق عهده مع التوسع في التكنولوجيا الرقمية . سواء في العرض أو التفسير أو قواعد البيانات والتأمين والبنية التحتية التكنولوجية، والمشروع الثاني منحة من الاتحاد الأوروبي لتطوير البنية التحتية للمتحف، وإنشاء موقع إلكتروني، وتطوير متحف الطفل، وإطلاق موقع إلكتروني ليتمكن الزائر من رؤية الجولات الافتراضية".


متحف اللوفر أبوظبي

استعرضت سارة بورتوليتو تجربة متحف اللوفر أبوظبي وقالت "افتتح متحف اللوفر أبوظبي عام 2017 في إطار اتفاقية التعاون بين الإمارات وفرنسا ، ومنذ ذلك اليوم وهو يقوم ببناء مجموعة وطنية من المقتنيات الفنية والتاريخية الخاصة بدولة الإمارات التي تربط بين الثقافات والعصور، والمتحف يعكف على تعزيز دوره على الساحة الفنية العالمية، ومن خلال أروقة المتحف نعرض للجمهور رؤية مختلفة عن تاريخنا، وهي رؤية تتجاوز الحدود الجغرفية، ومتحف اللوفر أبوظبي متحف يافع بالكاد فتح أبوابه منذ سنوات قليلة حتى جاءت جائحة كورونا لتعصف بالمنطقة، وحتم ذلك الإغلاق بضعة أشهر، ولكن هذه الفترة فرضت بعض الضغوط على المتحف، بما فيها الإغلاق، ولكن جلبت معها فرص، أهمها تعزيز الرسالة الأخلاقية الأساسية للمتحف والمسؤولية الاجتماعية ، ومن خلال ذلك ساعد المجتمع المحلي على تجاوز هذه الفترة الصعبة، ومن خلال توفير منصة للاستمتاع والترفيه والتثقيف تسمح للجمهور بالسفر من خلال المخيلة، كما عملت الأقسام المتخصصة  بالمتحف على ابتكار محتوى غني بالمعلومات، وفي اليوم العالمي للمتاحف تم توفير 120 تحفة  فنية وتاريخية أتيحت لكي يطلع عليها الجمهور على الموقع المتحف ، ومع نهاية العام الحالي سيتم توسيع هذه المعروضات بإضافة 600 تحفة أخرى للجمهور.

وأضافت "خلال أزمة كوفيد 19 لم يتوقف المتحف عن العمل رغم الإغلاق ، حيث تواصل العمل على الأرشفة والفهرسة الوثائقية والوثائقية ، والعمل كذلك على صياغة استراتيجيات تركز على المجتتمع المحلي، ونظم المتحف مع جامعة نيويورك ندوة بعنوان "المتاحف بإطار جديد" تدارست الرؤية الجديدة لدور المتحف في المستقبل . كما نفذ المتحف بالتعاون مع المجمع الثقافي في أبوظبي مشروع "فن الخط والفن التجريدي" ، تم من خلاله تم تحسين التجربة الرقمية ،  حيث تم عرض فن الخط مرفقا برسومات تجريدية ،  يطلع عليها الزائر افتراضيا بدرجة 360 بتكنولوجيا سمعية وبصرية. ومن خلال بعض الطرق الافتراضية، وهناك مشروع "نبض الزمن" وهو عبارة عن رحلة سمعية بصرية تنقل المشاهد عبر مختلف المجموعات الفنية من خلال أصوات بعض المشاهير، ومشروع "لسنا وحدنا" الذي يؤكد للعالم أن الثقافات متشابهة شارك فيه بأصواتهم عدد من الفنانين المعروفين .

تاريخ الإضافة: 2021-05-23 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1569
2      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات